Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر May 8, 2023
A A A
بين “طبلة القوات” و”فيلسوف التخريب”؟
الكاتب: مرسال الترس - 06-news

ستة أشهر إنقضت على الفراغ القاطن في قصر بعبدا بدون أن يرف جفن لبعض القيادات على الساحة المارونية في الرأفة بمحازبيهم ومناصريهم الذين يعانون كما باقي اللبنانيين من تفاقم الأزمات المالية والنقدية وتالياً المعيشية والحياتية، من منطلق أن انتخاب رئيس للجمهورية سيفتح باب الحلول للعديد من المشاكل.
فعلى ماذا يختلف هؤلاء “الزعماء والقادة” (الذين في المفهوم العام يجب ان يضحّوا من اجل شعبهم، ولكن يبدو أن هناك فرقاً شاسعاً بين ما يعلنوا عنه وما يضمروه).لكي يحمّلوا شعبهم كل هذه المآسي والويلات اذا كانوا هم فعلاً حريصون على من يتحملوا مسؤولية إدارة شؤونهم (أو ربما يفرضون أنفسهم في تلك المواقع).
فكتلتا القوات والتيار يشكلان خمس وثلاثين نائباً في افضل الظروف في التمثيل المسيحي المؤلف من أربع وستين نائباً في مجلس النواب. ويعلنان رغم اختلافهما الحاد لا بل عداوتهما المفرطة أنهما يمثلان “الوجدان المسيحي” في رفض أو قبول أي مرشح ماروني لا يكون من لدنهما!
فماذا أولاً عن النواب المسيحيين ال 29 الباقين من مجموع النواب المسيحيين. ألا يشكلون أي وجدان لدى المسيحين؟
واذا كان حرصهما قوياً الى هذا الحد على الوجدان المسيحي الذي يهمهما أمره كثيراً. فلما لا يضعان خلافاتهما او بالأحرى عداواتهما جانباً، وليتفقا على مرشح واحد يواجه المرشح سليمان فرنجيه الذي باعتراف البطريرك الماروني بشارة الراعي يمثل نسبة متفوقة من الوجدان المسيحي الذي لا يستطيع أحد المزايدة عليه في مارونيته (بالرغم من أنها أبعد من جسر المدفون). والذي عندما سأله فرنجيه في مستهل أحدث لقاء بينهما :كيفك سيدنا؟ فأجابه البطريرك الراعي: هلق صرت منيح!
والسؤال الذي يضج في أذهان اللبنانيين والموارنة تحديداً منهم:على ماذا يختلف الموارنة، وهم أمام كرسي لم يبق منه الاّ خشبه، ولم يبق من مسؤولياته الاّ الفتات. يأتي الجواب على لسان شخصيات تعايش الأزمات في لبنان منذ سنوات:
فالشيخ الدكتور صادق النابلسي ابن العلامة عفيف النابلسي والاستاذ في الجامعة اللبنانية يصف جعجع بـ “فيلسوف التخريب”.فيما يقول نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي:” إن جعجع هو من يضع قوانين اللعبة في الشارع المسيحي.. وباسيل “يرقص على طبلة القوات”.
أما اللبنانيون المنتشرون في اصقاع العالم وبينهم الموارنة بالتحديد، فيحملون معهم يأسهم من بعض سياسييهم الذين بدّدوا مقولة قداسة البابا يوحنا بولس الثاني “بان لبنان رسالة” وأكد عليها خلفه قداسة البابا فرنسيس.ويساهمون بقوة في تهديم ما تبقى من الهيكل المسيحي في هذا الشرق!