Beirut weather 19.65 ° C
تاريخ النشر October 9, 2023
A A A
“بوسطة” جعجع و”سيارة” باسيل: “مين سبق شمّ الحبق”!
الكاتب: نورما أبو زيد - بالوسط

يشبّه قواتي سابق سمير جعجع بسائق بوسطة عتيق. يقول المخضرم إنّ جعجع المعروف بحرصه على مقتنياته، دقيق في التعامل مع البوسطة، ولذلك تجده يغسلها يومياً، ويشرف بنفسه على صيانتها، وعلى عملية توزيع النواب داخلها، بحيث يضع طويلي القامة في الخلف، وقصيري القامة في المقدّمة، كما ويتقن قيادتها، ولكن المشكلة في انحرافه عند أوّل انعطافة. في اللحظة الحاسمة يختار المفرق الخطأ!
جبران باسيل، يملك، بحسب المخضرم سيارة فارهة يقودها بنفسه، أما “الحوسة” فعليها القيادة خلفه في موكب غير منظّم، ومن “يطحش” أكثر يصل أبكر، وإذا تجرّأ أحدهم وسبقه… طرده، وكلّما احتاجت سيارته إلى صيانة، يستعين بمموّل من “الحوسة” إيّاها لاستبدالها بأخرى.
برأي المخضرم، جعجع عقائدي يُحافظ على قديمه ولكن تخونه المنعطفات، بينما باسيل يعتنق مقولة “كلّ قديم إلو دفشة وكلّ جديد إلو رهجة”، وعلى الرغم من “قيادته السياسيّة” الهوجاء ينجو، بينما جعجع يُصاب بمقتل رغم تروّيه.
يشرح المخضرم انتكاسات جعجع المتكرّرة، بدءاً من “نحن بدنا وفينا” التي سرعان ما تحوّلت إلى ” نحن بدنا وما فينا”، وصولاً إلى تجميعه “كسر” المعارضات للتصويت لجهاد أزعور الذي لم تعد تنفع معه صيانة لأنّ محرّكه “فرط” من أوّل “تقليعة” في مجلس النواب.
برأي المخضرم موكب فرنجيه الرئاسي الذي غادر منطقة الشمال قبل أشهر لا يزال على خطّ بعبدا، رغم محاولات جعجع وباسيل المتكرّرة لإرغامه على تكويعة تعيده إلى بنشعي. أمّا موكب جوزيف عون لا يزال في إطار تحمية ما قبل المغادرة، لأنّ المسافة ليست بعيدة بين اليرزة وبعبدا. بنظر المخضرم، نكد باسيل السياسي، هو الذي يقف حائلاً دون تبنّيه مرشّح بطعم ولون كسليمان فرنجيه أو كجوزيف عون، ويجعل باسيل ينحو بالتالي نحو أسماء تمكّنه من الاستعصاء بالقصر الجمهوري، وممارسة دور الرئيس الفعلي، وتنحية الرئيس المنتخب إلى كرسي نائب الرئيس، بينما جمود جعجع العقائدي هو الذي يمنعه من مدّ يده إلى فرنجية الذي لطالما تقاطعت عنده التناقضات على الرغم من اصطفافه المعلن في خطّ، أو حتى تبنّي جوزيف عون جدياً بعيداً من السفسطات الكلامية.
انطلاقاً ممّا تقدّم يرى المخضرم أنّ خيار سليمان فرنجيه فرصة لا تزال متاحة أمام سمير جعجع لتحويل “لولار” نوابه الـ 18 إلى “دولار”، وإذا استمرّ في رفضها سيكون أمام حتميّة الخروج النهائي من دائرة التأثير، والاختفاء في ثكنته العسكرية في معراب، وعندها “مرحبا بدنا ومرحبا فينا”، لأنّ باسيل غير الثابت، يستثمر في جموده هذا، ويفاوض “حزب الله” والفرنسي والقطري، لا باسمه فقط وإنّما بموقف سمير جعجع الرافض لوصول فرنجيه، وعندما يحين أوان التسوية، ستصل سيارة باسيل الفارهة إلى الموعد، قبل بوسطة سمير جعجع، و”مين سبق شمّ الحبق”، سواء كان مرشّح التسوية سليمان فرنجيه أو مرشّح بلا طعم أو لون، ويرجّح في هذه اللحظة أن تقوم التسوية على اسم لا يمثّل مسيحياً، ونكون عندها أمام إضعاف جديد للرئاسة يشكّل صفعة جديدة على خدّ المسيحيين، ذهب إليها جبران باسيل على رجليه، وتلقاها سمير جعجع بسبب جموده!