Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر March 11, 2018
A A A
تحالف انتخابي ناجز بين المستقبل والقوات في الشوف وبعبدا
الكاتب: يوسف دياب -الشرق الأوسط

تحالف انتخابي ناجز بين المستقبل والقوات في الشوف وبعبدا
الدوائر الأخرى رهن بلورة الاتفاق مع «الوطني الحرّ»
*

حسم تيار المستقبل تحالفه الانتخابي مع حزب القوات اللبنانية في دائرتي الشوف – عاليه، وبعبدا (جبل لبنان)، الذي بات محكوماً بتحالف ثلاثي يضم إليهما الحزب التقدمي الاشتراكي، فيما تحدد الساعات المقبلة مصير الاتفاق على دوائر أخرى، مثل بيروت الأولى والشمال والبقاع الأوسط وصيدا – جزين، بما لا يتعارض مع خصوصية علاقة تيار المستقبل بأحزاب مسيحية أخرى أبرزها التيار الوطني الحرّ وتيار المردة.

نواة التحالف في دائرتي جبل لبنان، تبلورت خلال زيارة وزير الثقافة غطاس خوري موفداً من رئيس الحكومة سعد الحريري إلى معراب، ولقائه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، حيث أكد خوري أن «قانون الانتخابات الجديد فرض تنوّعاً بالتحالفات الانتخابية في المناطق، لكن حيث يكون هناك إمكانية للتحالف مع (القوات اللبنانية) سنتحالف».

وقال خوري في تصريح أدلى به في معراب: «استعرضنا كلّ المناطق الانتخابية التي يمكننا التحالف فيها، وتمّ الاتفاق على التحالف في منطقة الشوف – عاليه وبعبدا، مع (القوات) و(الحزب التقدمي الاشتراكي)، ونأمل أن نستكمل الاتفاق في مناطق أخرى»، مبيّناً أنّ «هناك إمكانية للتحالف مع (القوات) في مناطق عدّة أخرى، والأحد سنعلن مرشحي تيار (المستقبل) وليس اللوائح الانتخابية»، لافتاً إلى أن الحديث مع جعجع تناول «إمكانية التحالف بين (القوات) و(المستقبل) و(التيار الوطني الحر) في بعض المناطق، ونأمل أن نحصل على أجوبة في أقرب وقت، ونحن ننتظر الإجابات من جعجع وفريقه خلال اليومين المقبلين».

وإذا كان التلاقي الانتخابي في دائرتين مرشّحاً لينسحب على دوائر أخرى، فإن أي اتفاق آخر سيكون رهن احتفاظ كلّ طرف بمكاسبه، أو تعزيز وضعه، وأوضح مصدر في تيار «المستقبل» لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتفاق في الشوف – عاليه وبعبدا مع (القوات) بات بحكم الناجز، ما دام أنه لا يتعارض مع تحالفنا مع الحزب الاشتراكي، وما دام أن الأخير (والقوات) اتفقا مبدئياً في هاتين الدائرتين». وأشارت إلى أن «نجاح تحالف (المستقبل) و(القوات) في مناطق أخرى رهن نتائج المشاورات القائمة».

وأكدت مصادر «المستقبل» أن الوزير غطاس خوري «نقل إلى الدكتور جعجع رغبة الحريري الصادقة باتفاق شامل، لكن في الوقت نفسه، متمسكون باحترام علاقاتنا بأحزاب أخرى مثل (التيار الوطني الحر) وتيار (المردة) في دوائر الشمال وغيرها، والأمور رهن بالجواب النهائي المنتظر من القوات».

ويبدو أن صورة التحالفات ستحكم مرحلة ما بعد الانتخابات، وستتحكم بعملية تشكيل الحكومة المقبلة، وفق تقدير الباحث في «الدولية للمعلومات» والخبير الانتخابي محمد شمس الدين، الذي شدد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على أن «ما يهمّ الرئيس سعد الحريري وتيار (المستقبل)، هو التمسّك بعلاقته مع (القوات)، وفي نفس الوقت كسب رضا رئيس الجمهورية ميشال عون، ليكون التقارب أقوى خلال تشكيل حكومة ما بعد الانتخابات». ورأى شمس الدين أن «مشكلة الحريري مع (القوات) والوطني الحرّ»، أنهما يتنافسان بقوة في دائرة الشمال الثالثة، التي لها ما لها من طموحات لرموزها في مسألة الصراع على خلافة العماد ميشال عون في رئاسة الجمهورية». في إشارة إلى أن هذه الدائرة فيها ثلاثة مرشحين لرئاسة الجمهورية، هم سمير جعجع (بشري)، سليمان فرنجية (زغرتا) وجبران باسيل (البترون).

من جهته، أعلن رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، أن «التفاهم الانتخابي بينه وبين رئيس الحكومة سعد الحريري تام»، مشيراً إلى أنه «سيشمل الشوف والبقاع الغربي وبيروت».

وأكد أنّ «النقاش مستمر مع قوى سياسية أخرى لاستكمال تحالفات الحزب التقدمي الاشتراكي»، لافتاً إلى أنّ التفاوض يتركّز في شكل أساسي مع القوات اللبنانية في الجانب المسيحي. وتوقع جنبلاط «أن تَتّضِح الأمور قريباً فيما خَصّ مجمل اتجاهاته الانتخابية»، كاشفاً أنه «في صدد الإعلان في الأيام القليلة المقبلة، وربما خلال يومين، عن التحالفات الرسمية والنهائية للحزب التقدمي الاشتراكي».

وتعقيباً على زيارة موفد الحريري إلى معراب، كشف رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب «القوات اللبنانية» شارل جبور أن «وزير الثقافة غطاس خوري طرح تحالفاً ثلاثياً واضح المعالم يتألف من «المستقبل» و«القوات» والتيار الوطني الحر». وأوضح أن المستقبل يتحدث عن دوائر فيها تحالف مع «الوطني الحر»، وبعض الدوائر تجمع القوات اللبنانية وتيار المستقبل والتيار الوطني الحر، وهو يطرح تصوراً لجمع هؤلاء مع بعضهم. وقال: «نحن منكبون على دراسة ما قدمه غطاس خوري في معراب، وإذا كان هناك جواب إيجابي سنذهب إلى تحالف ونحب أن يُحسم التحالف قبل 14 آذار». وأضاف جبور: «في الشمال لا يريد «المستقبل» أن يعطي فريقاً واحداً، أي أنه يريد أن يوزع أصواته في الدوائر، ولا يريد أن يزعل أحد، وسيذهب إلى عملية توزيع أصوات»، مشيراً إلى أن «المستقبل سيعطي أصواته للقوات في بعبدا». وأوضح أنه «سيتم التركيز على الدوائر التي يمكن أن نلتقي فيها نحن و(المستقبل) أو نحن و(المستقبل) و(التيار الوطني الحر)».
*

يافطة مؤيدة لحركة أمل في جنوب لبنان (أ.ف.ب)