Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر December 12, 2019
A A A
ترامب في قفص الاتهام
الكاتب: هشام ملحم - النهار

قرار الحزب الديموقراطي محاكمة الرئيس ترامب لانه اساء استخدام صلاحياته الدستورية لمآرب سياسية شخصية، ولتهديده الامن حين سعى إلى استخدام دولة اجنبية “لافساد الانتخابات الديموقراطية”، رفع حرارة الاستقطابات السياسية في البلاد، وسوف يساهم في تحويل الموسم الانتخابي الذي سيبدأ رسمياً بعد بضعة أسابيع الى أشرس موسم منذ حرب فيتنام.

في هذه المواجهة تتبخر المحرمات يومياً، خصوصاً من جانب الرئيس ترامب واقطاب الحزب الجمهوري وقاعدته الضيقة.

ترامب ينفي أن يكون حاول ابتزاز اوكرانيا للحصول على معلومات “قذرة” عن منافسه المحتمل في الانتخابات جوزف بايدن، لكنه في الوقت ذاته يبعث محاميه الشخصي رودي جولياني الى اوكرانيا لمواصلة نبش أي معلومات لتبرير تصرفاته…

وقد تزامنت الاتهامات الموجهة إلى ترامب، مع كشف تقرير للمراقب العام لوزارة العدل عن بدايات التحقيقات التي اجراها “الأف بي آي” في 2016 بشأن التدخل الروسي في الانتخابات، وهو التحقيق الذي يدعي ترامب انه كان للتجسس على حملته الانتخابية من مجموعة تمثل “الدولة العميقة” في وزارة العدل وغيرها من الاجهزة الاميركية.

لكن التقرير دحض كل “نظريات المؤامرة” التي يرددها ترامب ومساعدوه، وأظهر ان التحقيق، بما في ذلك مراقبة اتصالات مواطن اميركي كان مقرباً من حملة المرشح ترامب، كان على اتصال مع افراد روس كان مبرراً لمعرفة حقيقة التدخل الروسي. كيف تعامل وزير العدل وليم بار مع تقرير المسؤول الذي أوكل اليه مهمة اجراء التحقيق؟ نفى مضمون التقرير لانه يتعارض مع “اساطير” الرئيس ترامب.

الرئيس ترامب، شنّ هجوماً عنيفاً على المدير “الحالي” لـ”الأف بي آي” كريستوفر راي الذي دافع عن تقرير المراقب العام وصدقيته، ووصف مكتب التحقيقات الفيديرالي بأنه مؤسسة “مكسورة”. الاشارة الى المدير “الحالي” هي تهديد مبطن بان المدير راي قد يفقد منصبه اذا استمر في نهجه المستقل، كما حصل للمدير السابق جيمس كومي. بعد ساعات، وخلال مهرجان انتخابي، شدّد ترامب هجماته حين وصف موظفي “الأف بي آي” بأنّهم “أوساخ”.

هذه المرة الاولى يحال رئيس اميركي على المحاكمة في ولايته الاولى، ما يعني ان حرب التجديد لترامب ستكون بمثابة أرض محروقة، وان ترامب سيطلب من أطراف خارجيين مساعدته على الفوز في 2020 أيضاً. هجوم ترامب على “الدولة العميقة” هو في الواقع هجوم على المؤسسات الدستورية مثل القضاء المستقل، واجهزة الاستخبارات وغيرها من الاجهزة الحكومية التي تخضع للمساءلة والمحاسبة.

ترامب يريد ان يحكم مثل اقرانه “الرجال الاقوياء” أو المتسلطين أمثال الرؤساء فلاديمير بوتين ورجب طيب اردوغان وعبد الفتاح السيسي وغيرهم. في أي سنة انتخابية عادية تشهد البلاد سجالاً حامياً بين المرشحين. ولكن لم يحصل ان انتخب الاميركيون رئيساً مثل ترامب يجد نفسه مهدداً سياسياً وقضائياً.