Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر October 24, 2023
A A A
بوحبيب في دمشق يطرق باب عودة النازحين في وقت ضائع
الكاتب: وجدي العريضي - النهار

جاءت زيارة وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب الى سوريا في وقت ضائع على وقْع حرب غزة وسخونة الجبهة الجنوبية وما بينهما من غليان ديبلوماسي في المنطقة، ما طرح تساؤلات عما ستسفر عنه هذه الزيارة، وإلامَ ستؤدي نتائجها في ظل قرع طبول الحرب والحديث عن اجتياح برّي لغزة، وما قد يحصل في الجنوب، وبمعنى أوضح ان كل الاحتمالات الميدانية واردة.

في السياق، تشير مصادر سياسية تتابع مسار ما قبل الزيارة وبعدها الى أنها حُددت خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب بعد لقاء جمع بوحبيب مع نظيره السوري فيصل المقداد. وسبق لكثيرين في ما خص مسألة النازحين السوريين أن دعوا الى ضرورة التواصل والتنسيق بين حكومتي البلدين، مع التذكير بخلافات عميقة حصلت داخل مجلس الوزراء، لا سيما الحملات التي قادها باستمرار ولا يزال وزير شؤون المهجرين عصام شرف الدين تجاه وزير الخارجية، الأمر الذي أدى الى الغاء أكثر من زيارة الى العاصمة السورية من قِبل وفد رسمي وزاري بفعل هذه الخلافات والانقسامات. وفي المقابل، يتواصل دخول السوريين عبر المعابر بقاعاً وشمالاً، وفي الآونة الأخيرة “فلت الملق” بشكل أثار التساؤلات والأسباب الكامنة وراء دخولهم، اذ طغى عليهم العنصر الشبابي، وقيل وفق معلومات مستقاة من جهات متابعة إنهم مقاتلون من فصائل فلسطينية وتنظيمات متنوعة، وفي المقابل كان للمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري جهود كبيرة على خط مسألة النازحين، علما ان هذه القضية تفوق قدرة الأجهزة الأمنية وحتى الحكومة مجتمعة لِما لها من امتدادات إقليمية ودولية وسواها.

وبالعودة الى زيارة بوحبيب الى دمشق، تؤكد المصادر أن موضوع النازحين هو العنوان الأبرز لمحادثات وزيري خارجية البلدين وفق ما تمّ الاتفاق عليه في القاهرة، لكن حرب غزة كانت بنداً أساسياً ورئيسياً بينهما لما يرتبط بوضع البلدين وحدودهما المشتركة ولأكثر من اعتبار سياسي وأمني، وفي الخلاصة انه لا يمكن في مثل هذه الظروف أن ينحصر البحث ببند النازحين فيما هناك حرب طاحنة هي الأخطر في المنطقة تجري على حدود سوريا ولبنان وهما مهددان بدخول الحرب. ولهذه الغاية ثمة معطيات مؤكدة بأن عملية “طوفان الأقصى” وتداعياتها على لبنان وسوريا والمنطقة عموما، تمّ التطرق اليها بشكل موسع من خلال البيان الصادر عن وزراء الخارجية العرب في الجامعة العربية، إضافة الى كل ما يحصل اليوم من حراك ديبلوماسي عربي ودولي ربطاً بالعمليات العسكرية المتواصلة.

وعن السؤال الأبرز: ماذا عن قضية النازحين في هذا التوقيت والحرب في غزة تأكل الأخضر واليابس؟ لا تخفي المصادر المذكورة والمتابعة لمحادثات بوحبيب والمقداد، أنها أرخت بظلالها على اللقاء ولها تداعياتها وتأثيراتها على صعيد المنطقة والعالم بأسره، وان عرضاً مسهباً جرى لما يعانيه لبنان على صعيد تحمّله أعباء نحو مليوني نازح سوري بغضّ النظر عن ادراكه للبُعد الإنساني، ما يترك خلفيات سياسية وانقسامات في الشارع اللبناني، والموضوع الأبرز عدم قدرة الدولة والحكومة وكل المؤسسات على استيعاب هذا العدد الكبير نظراً الى الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يعانيها البلد، ناهيك عن تداول الوزيرين ما يمكن أن يُتخذ من خطوات وإجراءات بعد التشاور بين المقداد والرئيس السوري بشار الأسد والحكومة السورية ليُبنى على الشيء مقتضاه عبر متابعة بين الجهات المسؤولة من الطرفين واستمرار التشاور والتنسيق. والسؤال الآخر: هل يعقل في مثل هذه الظروف أن تُحلّ هذه القضية التي تُثقل كاهل اللبنانيين، وفي خضم الحرب الملتهبة في غزة والتي ربما تتوسع وتشتعل من الجبهة الجنوبية؟ ترد المصادر بأن الموضوع فُتح رسمياً وعلى أعلى المستويات، والأيام المقبلة كفيلة ببلورة ما يصل اليه، ولا يُخفى أن الصعوبات كبيرة. وعلى رغم مغادرة الرعايا العرب والغربيين الى بلادهم خوفاً من امتداد الحرب الى الداخل وبعد تحذيرات من حكوماتهم، فالنازحون السوريون لم يغادر منهم أي عدد يُبنى عليه حتى في القرى الحدودية حيث أصيب أكثر من عشرين سورياً فيها بجروح، ما يؤكد أن هذه المسألة بحاجة الى وقت وظروف إقليمية ودولية مؤاتية، فالوزير بوحبيب طرق الباب… ولكن.