Beirut weather 15.41 ° C
تاريخ النشر March 14, 2018
A A A
ترامب «يطيح» تيلرسون ويعّين امرأة على رأس «سي آي إي»
الكاتب: الحياة

بات وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أبرز ضحية للرئيس دونالد ترامب الذي أقاله بعد خلافات علنية في شأن ملفات، بينها كوريا الشمالية وروسيا وإيران، وأبدله بمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) مايك بومبيو. وعيّن ترامب جينا هاسبل، نائب بومبيو، رئيسة للوكالة، لتصبح أول امرأة تتولى المنصب، علماً أنها مُتهمة بالإشراف على مركز تابع لـ»سي آي إي» في تايلاند، شهد تعذيب قيادي في تنظيم «القاعدة»، ويُرجّح ان تواجه المصادقة على تعيينها صداماً بين الجمهوريين والديموقراطيين في الكونغرس.

ومع تباين رواية مساعدي ترامب وتيلرسون لظروف عزل الوزير، طرَد الرئيس مساعد تيلرسون للشؤون الديبلوماسية ستيف غولدشتاين بعد قوله إن الوزير «لم يتحدث» الى ترامب أمس و»لا يعلم سبب» إقالته. وعلّق غولدشتاين على طرده قائلاً: «كان (عملي في الوزارة) أعظم شرف في حياتي، وأنا ممتنّ للرئيس ولوزير الخارجية على هذه الفرصة، وأتطلع للحصول على فترة راحة».

وينهي ترامب بذلك مساكنة متعبة مع تيلرسون، مؤجّجاً فوضى في البيت الأبيض، تخللتها إقالة او استقالة مسؤولين بارزين، منذ تنصيب الرئيس في 20 كانون الثاني 2017، بينهم المستشار الاستراتيجي ستيف بانون، ومستشار الأمن القومي مايكل فلين، ومدير مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) جيمس كومي، وأبرز موظفي البيت الأبيض رينس بيربوس، ووزير الصحة توم برايس، ومديرا الاتصالات هوب هيكس وأنتوني سكاراموتشي، والمستشار الاقتصادي جاري كوهن، والناطق باسم البيت الأبيض شون سبايسر.

وتيلرسون (65 عاماً) كان رئيساً لمجلس إدارة شركة «إكسون موبيل» العملاقة للنفط، لكن عمله في الوزارة اتّسم بتوتر مع ترامب، وأُرغم مراراً على نفي خلافه معه وعزمه على الاستقالة، متعهداً البقاء في منصبه. وكانت معلومات أفادت بأن تيلرسون وصف ترامب بأنه «أحمق» في تموز السابق، بعدما اقترح الرئيس زيادة الترسانة النووية الأميركية 10 مرات.

كما حمّل تيلرسون روسيا مسؤولية تسميم «جاسوس» روسي مزدوج سابق وابنته في إنكلترا، بعدما كانت الناطقة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز امتنعت عن ذلك. وسعى تيلرسون غالباً الى التخفيف من وطأة الأسلوب غير الديبلوماسي لترامب، وتغريدات عنيفة يكتبها أحياناً. وفي هذا الصدد، أسدى للرئيس خدمة أخيرة في أفريقيا قبل أيام، حيث أعلن قادة القارة طيّ صفحة تصريحات منسوبة الى الرئيس وصفت دول القارة بـ»حثالة».

وعَكَسَ تفسيرُ مساعدي ترامب وتيلرسون ظروف إقالة الوزير، التباعدَ بين الرجلين، إذ قال غولدشتاين ومسؤولون آخرون في وزارة الخارجية إن تيلرسون لم يعلم بإقالته إلى أن قرأ تغريدة ترامب صباح أمس. وأضاف أن «الوزير لم يتحدث الى الرئيس، ولا يعلم سبب (إقالته)، لكنه يبدي امتناناً لحصوله على فرصة للخدمة، ولا يزال يؤمن بقوة بأن الخدمة العامة أمر نبيل لا يندم عليه». وتابع أن تيلرسون «كان يعتزم البقاء، بسبب التقدّم الملموس المُحرَز في ملفات حساسة للأمن القومي، وأقام علاقات مع نظرائه». وتمنّى غولدشتاين لبومبيو «كل التوفيق». لكن ترامب طرده بعد ساعات على تصريحاته.

في المقابل، قال مسؤولون في البيت الأبيض إن تيلرسون أُبلِغ بقرار عزله الجمعة فيما كان في إثيوبيا. وقال أحدهم إن جون كيلي اتصل بتيلرسون الجمعة والسبت لتحذيره من أن ترامب يعتزم اتخاذ إجراء وشيك، إن لم يتنحَّ، مؤكداً اختيار بديل له. وعندما لم يستجب تيلرسون، أقاله ترامب. وكان تيلرسون قطع جولته في أفريقيا بحجة «توعكه»، علماً أن قرار إقالته أتى بعد ساعات على عودته الى واشنطن.

وأشار مسؤول بارز في البيت الأبيض الى أن إقالة تيلرسون نوقشت مراراً، مضيفاً أن ترامب رأى أن الأمر بات ملحاً، إذ أراد الرئيس تغيير فريقه استعداداً لقمته المرتقبة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. وذكر مسؤول أن ترامب اتخذ قراره بلقاء كيم فيما كان تيلرسون في أفريقيا، ورفض مشاورة الوزير في الأمر بذريعة أنه سيعارض أي قرار في هذا الصدد. وذكر المسؤول أن ترامب يعمل بانسجام مع بومبيو، وهو عضو جمهوري سابق في الكونغرس من ولاية كانساس.

وكتب ترامب على «تويتر»، في إشارة الى تيلرسون: «أُنجز الكثير في الأشهر الـ14 الماضية، وأتمنى له ولعائلته التوفيق». واستدرك: «كنا متفقين في شكل جيد، لكننا اختلفنا في شأن أمور. بالنسبة الى الاتفاق (النووي) الإيراني، أعتقد بأنه رهيب، فيما اعتبره (تيلرسون) مقبولاً، وأردت إما الغاءه وإما فعل أمر ما، فيما كان موقفه مختلفاً بعض الشيء، ولذلك لم نتفق في مواقفنا».

واعتبر ان بومبيو يقوم بـ»عمل رائع»: «سيواصل برنامجنا في إعادة مكانة أميركا في العالم وتعزيز تحالفاتنا، ومواجهة خصومنا، والسعي الى نزع الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية». واعتبره «الشخص المناسب لهذه الوظيفة، في منعطف حاسم». وأعلن أن «جينا هاسبل ستصبح المديرة الجديدة لأجهزة الاستخبارات، وأول امرأة يقع الاختيار عليها لهذا المنصب».