Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر February 3, 2021
A A A
بين المتفائلين والمتشائمين.. متى تعود حياة السفر والرحلات إلى سابق عهدها؟
الكاتب: عربي بوست

الجميع يسأل: متى يعود السفر الدولي ونركب الطائرات من جديد؟ بالطبع لا أحد يعلم بالضبط الإجابة، لكن هناك بعض الأمور التي يجب أن تحدث أولاً حتى تعود حياة السفر والرحلات إلى سابق عهدها، حيث لم تكن هناك جائحة ولا فيروس كوفيد-19 الذي يمنع الحياة الطبيعية.

 

 

متى يعود السفر الدولي ونركب الطائرات من جديد؟
يقول بول تشارلز، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة استشارات السفر The PC Agency ومقرها لندن: “أنا واثق تماماً من أنه في مايو/أيار فصاعداً ستكون أمور السفر أفضل بكثير”، مشيراً إلى فضل اللقاحات والإجراءات التي اتبعتها الدول لتقليل انتشار فيروس كورونا، لكنه أيضاً أشار إلى ضرورة وجود تنسيق أكبر بين الدول وبعضها.

فيما قال لويس فيليبي دي أوليفيرا، المدير العام لمجلس المطارات الدولي (ACI)، وهي منظمة تجارية عالمية تمثل مطارات العالم: “عندما لا يكون لديك نهج عالمي منسق، يكون من الصعب على الصناعة المضي قدماً، خاصة عندما تتغير قواعد اللعبة بشكل أساسي كل يوم”.

لكنه توقع في تقرير لشبكة CNN الأميركية أن يصل الانتعاش الصيفي في الحركة الجوية الدولية إلى 50% إلى 60% من المستويات السابقة في معظم البلدان.

ومع ذلك، يظل هناك العديد من الأمور التي يقف عليها تحقيق هذا، خصوصاً أن بروتوكولات الاختبار والحجر الصحي تختلف من شركة لغيرها، ومن دولة لأخرى، ولا يوجد بعد طرق لمشاركة معلومات اللقاحات والاختبارات بطرق عابرة للحدود بسلاسة وأمان.

فيما يتوقع اتحاد النقل الجوي الدولي ألا تعود صناعة الطيران إلى مستويات ما قبل الوباء مرة أخرى حتى 2024 على الأقل، كما لفت تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي World Economic Forum.

متطلبات الحجر الصحي الإلزامي والمتغير تقتل في الأساس عملية عودة السفر، خصوصاً أن بعض الدول تفرض حجراً صحياً لمدة 14 يوماً، وفضلاً عن الوقت الطويل الذي يمنع فيه المسافر من الحركة، فإنه أيضاً يمثل تكلفة مالية على عاتقه، ما يجعل الشخص يفكر مرتين وثلاثة قبل السفر.

تقرير CNN أشار إلى توصيات قدمها توري إيمرسون بارنز، نائب الرئيس التنفيذي للشؤون العامة والسياسة في جمعية السفر الأميركية غير الربحية، والتي كانت تدعو إلى إعادة النظر في إلغاء الحجر الصحي في البلدان التي تملك بروتوكول اختبار كورونا (PCR) بشكل صحيح، وأن يستبدل الحجر الصحي باختبار يسبق السفر بـ72 ساعة، وآخر بعد وصول المسافر إلى وجهته.

في ولاية هاواي الأميركية مثلاً يُمكن تجاوز الحجر الصحي لـ10 أيام، عندما تكون نتائج اختبار كورونا سلبية، وكذلك جربت شركة Delta Air Lines الأميركية عدداً قليلاً من الرحلات إلى هولندا التي تم اختبار ركابها لضمان نتائج سلبية من كورونا، بدون اشتراط وجود حجر صحي.

كما تبنت أيسلندا والمجر ونيوزيلندا وأستراليا مفهوم “جوازات السفر المحصنة”، وهي تسمح للأشخاص الذين أصيبوا بالفعل بفيروس كوفيد-19 وتعافوا أن يسافروا في الاتجاهين دون الحجر الصحي، لكن مثل معظم الأشياء المتعلقة بكورونا فإن هذه التدابير عرضة للتغيير المستمر، وتطبق أساساً من باب الاختبار المبدئي.

ورغم إغلاق الحدود، ركّزت العديد من البلدان على تنشيط السياحة المحلية، وقد ساعد ذلك الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي في بلدان مثل الصين واليابان، وانخفضت أسعار تذاكر السفر المحلية في العديد من الدول على رأسها أميركا، وذلك في محاولة من شركات الطيران والدول لتجنب خسائر اقتصادية كبيرة.

 

 

التطعيم بلقاح كورونا

يعتمد هذا على نسبة التطعيمات في كل دولة، ليكوّن معظم المواطنين مناعة جماعية ضد الفيروس، وأيضاً على مدى اشتراط بعض الدول لوجود شهادة تثبت التطعيم بكورونا، مثل أستراليا، حيث اقترحت شركة طيران كانتاس أن يطلب من جميع الركاب الدوليين الحصول على شهادة التطعيم.

لكن هذا قد يحتاج تنسيق بين بعض الدول لتوفير هذه الشهادة بلغات يسهل استخدامها في معظم الدول، أو تطبيقات صحية مثل CommonPass التي تسجل المعلومات ويسهل قراءتها باستخدام كود معين، وهي فكرة يدعمها مجلس المطارات الدولي.

قد لا يكون أخذ اللقاح شرطاً للدخول، لكن بعض الدول قد تجعله اختيارياً بينه وبين الحجر الصحي مثلاً.

 

 

لن يعود السفر في يوم وليلة

طبعاً حياة ما قبل الجائحة لن تعود في يوم وليلة، خصوصاً في ظل غياب التنسيق العالمي في هذا الملف، وإن كانت بعض الشركات والدول تسعى لذلك، لكن في النهاية تسعى شركات الطيران والدول على السواء لإعادة هذه الصناع لتتعافى من تبعات الجائحة الاقتصادية.

في النهاية، تظل المراهنة على وعي المسافرين أمراً حتمياً، وعلى كل شخص أن يشعر بالمسؤولية تجاه نفسه والآخرين، وأن يحافظ على إجراءات السلامة الأساسية والتباعد الاجتماعي، والالتزام بغسل اليدين والتعقيم المستمر، وارتداء الكمامة، خصوصاً أن استعادة ثقة المسافرين لضمان سفر دون إصابة بكورونا أمر يتطلب مجهوداً كبيراً من شركات الطيران، ولن يتم سريعاً رغم وجود نوع آخر من المسافرين المتطلع لفتح السفر من جديد.

 

 

وقد لا يكون ممتعاً!

بالنسبة لمنظمة Quartz المتهمة بريادة الأعمال والتجارة، فإن السفر قد يعود ببطء خلال 2021، لكنه لن يكون ممتعاً، لأن السفر سيكون رحلة مليئة بالمطبات التي تضعها حكومات الدول المختلفة وشركات الطيران، خصوصاً مع إقرار أمور مثل “جواز سفر محصن”، أو اشتراط تلقي اللقاح.

إذ قال بارت بورينغ، رئيس المبيعات والتسويق في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لشركة ماريوت الدولية: “سنسافر مرة أخرى، لكن نحن بحاجة إلى التحلي بالصبر قليلاً لبضعة أشهر أخرى قادمة”.

ونقطة أخرى، أن الأحداث العالمية الكبيرة مثل دافوس أو الألعاب الأولمبية والحفلات لن يكون فتحها مرة أخرى قراراً سهلاً أو قريباً، لذلك قد تكون الأسباب التي تشجع على السفر بالأساس، والتي تجعل من الرحلات أكثر امتاعاً غير موجودة في هذه الحالة.