Beirut weather 21.41 ° C
تاريخ النشر July 28, 2023
A A A
بوتين: اهتمام روسيا بإفريقيا يتزايد ونريد بناء شراكة استراتيجية

ظهر اليوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محاطا بحوالى 15 من رؤساء الدول الإفريقية في سانت بطرسبرغ خلال القمة الروسية الأفريقية الثانية. أما الرسالة من هذه الصورة فتتمثل في تأكيده أن موسكو تنوي العمل “جنبا إلى جنب” مع القارة السمراء التي يزيد عدد سكانها على مليار نسمة، بحسب “وكالة الصحافة الفرنسية”.

وقال بوتين: “إن اهتمام روسيا بإفريقيا يتزايد”، مشيرا إلى أنه “يريد بناء شراكة استراتيجية”، مع هذه القارة التي أقام معها الاتحاد السوفياتي علاقات قوية.

واضاف: “إن السبب الحقيقي لارتفاع الأسعار عالميا بما في ذلك للمواد الغذائية، يعود ليس لأزمة أوكرانيا وإنما لسياسات غير محسوبة في مجال الطاقة اعتمدها الغرب”.

وأشار الى أن “الأزمة في أسواق الأغذية ظهرت أثناء مكافحة وباء فيروس كورونا عندما أغلقت الدول الصناعية مصانعها واضطرت لدعم سكانها على حساب الآخرين. وان التيسير الكمي الذي تم بموجبه طبع العملات الورقية غير المغطاة، هو أيضا ما أثر في تفاقم الأزمة”.

وقال: “لقد لجأوا في الطاقة إلى موارد صديقة للبيئة بسياسة غير مدروسة، خطأ وراء آخر وهو ما قلب الأمور رأسا على عقب في سوق الأسمدة وسوق الطاقة، وهذا هو السبب في ارتفاع الأسعار في جميع المجالات، والذي ظهر حتى قبل اندلاع الأزمة الأوكرانية”.

ولفت الى أن “أحداث أوكرانيا تحفز هذه العملية إلى حد ما، لكنها ليست السبب الأساسي”.

وقال: “السبب الجذري يكمن في الأخطاء الجوهرية التي ارتكبتها الدول الصناعية في السياسة المالية وسياسة الطاقة، وهذا هو سبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية”.

وفي اليوم السابق، سحب الرئيس الروسي من جعبته ورقة “دبلوماسية الحبوب”، متعهدا “تسليم الحبوب بشكل مجاني إلى ست دول إفريقية، وسط مخاوف لدى دول القارة أثارها تخلي موسكو عن اتفاقية أتاحت تصدير ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية.

غير أن، ما وصفته الوكالة، بعملية “الإغواء” التي مارسها سيد الكرملين تجاه إفريقيا لا تعود فقط إلى فترة الصراع في أوكرانيا. فمنذ عدة سنوات، تقوم روسيا بتحركات دبلوماسية واقتصادية في القارة، مع عرض خدماتها الأمنية للدول الواقعة في قبضة التهديد الجهادي، عبر مجموعة فاغنر المسلحة.

ولكن في الأشهر الأخيرة، كان على روسيا أن تكثف بحثها عن بدائل من الشركاء الأوروبيين التاريخيين.

وفي إشارة إلى هذا الاهتمام، قام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بجولتين في القارة منذ مطلع السنة، في محاولة لجذبها إلى معسكر موسكو، مقدما ذلك على أنه حصن في وجه “الإمبريالية” و”الاستعمار الجديد” الغربي.

كذلك، لا تزال موسكو تحظى بدعم العديد من قادة أميركا الجنوبية وآسيا، خصوصا الدول التي تتعرض لانتقادات بسبب ممارساتها السلطوية.

وفي هذا السياق، رفض الحلفاء التاريخيون لموسكو مثل فنزويلا وكوبا، إدانة الهجوم الروسي على أوكرانيا خلال القمة الأولى بين أميركا اللاتينية والاتحاد الأوروبي في بروكسل في وقت سابق من هذا الشهر.

واكتفى القادة في بيانهم المشترك بالإعراب عن “قلقهم العميق إزاء الحرب الدائرة على أوكرانيا” من دون أن يذكروا موسكو. حتى أن هذه الصيغة البسيطة لم تحصل على الموافقة بالإجماع، اذ رفضت نيكاراغوا الانضمام إليها.

ومن دون أن تمضي إلى حد دعم موسكو، رفضت البرازيل بقيادة لويس ايناسيو لولا دا سيلفا إمداد أوكرانيا بالسلاح أو فرض عقوبات على روسيا، داعية الأوروبيين والأميركيين إلى وقف “تشجيع الحرب”.