Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر September 11, 2016
A A A
تصدع شعبية حزب (ليكود) و(المعسكر الصهيوني) الإسرائيلي
الكاتب: عامر راشد - سبوتنيك

أظهرت نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة في إسرائيل تراجع شعبية حزب (ليكود) برئاسة بنامين نتنياهو، و(المعسكر الصهيوني) بزعامة إسحاق هرتسوغ، وتقدم حزب (يش عيتيد) “هناك مستقبل” الذي يمثل يمين الوسط في إسرائيل مما قد ينبئ بتغير الخارطة السياسية في أي انتخابات عامة إسرائيلية جديدة.

إذا أجريت الانتخابات العامة الإسرائيلية اليوم سينخفض تمثيل حزب (ليكود)، برئاسة بنيامين نتنياهو، عشرة مقاعد من حجم تمثيله في الكنيست الحالي، وسيتراجع إلى 20 مقعداً فقط مقابل 30 مقعداً حالياً، وسينخفض تمثيل (المعسكر الصهيوني)، ائتلاف حزبي (العمل) و(الحركة- ليفني) بقيادة إسحاق هرتسوغ من 24 مقعداً إلى 13 مقعداً، بينما سيقفز حزب (يش عيتيد) “هناك مستقبل”، بزعامة يائير لبيد إلى المركز الأول بحصوله على 22 مقعداً، ليضاعف عدد مقاعده في الكنيست الحالي (11 مقعداً).

إلى جانب حزب لبيد في صف الرابحين المحتملين، في حال إجراء انتخابات عامة في إسرائيل، يقف حزب (البيت اليهودي) برئاسة وزير التربية والتعليم نفتالي بينت، بحصوله على ستة مقاعد إضافية ليصبح عددها 14 مقعداً، وسيضيف حزب (إسرائيل بيتنا)، برئاسة وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، أربعة مقاعد إلى حصته في الكنيست (ستة مقاعد حالياً)، في حين سينضم حزب تمثيل حزب “كلنا”، برئاسة وزير المال موشيه كحلون، إلى صف الخاسرين بتراجع تمثيله من 10 مقاعد إلى 6 مقاعد.

ووفقاً لاستطلاع للرأي العام أجرته قناة القناة التلفزيونية الإسرائيلية الثانية، يوم الثلاثاء الماضي بواسطة “معهد ميدغام للأبحاث” المتخصص في شؤون الاستطلاعات، ستحافظ القائمة المشتركة بين حزب (حداش) “الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة” و”حزب القائمة الموحدة- العربية للتغيير” وحزب بلد “التجمع الوطني الديمقراطي” على تمثيلها، وتحصل على 13 مقعداً، وسيحصل (شاس) الديني المتطرف على 6 مقاعد، وحزب (يهدوت هتوراة) الحريدي المتشدد على 7 مقاعد، وحزب (ميرتس) اليساري على 5 مقاعد. يرى المراقبون في تل أبيب أن نتائج الاستطلاع تأثرت بقرار نتنياهو حظر تنفيذ أشغال بنى تحتية في خطوط السكك الحديدية خلال أيام السبت، خضوعاً لضغوط المتدينين المتشددين، مما أثار انزعاجاً كبيراً في أوساط العلمانيين، وبدورها وجهت المحكمة الإسرائيلية العليا صفعة لنتنياهو بإصدارها أمراً موقتاً يمنعه من تنفيذ الحظر الذي فرضه، وعاب عليه سياسيون ومختصون في القانون أنه يتخذ قرارات خارجة عن صلاحياته، وحذروا من تمييع النقاش العام حول هذه القضية.

ما يستمد من نتائج الاستطلاع، بصرف النظر عن الموضوع المباشر الذي أثر فيها، حصيلة أي انتخابات عامة قادمة في إسرائيل ستؤدي إلى تصدع شعبية حزب (ليكود) وتراجعها بزعامة نتنياهو، بعد سبع سنوات من عودته لكرسي الحكم، وتحول حزب (العمل)، المنضوي في إطار تحالف (المعسكر الصهيوني)، برئاسة إسحاق هرتسوغ، إلى كتلة هامشية، جراء العيد من الأسباب تتصل بواقع الحزب ومستقبله، بتراجع تأثيره وسط الجمهور الإسرائيلي في شكل حاد، منها فقدانه لتوجه سياسي واضح، وعدم مواكبته لمجموعة التحولات التي حدثت في المجتمع الإسرائيلي، والصراعات الداخلية الحادة، ولهاثه وراء المشاركة في ائتلاف حكومة نتنياهو بأي ثمن.

نتنياهو هرب في آذار 2015 نحو انتخابات عامة مبكرة، لقطع الطريق على تراجع شعبية (ليكود)، واستطاع الحصول على 30 مقعداً، وجاءت هذه النتيجة معاكسة لكل استطلاعات الرأي التي سبقت الانتخابات، والتي منحت تقدماً لتحالف (المعسكر الصهيوني).  إلا أن شعبية نتنياهو بقيت خلال السنوات الماضية في حالة صعود وهبوط على ضوء إخفاقات حكومته السياسية والعسكرية والاجتماعية.

رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي الأسبق كارمي غيلون انتقد نتنياهو بشدة في أحد تصريحاته عام 2014، واتهمه بقيادة “إسرائيل نحو الخراب”، وأضاف حسب صحيفة (هآرتس): “دولة إسرائيل تقودها عصبة محبي إشعال النار ويقودها مجنون بالأنا نحو خرابها النهائي”، ويبدو أن قطاعات واسعة من الجمهور الإسرائيلي باتت مقتنعة بأن حزب (ليكود) بزعامة نتنياهو ينحدر سريعاً نحو الإفلاس، وأن حزب (العمل) أصبح خارج دائرة الفعل، في ظل أزمة عامة تعصف بالبنية الحزبية الإسرائيلية، التي بات الفارق بينها شبه معدوم، وأصبحت الانقسامات هي الدينامية الوحيدة التي تحركها، في الصراع للوصول إلى السلطة، ومن المتوقع أن تتعمق الانقسامات والصراعات بين اليمين المتطرف والأحزاب الدينية من جهة والعلمانيين في الجهة المقابلة.