Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر October 13, 2024
A A A
بين الميدان والأروقة الديبلوماسية “رح نعلك كتير اقتراحات”
الكاتب: رواند بو ضرغم

كتبت رواند بو ضرغم في “لبنان الكبير”

يخوض الوفد الديبلوماسي اللبناني معركة وقف إطلاق النار في المحافل الدولية، بتوجيهات من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وبتنسيق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري. غير أنه وفق مصادر ديبلوماسية في الأمم المتحدة لموقع “لبنان الكبير” لا تزال أروقة مجلس الأمن فارغة من أي طرح جدي لوقف إطلاق النار، نتيجة مماطلة أميركية مقصودة فسحاً للمجال أمام ضرب بنية “حزب الله” وتقويض قدراته من خلال الاغتيالات والاستهدافات ومزيد من الدمار، في محاولة لتأليب الرأي العام اللبناني وتحديداً بيئة المقاومة على “حزب الله” وزعزعة الثقة بقدرة المقاومة على الدفاع عن لبنان ورسم معادلات الردع في وجه العدو الاسرائيلي.

الا أن الواقع الميداني يسير بما لا يشتهي التحالف الأميركي – الاسرائيلي، بحيث يقول مصدر ميداني لموقع “لبنان الكبير” إن مؤشر عمليات المقاومة في وجه العدو الاسرائيلي بمستوطناته ومدنه بدأ يتصاعد وسيشتد إيلاماً له وتصاعداً بالأهداف من غير انقطاع، وذلك من خلال إطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي المحتلة، من دون تحييد المباني السكنية التي باتت جزءاً من المراكز العسكرية، بالتوازي مع استبسال في صد الغزو البري وتكبيد العدو الاسرائيلي عدداً كبيراً من القتلى. ووفق هذا المصدر الميداني فإن الوضع على الأرض تحت السيطرة، والاشتباكات البرية تراكم انتصارات للمقاومة وتؤلم جنود العدو، ما يمهّد للانتصار في المعركة الديبلوماسية التي يخوضها الرئيسان بري وميقاتي، ويقوّي الموقف اللبناني ويسهّل عملية التفاوض ولجم المطالب الغربية.

أما على الخط الديبلوماسي، فتقول مصادر قيادية سياسية لموقع “لبنان الكبير” إن تقدم المقاومة ميدانياً خلال الساعات الـ72 الماضية هزّ الأميركيين ودفعهم الى تفعيل اتصالاتهم السياسية مع الدولة اللبنانية، الا أنه لا يمكن القول حتى اللحظة إن هناك تحركاً أميركياً حقيقياً يدفع باتجاه وقف اطلاق النار، ولا تزال سقوف الشروط عالية، وهذا ما ظهر في كلام المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين عن تطبيق القرار 1701 (plus) أي أكثر من هذا القرار الأممي، في حين أن الموقف اللبناني ثابت بعدم قبول أي قرار دولي جديد والتشديد على الالتزام بتطبيق القرار 1701، كما هو وبكامل مندرجاته ومن الطرفين، وتعزيز الجيش اللبناني في الجنوب. أما عن مطالبات بعض الأطراف الداخلية التي تتلاقى مع النوايا الخارجية بانتزاع سلاح المقاومة وإستعادة الحديث عن القرار 1559 فلن يتحقق، وخصوصاً بعد استعادة المقاومة السيطرة الميدانية، وكلام الرئيس بري عن أن القرار 1559 بات وراءنا، وأن القرار 1701 ألغى مفاعيل القرار المذكور. فما يتحكم بمسار التفاوض حالياً هو فقط الميدان… “ورح نعلك كتير اقتراحات”، الا أنه لن يكون هناك أي تفاوض في التفاصيل قبل التوصل الى وقف إطلاق النار… فالميدان تحت السيطرة والطابة في ملعب الأميركيين والاسرائيليين.