Beirut weather 20.41 ° C
تاريخ النشر May 6, 2020
A A A
تحية لمن عبدوا لنا الطريق بأقلامهم ودمائهم
الكاتب: موقع المرده

يصادف اليوم ذكرى شهداء لبنان والصحافة الذين سقطوا دفاعا عن وطنهم وحريته واستقلاله.
هذا العيد بدأ الاحتفال به عام 1936 تخليدا لذكرى من علقوا على المشانق في ساحة البرج التي باتت تسمى ساحة الشهداء، حيث ارتقوا من أجل كرامة وطن كان وسيبقى على حق بحسب المقولة الشهيرة للرئيس الراحل سليمان فرنجيه، وطن سيبقى رغم كل الظروف حراً سيداً مستقلاً بتضحيات أبنائه وأولهم أهل الصحافة والإعلام الذين دفعوا الثمن على مر الأزمنة ليبقى وطننا وطن حرية الرأي والمعتقد.
ولأن الصحافة اللبنانية دفعت ثمنا باهظا في سبيل الحرية والإستقلال تم إعتماد هذا اليوم أيضاً عام 1977 كعيد لشهداء الصحافة، كون معظم الذين اعدموا شنقاً على يد العثمانيين عام 1916 كانوا من أهل الإعلام، فمن الشيخ أحمد حسن طبارة (صاحب جريدتي “الاصلاح” و”الاتحاد العثماني”)، الى سعيد فاضل عقل (صاحب جريدة “البيرق” في بعبدا، ورئيس تحرير عدد من الصحف أهمها “النصير” و”الاصلاح” ولسان الحال”)، الى عبد الغني العريسي (صاحب “المفيد” و”فتى العرب” و”لسان العرب”)، وصولاً الى الأمير عارف الشهاب (المحرر السياسي البارز في جريدة “المفيد”البيروتية)، والصحافي الشهير جورجي حداد (كتب في جريدة “المقتبس” في دمشق، وجريدتي “لبنان” و”الرقيب” في بيروت)، الى فيليب وفريد الخازن صاحبي جريدة “الأرز، قافلة كبيرة من أهل القلم لا يجوز أن ننسى تضحياتها مع تضحيات العديد من أبناء هذا الوطن المندور للعذاب والاستشهاد في سبيل الحق.
في ذكرى شهداء الصحافة يلفت موقع المرده إلى أن الإعلاميين هم مشاريع شهداء إحياء سواء من خلال قيامهم برسالتهم والمخاطر التي يتعرضون لها، او سواء بما آلت إليه حالهم في ظل الاقفال للعديد من الصحف والمجلات التي أسسها رواد حريات وكانوا السباقين في إرساء نهضة فكرية وثقافية وإعلامية، فيما اليوم يتسكع مئات الصحافيين من دون مورد رزق ومن دون حماية لأبسط حقوقهم.
في ذكرى شهداء الصحافة تحية احترام لارواح الشهداء الذين عبدوا لنا الطريق بأقلامهم ودمائهم، وتحية مماثلة لكل إعلامي ما زال مثابراً على قول كلمة الحق مهما كانت المغريات والضغوطات مع تحية كبيرة للإعلاميين الموضوعيين النائين بأنفسهم عن الصحافة الصفراء في زمن كثر فيه الدجل الاعلامي.