أقيمت في مطعم “OZZY” -عماله من ذوي الإحتياجات الخاصة- في اهدن لصاحبته السيدة جاكلين مكاري “ام سمعان”سلسلة نشاطات ثقافية حملت عنوان “تحت النجوم”.
عند انطلاق البرنامج، أشارت رئيسة “جمعية جورج يمّين الثقافية” ماريا يمّين الى انّ هذا المطعم لاقى اهتماماً شعبياً واعلامياً واسعاً لفرادته كتجربة خاصة لا دعم حكومي له حتّى الآن يقوم على دمج اصحاب ذوي الإحتياجات الخاصة في المجتمع عبر العمل والإنتاجية ويعود ريعه الى الخدمة الإنسانية اذ انّه سيفتح ابوابه لمائدة مجانية مرّة كل شهر لكبار السن ولجمعيات خيرية”
ثمّ أعربت السيدة جاكلين مكاري عن تجربتها بالعمل مع ذوي الاحتياجات الخاصة وقالت “لمست التزاماً ودقة في تأدية أشغالهم لم أجدها عند الناس العاديين والعمل في مطعمنا أضاف الى شخصيتهم الثقة بالنفس، الفرح والرضى ايضاً”
وتحدّثت مديرة “مركز الشمال للتوحد” الآنسة سابين سعد عن أهمّية خلق فسحة تفاعل ثقافي وفنّي في هذا المكان وأطلقت جملة الأنشطة التي وضعتها وحدّدت مواعيدها ضمن رزنامة لثلاثة اشهر وحملت عنوان”تحت النجوم” وهي تطال السينما في عروض عديدة والرسم والموسيقى والشعر.
نادي السينما
بداية الأنشطة كانت مع” السينما تحت النجوم” وتمّ عرض فيلم “رجل المطر” الدرامي من إنتاج عام 1988 في الهواء الطلق على حائط ابيض بحضور حوالى خمسين شخصاً.
قدّمت للفيلم الآنسة افلين سركيس حليس خرّيجة الجامعة اليسوعية في العلوم السمعية والبصرية مشيرة الى انٌ “الفيلم اقتبس قصة الامريكى Kim Peek من اصحاب القدرات العقلية الاستثنائية والمصاب بالتوحد في آن واحد، ويتناول الفيلم علاقة أخوين، الكبير مصاب بالتوحد ويمثّل الدور دستين هوفمان أما الأصغر سناً فهو شاب في مقتبل العمر ويمثل دوره الممثل توم كروز، تبدأ القصة عندما يموت والدهما، فيكتشف توم كروز أن له شريكا ً بالميراث”، كما عدّدت الآنسة حليس أبرز الجوائز التي فاز بها الفيلم وأدارت النقاش الذي تلا عرض الفيلم.
رسم تحت النجوم وموسيقى
وفي اليوم التالي،رسم حوالى ثلاثين شخصاً لوحاتهم على وقع الموسيقى الحيّة ونظّمت هذا النشاط الفنانة تيريزا مرشد دحدح التي اختارت الفن الاسترالي واسلوب الشعب الأصلي “ابوريجين” كموضوع للرسم وقدّمت عرضاً ضوئياً أبرزت فيه رموز هدا الفن اللصيق بعناصر الطبيعة وتركت للمشاركين حريّة تشكيل لوحاتهم. وأعربت عن فرحها لتجاوب الجميع وقالت “لاحظت انّ هناك اصرارا من قبل المشاركين على إنهاء لوحاتهم تماماً كما كان تلميذي الشاب سمعان الذي خسرناه السنة الماضية بالجسد ولكنه باق معنا بالروح، وتابعت “اتذكّره في كل اعمال الخير لأنّه كان يحمل صفات كثيرة ورغم صغر عمره كان يحب الخدمة وعاطفي الى ابعد حدود وذات موهبة فنّية لافتة”.
وقدّم استاذ الكونسرفاتوار جورج داوود وصلتين موسيقيتين على آلتَي الفلوت والساكسوفون كما عزفت الشابة كميل كيروز على الكمان.
وشارك استاذ الغيتار في الكونسرفاتوار شديد الياس في هذه الأمسية وهو كان كتب ولحّن وغنّى اغنيتين لتلميذه سمعان نضيرة الذي رحل في عمر ١٦ سنة “قلتلّك رح اكتبلك” و”حزينه هالقصّه”.
أمسية اسكوتلاندية تحت النجوم
عزف الفنان الاسكوتلاندي طوني كولينز مقطوعات موسيقية فولكلورية وكلاسيكيك على ثلاث آلات نفخ وتردّد صدى صوت مزمار القِرْبة ( Bagpipes) في سماء اهدن اذ انّه أطلق “كولينز”نغمات هذه الآلة الموسيقية الهوائية عن طريق النفخ من كيس جلدي، مركّب عليه أنبوب المزمار يُصدر نغمات رفيعة بلا انقطاع ويدور في مكانه.
وعلى انغام هذه الآلة الشعبية التي اعتاد الاسكوتلاندييون الرقص عليها اختارت الفنانة مارغريت وارن مجموعة من الحاضرين وعلّمتهم على خطوات الرقص في بلادها، ورقص مداورة مجمل الحضور.
وأعربت “وارن” عن سرورها لزيارة اهدن وهي المدينة الثانية التي تزورها في شمال لبنان بعد وادي قنّوبين.
طوني كولينز المقيم في لبنان من سنتين ينشر ثقافة بلاده عبر الموسيقى متنقلاً بين مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة وتعليم اولاد اللاجئين السوريين والفلسطينيين في لبنان.