Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر July 21, 2022
A A A
بين جهنم والعصفورية الانهيارات مستمرة..
الكاتب: صلاح سلام - اللواء

كلمة الرئيس نجيب ميقاتي عن «العصفورية» ليست زلة لسان، بقدر ما هي توصيف دقيق لما وصلت إليه الأحوال في لبنان، في ظل هذا التفلُّت غير المسبوق في مختلف السلطات، وما يواكبه من إنهيارات متعاقبة ضربت معظم القطاعات الحيوية في البلد.

تصرفات أهل الحكم وأزلامهم على مسرح العصفورية أكثر من أن تُعد وتُحصى، وطبعاً ليس آخرها إقتحام القاضية غادة عون حصانة البنك المركزي بدون مسوغ قانوني، ولا بموجب مذكرة قضائية صادرة عن المرجع الصالح، فكانت العملية أشبه بتمثيلية هزلية من العيار الهزيل.
وجاء توقيف المطران موسى الحاج راعي الأبرشية المارونية في يافا والمناطق المقدسة في الأراضي الفلسطينية، بموجب أمر من مفوض الحكومة في المحكمة العسكرية، وصودرت منه ٣٦٠ ألف دولار والمساعدات العينية التي حملها لمؤسسات الكنيسة الرعوية، وفي مقدمتها كاريتاس.
إضراب موظفي القطاع العام دخل شهره الثاني، ووزارات الدولة ودوائرها في حالة شلل، ومصالح الناس معطلة، وموارد الدولة المالية مجمدة، ومع ذلك مازالت لغة التجاهل تارة، والتشاطر تارات أخرى، هي الأسلوب السائد في المفاوضات بين الحكومة ومندوبي الموظفين، الذين لم يلمسوا الجدية اللازمة في تعهدات المسؤولين.
المزايدات الشعبوية بين القوات اللبنانية والتيار الوطني حول تقسيم بلدية بيروت، وصلت إلى «عصفورية» إقتراح مشروع قانون في مجلس النواب، وكأن السباق بين الحزبين المتنافسين على الشارع المسيحي سينتهي غداً بالفوز بجائزة تقسيم بلدية بيروت، دون الأخذ بعين الإعتبار مواقف مرجعيات روحية وسياسية مسيحية وإسلامية رافضة لهذا الطرح، فضلاً عن ردود الفعل الشعبية التي ترتفع وتيرتها في صفوف الرافضين لتقسيم العاصمة، كلما مشى التقسيميون خطوة إلى الإمام، مخاطرين بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وإشاعة أجواء من الفتنة من جديد.
أما مسألة تأليف الحكومة العتيدة فاحتلت مكانها على مسرح العصفورية منذ الأيام الأولى التي أعقبت التكليف، ومسارها يزداد تعقيداً على إيقاع سياسة العناد والمكابرة التي ينتهجها فريق العهد.
بين جهنم والعصفورية نفق طويل يقوم على فشل المنظومة الحاكمة في التصدي للأزمات المتناسلة التي تُطوّق أعناق اللبنانيين!