Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر October 7, 2021
A A A
بيار دوكان في بيروت.. لترجمة الدعم الفرنسي؟!
الكاتب: غسان ريفي - سفير الشمال

منذ يوم الاثنين الفائت، يجول موفد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المستشار بيار دوكان على الوزارات الأساسية والمعنية بالهم المعيشي والاجتماعي مستطلعا الخطوات الاصلاحية والخطط القابلة للتنفيذ تحت سقف القوانين التي حث الوزراء على التمسك والعمل بها.

وجود دوكان في بيروت هو ترجمة عملية للدعم الفرنسي لحكومة ″معا للانقاذ″، ويدخل في إطار المتابعة الفرنسية الدقيقة لكل الملفات الملحة والاصلاحات الممكنة، لا سيما تلك التي تضمنتها مبادرة ماكرون الذي وعد خلال إستقباله الرئيس نجيب ميقاتي في قصر الأليزيه بإرسال خبراء للمساعدة على تطبيق الخطط وإيجاد الصيغ الملائمة للتفاوض مع صندوق النقد الدولي، تمهيدا لاستدراج المساعدات الدولية التي يحتاجها لبنان.

تشير المعطيات الى أن بيار دوكان كان مكلفا بتنظيم مؤتمر سيدر في العام 2018، حيث شعر خلال متابعته لمقررات المؤتمر بعدم تجاوب حكومي لا سيما في ملف الكهرباء بسبب العراقيل التي وضعت آنذاك، ما أدى الى تخفيف الاندفاعة الفرنسية التي جُمدت بشكل كامل مع إنطلاق ثورة 17 تشرين الأول عام 2019 وإستقالة حكومة الرئيس سعد الحريري.

لذلك، وتماشيا مع الرغبة الفرنسية في وضع مشروع إصلاح قطاع الكهرباء في رأس الأولويات، أكد الرئيس ميقاتي في مقابلة مع قناة “سكاي نيوز عربية” بأنه “لن يسمح بأي عرقلة في ملف الكهرباء، وأنه سيسمي المعرقلين بالأسماء”.

لا شك في أن إستمرار وجود بيار دوكان في بيروت لعقد المزيد من اللقاءات مع المعنيين بالأزمة اللبنانية سيمكنه من الخروج بخلاصة حول كيفية مساعدة فرنسا وعبرها الاتحاد الأوروبي على تحقيق البيان الوزاري لحكومة “معا للانقاذ”، خصوصا بعدما لاقى الرئيس ميقاتي هذه الخطوات بوضع الآليات التنفيذية لهذا البيان من خلال خطوات متسارعة تمت ترجمتها في مجلس الوزراء عبر تشكيل تسع لجان برئاسته للاحاطة بكل الملفات بما يتوافق مع بنود المبادرة الفرنسية.

لا يختلف إثنان على أن “الحكومة الميقاتية” أمام تحد غير مسبوق، وأن ما يقوم به رئيسها من جهود على الصعد كافة يظهر شعوره بحجم المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقه والتي تتلخص بوقف الانهيار تمهيدا لوضع لبنان على سكة التعافي الاقتصادي والاجتماعي.

يُدرك الرئيس ميقاتي أن الفترة المتاحة أمامه لن تكون طويلة بل سيكون سقفها نهاية العام الحالي، حيث من المفترض أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الانقاذ، وبالتالي فإن المساعدة الفرنسية تبدو في مكانها الطبيعي لتفعيل العمل الحكومي بما يرضي المجتمع الدولي حيث سيقدم دوكان خلاصة مباحثاته ولقاءاته الى الرئيس ميقاتي من أجل حسن إستثمار خطة التعافي الاقتصادي الموضوعة من قبل الحكومة، في وقت تحتاج فيه هذه الفترة الى كم هائل من الهدوء السياسي لأن أي إشتباك على خلفية أي ملف، قد يؤدي الى إنتكاسه من شأنها أن تطيح بما تحقق..