Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر August 17, 2017
A A A
بين لبنان وسوريا: مصالح تاريخية… ومزايدون
الكاتب: حسناء سعادة-موقع المرده

اكثر من اربعين دولة عربية واجنبية تشارك في معرض دمشق الدولي، بعضها بشكل رسمي عبر سفاراتها وبعضها الاخر عبر مشاركات تجارية، ولبنان حاضر بين هذه الدول.

الا انه كالعادة لا تمر الامور مرور الكرام في “بلد الارز”، فالاشكالية موجودة في كل ملف، فكيف اذا كان هذا الملف موضع اخذ ورد بين فريقين احدهما يريد قطع العلاقات مع سوريا مهما كلف الامر واخر يريد لهذه العلاقات ان تستمر لما لها من انعكاسات ايجابية على الوضع الاقتصادي والامني والاجتماعي في لبنان.

ما هي مصلحة لبنان في معاداة سوريا؟ سؤال يطرح اليوم في ضوء الاشكالية التي طرأت على زيارة  3 وزراء لبنانيين دمشق بصفتهم الرسمية للمشاركة في افتتاح فعاليات المعرض، في خطوة هي الأرفع لوفد لبناني رسمي إلى دمشق منذ 7 سنوات، وذلك تلبية لدعوة من وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري محمد سامر الخليل.

ويحاول البعض التصويب من خلال الزيارة على العلاقات بين لبنان وسوريا، وهي علاقات لم تنقطع في عز الازمة السورية حيث هناك ارفع تمثيل ديبلوماسي، فسفارة سورية في لبنان وسفيرها في بيروت في نشاط ملحوظ، وسفارة لبنان في المزة وسفيرها ايضاً موجود وناشط، فلماذا اذاً هذه الاعتراضات على الزيارة؟ ولاي هدف طالما ان هناك ايضا معاهدة تعاون وتنسيق بين البلدين منذ سنة 1991 وحتى اليوم لا تزال سارية المفعول؟

في وقت كانت هناك لجنة وزارية تشكلت برئاسة النائب جان اوغسابيان في حكومة الرئيس الحريري عام 2010 وكانت تضم في صفوفها القوات اللبنانية وقد عمدت الى اعادة درس المعاهدة وعدلت شيئا لا يذكر فيها لتؤكد في نهاية المطاف ان المعاهدة جيدة بالنسبة للبنان اكثر منها لسوريا.

لا سبيل لتعداد الروابط والعلاقات التي تربط لبنان بسوريا، فناهيك عن التداخل الاسري هناك تداخل تاريخي وجغرافي حيث تشكل سوريا حاجة للبنان كونها المدخل البري الوحيد له الى الدول العربية ومنها الى العالم، فكيف اذا تم اقفال هذا المدخل؟

وقد حصل هذا الامر في وقت سابق حيث اقفلت الحدود امام الشاحنات اللبنانية في السبعينيات فارتفعت صرخة اصحابها فما كان من الرئيس الراحل سليمان فرنجيه يومها الا ان اتصل بصديقه الرئيس الراحل حافظ الاسد طالبا منه اعادة فتح هذه الحدود. وهكذا كان، حيث عادت الامور الى طبيعتها.

كما تم اغلاق هذه الحدود مرة ثانية عام 2005 فكاد لبنان يختنق في تصريفه الانتاج الزراعي.

اما على الصعيد الامني فمن مصلحة لبنان التنسيق مع سوريا طالما الارهاب لا يزال مخيما على جروده حيث يحاصر الجيش اللبناني داعش من جهة ويقابلها من جهة اخرى حصار الجيش السوري لهذا التنظيم الارهابي، فكيف سيتم القضاء عليه من دون هذا التنسيق الذي كان اعطى نتائجه في حرب البارد حيث ساعدت سوريا لبنان لوجسيتيا وباعتراف وزير الدفاع اللبناني انذاك الياس المر؟

وماذا عن المجلس الاعلى اللبناني السوري برئاسة نصري خوري؟ وماذا عن استجرار الكهرباء من سوريا؟ وماذا عن اعادة اعمار سوريا بعد الحرب ومصلحة الشركات اللبنانية في هذا الاطار لاسيما ان حوالى 1500 رجل اعمال من دول متعددة يشاركون في المعرض بهدف المشاركة في هذا الاعمار؟

وماذا عن اللاجئين وهل تتم عودتهم دون التنسيق مع الدولة السورية؟

اسئلة كثيرة برسم من يعارض زيارة الوزراء اللبنانيين الثلاثة الى سوريا لاسيما ان زيارات هؤلاء الى الجارة الاقرب لم تنقطع يوماً كما ان زيارات العديد من المسؤوليين اللبنانيين مستمرة ولم تتوقف طوال الحرب السورية منذ العام 2011 وحتى اليوم!.