Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر August 24, 2022
A A A
تعديل حكومة تصريف الأعمال أمام الفرصة الأخيرة؟!
الكاتب: هيام عيد - الديار

يؤكد مصدر نيابي معارض بأنه لم يعد يجوز بقاء لبنان من دون حكومة فاعلة ومنتجة، مشيراً إلى أن كلّ المواقف المعلنة التي تشدد على أهمية تشكيل حكومة جديدة لا تعبّر عن الواقع الفعلي، حيث أن قوى سياسية عدة تميل إلى خيار الإبقاء على حكومة تصريف الأعمال الحالية، أو على الأقل لا تبدي حماسةً ملحوظة، من حيث العمل على الوصول إلى تحقيق تقدم في هذا المجال. ويكشف هذا المصدر النيابي عن أن الفرصة ما زالت مُتاحة من أجل الوصول إلى توافق على الملف الحكومي، لافتاً إلى أن الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي قد عبّر صراحةً أمام العديد من الكتل النيابية، بأنه يفضّل الإبقاء على الحكومة الحالية مع إدخال بعض التعديلات الطفيفة عليها، على أن يتمّ تعويم الحكومة الحالية من خلال تجديد الثقة النيابية فيها.

وعلى الرغم من عمليات الأخذ والردّ التي حصلت أخيراً ، وتناولت هذه التعديلات كما الترشيحات المطروحة في سياق تغيير بعض الوزراء أو زيادة عددهم وتغيير طبيعة وشكل الحكومة الحالية، فإن المصدر النيابي المعارض نفسه، أكد أنه على الرغم من الإشتباك السياسي الحالي، ما زال قطار التأليف على السكة، والبحث والنقاش مستمرّ من أجل عدم ترك الأمور على حالها مع اقتراب موعد بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيسٍ جديد للجمهورية.

ومن هنا، فإن فرصة حصول لقاء وشيك بين الرئيسين عون وميقاتي، لا تزال مطروحة، كما لفت المصدر النيابي المعارض نفسه الذي تحدث عن أن تعديل الصيغة الحكومية الحالية ولو بشكلٍ طفيف، قد يحظى بموافقة المرجعيات السياسية، وبالتالي، فإن ذلك قد يسمح بإحراز تقدم ما على هذا الصعيد، خصوصاً وأن هذه المرجعيات، ترفض أن تنسحب حال الشلل والتعطيل في الحكومة على موقع الرئاسة الأولى، كما أنها تدعم تشكيل حكومة جديدة لدرء الأخطار المترتّبة عن حصول فراغ رئاسي، قد يفتح الباب أمام إحداث انقسام داخلي لا يمكن السيطرة على مفاعيله السياسية والدستورية.

وعليه، فإن الأيام القليلة المقبلة، قد تكون حاسمة على صعيد تأليف الحكومة، وفق المصدر النيابي المعارض نفسه، الذي أشار إلى جهودٍ حثيثة لا تزال تُسجّل في الكواليس السياسية، من أجل التخفيف من العقبات المطروحة أمام إنجاز الملف الحكومي، من خلال المزيد من المشاورات ومحاولات تدوير الزوايا، بعدما باتت ارتدادات عدم التأليف السلبية، تتجاوز الإطار المعلوم من الجميع، بل تتخطّاه إلى المزيد من التعقيدات، وبالتالي المواجهات والصراعات والأزمات، وهو ما قد بدأ يشكّل قلقاً من ارتفاع منسوب المخاوف في الداخل كما في الخارج، من أن يكون لبنان اليوم أمام مفترق طرق خطير وأن يقف على مشارف إيقاعه في فراغ رئاسي ما لم تنجح المحاولات الجارية لتأمين انتخاب رئيس الجمهورية الجديد في موعده وتحاشي الإنزلاق إلى أي فراغ.