Beirut weather 13.41 ° C
تاريخ النشر March 2, 2023
A A A
تحذير من مخاطر بدائل السكر على القلب والأوعية الدموية

أفاد باحثون بوجود روابط بين الإريثريتول، بديل السكر الخالي من السعرات الحرارية، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتة الدماغية، وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة «Nature Medicine» يوم الاثنين.
وعدّت الدراسة أن المُحلي، الذي غالباً ما يُضاف إلى الكثير من الأطعمة والمشروبات منخفضة السعرات الحرارية أو التي لا تحتوي على سعرات حرارية، هو مجرد واحد من الكثير من بدائل السكر التي عدّها الباحثون سبباً في مخاطر السلامة على المدى الطويل.
ويقول الدكتور ستانلي هازن، طبيب القلب في المركز الطبي الأميركي الأكاديمي «كليفلاند كلينك» ومؤلف الدراسة: «يحاول الناس القيام بشيء صحّي لأنفسهم، لكنهم قد يتسببون في ضرر دون قصد»، حسبما أفادت صحيفة «نيويورك تايمز».
في الدراسة، نظر الباحثون في مستويات الإريثريتول في الدم لنحو 4000 شخص من الولايات المتحدة وأوروبا، ووجدوا أن أولئك الذين لديهم تركيز أعلى في دمهم من بدائل السكر كانوا أكثر عُرضة للإصابة بسكتة دماغية أو نوبة قلبية.
وكان المشاركون الذين تجاوزوا سن الستين إما معرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وإما بالفعل مصابين بهما، بسبب مرض السكري وارتفاع ضغط الدم.
ووجد الباحثون أيضاً أنه عندما أطعموا الفئران الإريثريتول، فقد أدى ذلك إلى تعزيز تكوين الجلطات الدموية. يبدو أن الإريثريتول يحفز التخثر في دم الإنسان والبلازما أيضاً.
ويقول الدكتور داريوش مظفريان، طبيب القلب وأستاذ التغذية في كلية فريدمان لعلوم وسياسات التغذية بجامعة «تافتس» في ولاية ماساتشوستس الأميركية، والذي لم يشارك في الدراسة، إنه لم تكن هناك دراسات كافية لتحديد الآثار الصحية طويلة المدى لبدائل السكر على البشر. وتابع: «المشكلة أنه لا يوجد دليل كافٍ على أن بدائل السكر آمنة».
ويوضح مظفريان أنه كانت هناك قيود رئيسية على الدراسة؛ أولاً، كانت غالبية المشاركين إما يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية وإما لديهم عوامل خطر متعددة لمشكلات القلب والأوعية الدموية، والتي من المحتمل أن تحرف البيانات.
وبينما وجدت الدراسة ارتباطاً بين الإريثريتول وارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، إلا أنها لم تُثبت أن المركّب نفسه تسبب في حدوث جلطات ونوبات قلبية. وقالت الدكتورة بريا إم فريني، اختصاصية أمراض القلب في جامعة «نورث وسترن» التي لم تشارك في الدراسة، إن الدراسة تتضمن بحثاً قائماً على الملاحظة يتطلب مزيداً من التحقق.
وحاول العلماء دراسة الآثار الصحية لبدائل السكر، حيث أصبحت شائعة بشكل متزايد على مدى السنوات العشر الماضية. وتشرح ماريون نستله، الأستاذة الفخرية للتغذية ودراسات الغذاء والصحة العامة في جامعة نيويورك والتي لم تشارك في الدراسة، أن هناك قدراً هائلاً من الأبحاث حول المُحليات الصناعية بشكل عام، غالباً مع استنتاجات متضاربة.
وتقول الدكتور نستله إن بعض الدراسات السابقة التي تدرس الروابط المحتملة بين المُحليات الصناعية والسرطان بالإضافة إلى أمراض القلب والأوعية الدموية قد خلصت إلى أن هذه المواد الكيميائية قد تزيد من مخاطر هذه الحالات، وإن لم يكن كثيراً. وأضافت أنهم استنتجوا بشكل ثابت أن هناك حاجة لمزيد من البحث حول بدائل السكر.
ووجدت المراجعات السابقة أن الإريثريتول قد يكون بديلاً جيداً للسكر، على الرغم من أن الكثير من تلك الأبحاث قد أُجريت على الحيوانات، كما قالت جوان سلافين، أستاذة علوم الأغذية والتغذية في جامعة «مينيسوتا»، والتي لم تشارك أيضاً في الدراسة الجديدة.
وأضافت الدكتورة نستله: «الناس كانوا يستهلكون المُحليات الصناعية لسنوات، فمن من الصعب حقاً أن تضع إصبعك على مشكلة محددة». وفي سياق متصل ترى الدكتور سلافين أنه من الصعب دراسة الآثار الصحية لبدائل السكر والمُحليات البديلة عندما يتم استهلاكها كجزء من نظام غذائي أكبر.
وأشارت سلافين إلى أن الأشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة من المُحليات الصناعية قد يكونون معرَّضين بالفعل لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وأضافت أنهم إذا كانوا يعانون من حالات مثل السكري أو السمنة، فربما يستخدمون المُحليات الصناعية لمحاولة تقليل السكر.
وتقلل سلافين من مخاطر بدائل السكر إذا ما قورنت باستخدام السكر الأبيض، وتفسر: «لا نريد أن يقول الناس إن بدائل السكر فظيعة لأنها تسبب النوبات القلبية وبدلاً من ذلك يستخدمون السكر. علينا النظر في هذا».