Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر August 29, 2016
A A A
الجيش مستنفر لمنع التسلل من الرقة
الكاتب: خليل فليحان - النهار

الجيش مستنفر لمنع التسلل من الرقة تشاور لبناني – دولي لصدّ الإرهابيين
*

الجيش المنتشر على الحدود الشرقية للبلاد، مستنفر لمنع احتمال تسلل إرهابيين من سوريا بعد احتدام المواجهات العسكرية في الرقة، في ظل معلومات مخابراتية وردت الى اليرزة في هذا الصدد، وفي وقت بدأت تحضيرات “داعش” لما يبدو أنه سيكون من أصعب المعارك التي سبقت، وان الارهابيين الناجين سيحاولون التسلل الى الاراضي اللبنانية بسلاحهم، او كلاجئين.

هذا الاحتمال يجري تداوله على مستوى عسكري، لبنانيا وأميركيا، وهو موضع متابعة بين جهازي مكافحة الاٍرهاب في كلا البلدين، لأن روسيا وحلفاءها مصممون على طرد “الدواعش” من الرقة كما حصل في داريا. وبعض الدول الأوروبية متوجّس من عودة مقاتلين أوروبيين كانوا يقاتلون حتى الآن في الرقة، إنقاذا لحياتهم. وفي المعلومات أن اتصالات ثنائية لبنانية واوروبيةً تجري على المستوى العسكري لأجهزة مكافحة الاٍرهاب من أجل تبادل المعلومات تحديدا في هذا الوقت، أي أثناء التحضير لمعركة الرقة لتزويد الأوروبيين أسماء العابرين من لبنان، إذا عبروا مطار بيروت أو أيا من الموانئ اللبنانية في طريق عودتهم الى بلادهم.

وفي المعلومات أن جهاز الـ”يوروبول” لمكافحة الإرهاب مستنفر لرصد عودة أي مقاتل من سوريا، لأن لديه معلومات عن اندساس إرهابيين بين صفوف اللاجئين، كانوا وصلوا الى أوروبا.

وسألت “النهار” مسؤولا عن إمكان لبنان التصدي لمسلحي “داعش” الهاربين من الرقة الى الاراضي اللبنانية، فأجاب بأن الجيش يرصد الحدود، ولا شك في ادائه في مكافحة الاٍرهاب نظرا الى تفكيكه الكثير من الخلايا وإنقاذ البلاد من تفجيرات في أماكن سكنية ومن اغتيال سياسيين، أحدهم رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط.

وتدارك أنه يمكن أن يحصل تسلل لإرهابيي “داعش” وسواهم مع اشتداد معركة الرقة، نظرا الى طول الحدود اللبنانية – السورية ووجود أماكن تتداخل فيها الحدود، مما يصعب مراقبتها، لكن القوات المسلحة وجهاز مكافحة الاٍرهاب قادرة على تعقب هؤلاء ومنعهم من تنفيذ عمليات إرهابية في مناطق لبنانية لطالما خططوا لها.

ولفت الى أن لبنان يكاد يكون ملتصقا بالأزمة السورية في شكل محكم، وقد اضطر الى استضافة ما يزيد على المليون ونصف المليون نسمة كلاجئين وميسورين هربوا لإنقاذ حياتهم، ورتّب اللاجئون منهم أعباء ديموغرافية ومالية وصحية وتعليمية على البلاد.

ورأى أن أخطر ما يتحمله لبنان من الازمة السورية هو اندساس إرهابيين في صفوف اللاجئين يمكنهم تنفيذ عمليات في اي منطقة، والأدهى أن هناك جبهة في جرود عرسال مفتوحة مع الجيش اللبناني الذي يقاتلهم عن بعد بالاسلحة الثقيلة من مدفعية وصواريخ، وأحيانا بقصف من الطوافات، وقد أعلن قائد الجيش العماد جان قهوجي الاسبوع الماضي ان فتح معركة مع الارهابيين في الجرود ممكن شرط إقفال الحدود مع سوريا الى حين انتهائها.

ولفت الى أنه إذا قرر النظام وروسيا بدعم من ايران و”حزب الله” اقتلاع “داعش” من مناطق يحتلها، يصبح لبنان الوعاء المناسب لاستيعاب المسلحين الهاربين من الموت المحتم، وكاد الأمر يحصل لدى تنظيف داريا من “الدواعش”، فتقرر إبعاد 700 مسلح الى تركيا من طريق لبنان، إلا أن ذلك لم يحصل لظروف بقيت مكتومة.

ووفق التقديرات العسكرية اللبنانية، ان مسلحي “داعش” الهاربين من الرقة بعد احتدام المعارك، ليس في وسعهم الوصول الى الأراضي اللبنانية نظرا الى الإجراءات العسكرية المتخذة على الحدود من كلا الطرفين، إضافة الى أنه يتعذر على هؤلاء الوصول الى الحدود اللبنانية لبعد المسافة.