Beirut weather 23.41 ° C
تاريخ النشر February 3, 2023
A A A
بين سراب التفاؤل ومؤشرات الإختراقات!
الكاتب: اللواء

 

بصيص نور خافت بدأ يلوح في نهاية الأفق المظلم للأزمة السياسية المتفاقمة، من خلال سلسلة تطورات متلاحقة في اليومين الماضيين، يمكن تلخيصها بالنقاط التالية:
١ـ إعلان وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا من الرياض، وإثر محادثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، عن إنعقاد مؤتمر خماسي في باريس يضم الولايات المتحدة، فرنسا، السعودية، مصر، وقطر، للبحث في الأزمة اللبنانية، وتشجيع الطبقة السياسية على إنتخاب رئيس للبلاد، وإنهاء الشغور في رئاسة الجمهورية.

٢ـ إنطلاق مبادرة رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط في البحث عن «رئيس توافقي»، والأجواء المشجعة التي خرج بها من لقائه مع الرئيس نبيه بري، فضلاً عن الأصداء الإيجابية التي عاد بها وفد اللقاء الديموقراطي من بكركي، بعد الرسالة التي حملها إلى البطريرك الراعي، حول المبادرة الجنبلاطية.
٣ـ إستئناف النشاط الديبلوماسي العربي في بيروت، من خلال الزيارات التي يقوم بها سفراء السعودية ومصر وقطر والقائم بالأعمال الكويتي، إلى القيادات السياسية والمراجع المعنية بالإستحقاق الرئاسي، لا سيما زيارة السفير السعودي وليد بخاري إلى قائد الجيش العماد جوزف عون في اليرزة أمس.
٤ـ زيارة الموفد الفرنسي بيار دوكان إلى بيروت في إطار جولة تمتد من بعض العواصم العربية إلى واشنطن، للمساعدة في تفكيك بعض عقد الأزمة اللبنانية، ودعم الجهود الفرنسية للنهوض بقطاع الطاقة في لبنان، وإعادة إحياء مشروع الغاز المصري والكهرباء الأردنية بعد الحصول على الإستثناءات اللازمة لقانون قيصر، من الإدارة الأميركية.
٥ـ دعوة بكركي لإجتماع النواب المسيحيين على ضوء تكليف القمة المسيحية للبطريرك الراعي بالإعداد لهذا الإجتماع لحثّ النواب المجتمعين على تسريع الخطى لإنتخاب رئيس الجمهورية.
ثمة خيط رفيع يربط بين هذه التطورات المتزامنة، والتي يمكن أن تُسفر عن إنفراجات في الإنسداد الرئاسي الحالي، في حال تلقفت المنظومة السياسية هذه المؤشرات الإيجابية، وعملت على تفعيلها وتدوير زوايا الخلافات، والتوصل إلى نقاط مشتركة في مساعي التوافق الجارية حالياً بعيداً عن الإعلام، وبشيء من التكتم، وكثير من الحذر.
ورغم كل ذلك، ما زلنا نعتبر أن التفاؤل يبقى سراباً، و«لا نقول فول حتى يصير بالمكيول»!