Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر April 21, 2018
A A A
تحالفات اصطناعية وخلافات حقيقية… ولغز الكتل النيابية
الكاتب: إلهام سعيد فريحة - الأنوار

لم يبقَ أحد مع أحد في هذه الإنتخابات، الجميع يخاصم الجميع، والجميع في مواجهة الجميع، إنها أكبر عملية خلط أوراق سياسية، ولن يكون ما بعد 6 أيار كما هو قبله.
على مسافة 15 يوماً من يوم السادس من أيار، موعد هذه الإنتخابات الهجينة، تبدو الخارطة الإنتخابية على الشكل التالي:
بقي في الميدان 77 لائحة انتخابية مشكَّلة من حوالى 580 مرشحاً نجحوا في دخول جنَّة اللوائح، أما مَن لم يحالفهم الحظ فكانوا 320 مرشحاً لم يجدوا لائحة ينتمون إليها ولم ينجحوا في تركيب لوائح لهم، فخرجوا من السباق.

اللوائح ال77 توزعوا على الدوائر ال15 وفق القانون النسبي الجديد:
في بعض الدوائر كانت هناك كثافة لوائح كدائرة بيروت الثانية حيث هناك تسع لوائح، وهناك دوائر مريحة حيث لم تشهد سوى لائحتين كدائرة الزهراني – صور، فهناك لائحة الرئيس بري وهناك لائحة أخرى.

أما عن التحالفات والخصومات، فحدِّث ولا حرج، فهي أدت إلى الوقائع التالية:

تباعد بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية حيث لم تشهد أية لائحة من اللوائح ال77 أسماء مشتركة بينهما، على رغم ورقة التفاهم الموقَّعة بين الطرفين في معراب.
تباعد بين تيار المستقبل والحزب التقدمي الإشتراكي في أكثر من دائرة، ولا سيما في البقاع الغربي وحاصبيا والشوف وعاليه.
تباعد نسبي بين التيار الوطني الحر وحزب الله، على رغم ورقة التفاهم بينهما، فالتيار لم يأخذ في لائحته في دائرة كسروان – جبيل مرشح حزب الله.
تباعد بين الطاشناق والنائب ميشال المر في المتن الشمالي.
تباعد بين القوات اللبنانية والنائب السابق فارس سعيد في كسروان – جبيل.
تباعد بين تيار المستقبل والوزير ميشال فرعون في دائرة بيروت الأولى.

حتى داخل الحزب الواحد هناك اختلافات ومنافسات، ومن الحزب الواحد والتيار الواحد، هناك مرشَّحون خرجوا ليدخلوا في لوائح منافسة:
في دائرة كسروان – جبيل، إثنان ممن كانا في تكتل التغيير والإصلاح انتقلا إلى لوائح الخصوم.
في جبيل أحد قياديي التيار الوطني الحر يخوض الإنتخابات مع مرشح حزب الله بعدما استقال من التيار.
في زحلة، هناك أحد البارزين في الكتلة الشعبية انشق عنها ودخل في لائحة ثانية منافسة للائحة الشعبية.

هذا غيض من فيض، إنَّها انتخابات لا حليفاً مع حليفه، لكن على رغم ذلك فقد تكون هناك منفعة من وراء كل ما يحدث، ففي سياسة خلط الأوراق قد تكون هناك شفافية متجددة تحلُّ محلَّ التحالفات الإصطناعية أو المصطنعة، لقد كشف هذا القانون النسبي أنَّ معظم التحالفات هي تحالفات مؤقتة ومصلحية لا مكان فيها لا للمبادئ ولا للإعتبارات، كلُّ مرشَّح يريد نفسه.

إنطلاقاً من كلِّ هذه الإعتبارات، فإنَّ اللغز الأكبر يكمن في معرفة كيف ستكون الكتل في مجلس ال2018، لأنَّ التحالفات في اللوائح لا تعكس بالضرورة صورة الكتل.

إنها النسبية.