كتب صلاح سلام في “اللواء”
مجلس الوزراء أنجز التعيينات الأمنية بما لها وما عليها، محققاً الخطوة الأولى في وضع مداميك المرحلة الجديدة، وإستكمال تغيير وجوه ورموز المراحل السابقة من العهود الماضية، وتعيين ما يُريح رئيس الجمهورية، وإلى حدٍ ما رئيسي المجلس النيابي والحكومة.
هذه الخطوة على أهميتها لا تكفي لإطلاق ورشة الإصلاح الذي يرفع شعاره العهد، والي يُعتبر المبرر الأساس لوجوده، وللترحيب الذي لقيه في الداخل والخارج، لأن المحك الرئيسي يبقى في القرارات الصعبة بإجراء العمليات الجراحية المطلوبة بترشيق الإدارة، ووقف الهدر، وإعادة أموال المودعين، ومعالجة أزمة الكهرباء المزمنة، وتأمين تمويل إعادة الإعمار.
كلام رئيس الحكومة نواف سلام في إفطار السرايا أمس جاء مطمئناً إلى حد ما، خاصة في مسألة لا شيء يعلو على إستعادة قرار الحرب والسلم للدولة، وبسط سلطتها على كل الأراضي اللبنانية، واعتبار الإصلاح الممر الإلزامي للنهوض والإنقاذ وإستعادة الثقة الداخلية والخارجية.
ولكن اللبنانيين المتحمسين للعهد والحكومة، بدأوا يشعرون بوجود هوّة بين ديناميكية رئيس الجمهورية الناشطة على أكثر من صعيد، متجاوزة بعض خطوط دستور الطائف أحياناً، وبين الإيقاع المتباطئ في الوزارات الخدماتية الرئيسية، وخاصة الكهرباء والإتصالات، التي ما زالت تسجل تراجعاً في مستوى الخدمات اليومية الواجب تأمينها للناس.
مصير الكهرباء مازال معلقاً بوصول باخرة الفيول العراقي، ومعالجة المشاكل المعلقة بين بيروت وبغداد، بسبب الإهمال اللبناني المتمادي في تسديد الدفعات المالية المستحقة للعراق. يُضاف إلى ذلك إهمال الطلب العراقي بإبقاء أموال الفيول بالليرة اللبنانية في لبنان، على أن يتم إستخدامها مقابل مستوردات لبنانية صناعية وزراعية، ومساعدات للطلاب العراقيين الذين يدرسون في الجامعات اللبنانية، وإستشفاء المرضى العراقيين الذي يأتي الكثير منهم إلى بيروت للعلاج.
أما عن تردي خدمات الإتصالات فحدِّث ولا حرج، لأن الوزير السابق أخذ العديد من القرارات خارج معايير تطوير القطاع، وعدم الإهتمام بتوفير المعدات المتطورة لتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمشتركين، الذين يعدّون ثلثي الشعب اللبناني على الأقل، وإكتفى بتعيين المقربين وإبرام العقود مع الشركات الخاصة لبيع الأنترنيت، ولو على حساب مؤسسة أوجيرو، وعدم تحسين مستوى رواتب العاملين فيها من فنيين وإداريين.
الآلة الحكومية تحتاج إلى تشريج لتنشيط الحركة، والحفاظ على مستوى الآمال التي يعلقها اللبنانيون على مسيرة الإصلاح والإنقاذ!