Beirut weather 16.88 ° C
تاريخ النشر February 4, 2018
A A A
تصعيد المعركة ضد التهريب يعيد إلى لبنان تماثيل تاريخية
الكاتب: الحياة

تُعرض في بيروت تماثيل أثرية اختفت منذ عقود بعد أن سرقت خلال الحرب الأهلية اللبنانية، بفضل حرب دولية على تهريب الآثار شهدت تصعيداً منذ نهب مواقع أثرية في سورية والعراق في الأعوام الأخيرة.

وكانت التماثيل الرخامية الخمسة بين مئات القطع الأثرية التي نهبت من مخزن عام 1981 ولم يظهر بعضها إلا اليوم في السوق السوداء العالمية للآثار وفي بعض أبرز المتاحف العالمية.

وكُشفت ثلاثة تماثيل من الخمسة في مراسم أقيمت في بيروت، بعدما رصدها متحف متروبوليتان في نيويورك حيث كانت معارة له من جامع تحف. وتعرف أحد أمناء المتحف على التماثيل عبر استخدام موقع «آرت لوس» الذي يسجل القطع الأثرية المسروقة.

ومن بين الشخصيات الأساسية التي ساهمت في إعادة التماثيل الأثرية إلى لبنان مساعد المدعي العام في مانهاتن ماثيو بوغدانوس، وهو جندي سابق في حرب العراق قاد التحقيق في عمليات نهب المتحف الوطني في بغداد خلال الفوضى التي عمّت البلاد بسبب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لإطاحة صدام حسين.

وقال بوغدانوس الذي حضر مراسم عرض التماثيل في بيروت، إن الغضب من عمليات النهب في العراق وسورية ومخاوف من استخدام تهريب الآثار في تمويل الجماعات المتشددة دفعت دولاً إلى العمل معاً لوقف الأمر. وأضاف في المراسم التي أقيمت في المتحف الوطني في بيروت: «نتج من ذلك اهتمام أوسع وتدقيق أكبر وموارد أكثر، وهي أمور كانت مطلوبة في شكل ملحّ من أجل محاربة تلك الشبكة العالمية السيئة السمعة».

وساهم مكتب بوغدانوس في استعادة آلاف القطع الأثرية المسروقة في السنوات الماضية. ورصد معرض فني في ألمانيا أحد التمثالين الآخرين العام الماضي، فيما ضُبط التمثال الخامس في حاوية كانت آتية إلى ميناء طرابلس اللبناني الشهر الماضي.

وكان قد عثر على كل التماثيل خلال ستينات القرن العشرين وسبعيناته في معبد أشمون في صيدا بجنوب لبنان. ويعود تاريخ التماثيل إلى فترة بين القرنين الرابع والسادس قبل الميلاد عندما كانت الإمبراطورية الفارسية تحكم الحضارة الفينيقية، لكنها كانت متأثرة بالفن والثقافة اليونانيين. ومن بين أكثر من 500 تمثال نهبت من معبد أشمون لم يتم التعرف إلا الى عدد قليل وإعادته إلى لبنان.

وقال وزير الثقافة اللبناني غطاس الخوري إن الحكومة تسخر كل الموارد المتاحة لاستعادة كل قطعة، مؤكداً أن تراث لبنان ليس للبيع.

وقد تبقى القطع الأثرية المنهوبة مختفية لعقود قبل أن يبدأ مهربون بيعها لجامعي تحف، كما أن الطبيعة الدولية لسوق تجارة الآثار تعقّد مهمة تعقّب القطع المفقودة.

ولفت الخوري إلى أن لبنان ساعد في وقف شحن الكثير من القطع الأثرية الأجنبية عبر بيروت.