Beirut weather 22.43 ° C
تاريخ النشر January 24, 2021
A A A
تحالف حزب الله و8 آذار يقرأ بحذر وتَمعّن في «كتاب بايدن»
الكاتب: علي ضاحي - الديار

لم يقرأ تحالف 8 آذار وحزب الله محلياً واقليمياً بعد في كتاب الرئيس الاميركي الجديد جو بايدن الا بحذر وتمعن،في إنتظار الولوج الى اعماق مخططات الادارة الاميركية الجديدة، والتي يفترض ان تتضح معالمها بالممارسة العملية تباعاً، وفق ما تؤكد اوساط واسعة الاطلاع في هذا التحالف لـ«الديار».
وتقول الاوساط ان ما يجري ليس مريحاً، ولا يعكس تبدلاً في توجهات الادارة الاميركية، اذ حافظ بايدن على نهج سلفه دونالد ترامب في وعده للكيان الغاصب بنقل السفارة الاميركية الى القدس. وبمنحه القدس للعدو ونسف كل مبادرات السلام السابقة والوعود والالتزامات وحل الدولتين. وصولاً الى ترحيبه بالتطبيع، وكذلك الحفاظ على ربط العدو الاسرائيلي والعلاقة معه بالبنتاغون.
اما بالنسبة للعلاقة مع إيران والملف النووي الايراني، فكان واضحاً وفق الاوساط، ان الادارة الاميركية الجديدة، ستواصل الضغط على طهران، مع إضافة بند جديد وهو الصواريخ البالستية وهذا الامر ترفضه ايران كما ترفض اضافة اي بند على اتفاق جنيف في العام 2015 . وتصر على تطبيقه كاملاً وتخفيف العقوبات، كما ترفض طهران اي ابتزاز اميركي، بإدخال اسرائيل والسعودية على دول (الخمسة +1).
وتقول الاوساط ان تحالف 8 آذار وحزب الله قرأ بشكل سلبي جداً تفجيري بغداد الانتحاريين، وربطاً بما يحدث في الشمال السوري، وتعزيز القوات الاميركية من حجم قواتها واعادة نبش داعش لتبرير وجودها فيهما والقول انها تحارب الارهاب، بالاضافة الى الغارات الاسرائيلية المعادية على قوى محور المقاومة وحلفاء دمشق في سوريا في محيط دمشق واريافها وعلى الطريق الى البادية السورية.
ويرى هذا التحالف ان سياسية بايدن ستكون استكمالاً لسياسة ترامب ببث المزيد من الفوضى والارباكات، وإشغال محور المقاومة في سوريا والعراق، وتعزيز حضور داعش والتكفيريين في سوريا والعراق، وحتى اليمن لتبرير بقاء القوات الاميركية، وللضغط على النظام في سوريا والعراق وايران بتطيير الانتخابات النيابية العراقية في تشرين الاول المقبل، ونشر الموت والخراب في كل المنطقة عبر نبش انتحاريي داعش والقاعدة، كما جرى في العراق منذ يومين وهو تطور خطير لم يشهده هذا البلد منذ سنتين.
لبنانياً، لا ترى الاوساط نقلاً عن قراءة تحالف 8 آذار وحزب الله في «كتاب بايدن»، ان لبنان يحتمل هذا النوع من الفوضى عبر ادخال داعش من سوريا الى لبنان وعودة مسلسل الانتحاريين في المناطق اللبنانية والشيعية خصوصاً لان لبنان بوضعه الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والمعيشي و«الكوروني» لا يحتمل اي خضة جديدة ووضعه على «صوص ونقطة» و«لا تهزو واقف على شوار» وبالتالي اغراق لبنان بالانتحاريين والموت والدمار وحتى الاغتيالات يعني الانحدار الكامل والذهاب الى الفوضى الكاملة والانهيار الكامل ويعني ذلك المجهول.
وفي الملف الحكومي، تؤكد الاوساط ان معطيات هذا التحالف تشير الى ان العقبات الداخلية كبيرة وان الاشكال الدستوري والسياسي والشخصي بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري مستمر ولا افق له مع فشل كل وساطات رئيس الحكومة المستقيل حسان دياب والبطريرك الماروني بشارة الراعي وكذلك اللواء عباس ابراهيم وبينهم «الثنائي الشيعي» الذي يحفز التواصل بين الرجلين ويقوم باتصالات لدفع الحوار الحكومي للوصول الى نتيجة.
وتشير الاوساط الى ان «وسطاء الخير» ورغم فشل مساعيهم والنتيجة على ذلك بيان رئاسة الجمهورية الذي نعى امكانية ان يبادر عون الى الاتصال بالحريري ودعوته الى بعبدا وجزم ان اي زيارة للحريري يجب ان يكون من صلب مهامه كرئيس مكلف وحاملاً معه «تشكيلة متوازنة».
لذلك ترى الاوساط، ان الوساطات لن تتوقف حتى اقناع اي من الطرفين بالتنازل للتشكيل. وحتى هذا الوقت، لا وساطات خارجية والوضع الداخلي مجمد ومعطل ومستنزف في لبنان، والذي ليس في ذهن ادارة بايدن. وحتى فرنسا ورئيسها ايمانويل ماكرون الخائف من اي فشل لبناني حكومي جديد تحت اسم مبادرته، لن يبادر من دون ضمانات داخلية والنية الجدية للتأليف!