Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر March 21, 2018
A A A
«بواخر الكهرباء» تهدد بـ «مسّ» الحكومة..
الكاتب: الأنباء

لا شيء يتقدم على الانتخابات في المشهد السياسي اللبناني بعد اليوم، فمع اقفال باب الانسحابات غدا تتحول كل النشاطات والاتصالات الى محطة انجاز اللوائح المتعثرة، بل والمبعثرة، على امتداد الدوائر الخمس عشرة، التي فرزها قانون الانتخاب العنكبوتي المعقد، كمحاور انتخابية متعددة الجبهات ومتناقضة التوجهات.

بيد ان ثمة حالة استثنائية يمكن ان تسمم الاجواء الحكومية في جلسة اليوم اذا ما بقي الرئيس ميشال عون على اصراره على طرح موضوع استئجار البواخر الكهربائية من خارج جدول اعمال مجلس الوزراء في ظل معارضة وزراء القوات اللبنانية والمردة وحزب الله وحركة امل لهذه الصفقة واحتمال اقرارها بأكثرية النصف زائدا واحدا في حال طرحها الرئيس عون على التصويت، خصوصا ان هناك عروضا كندية بتأمين مصادر للكهرباء خلال المرحلة الانتقالية الفاصلة عن انجاز بناء المعامل الثابتة بكلفة اقل من كلفة البواخر التركية المثقلة بالعمولات، كما يقول المعارضون.

حملة على «هيئة الانتخابات»
على ان الانتخابات تبقى هاجس السياسيين في لبنان الآن في الاتصالات والمهاترات والتحالفات المتعددة الاحجام والخلفيات والتي يجري تركيبها تحت ضغط «الحاصل الانتخابي» و«الصوت التفضيلي»، الى جانب «بورصة» اسعار الدخول الى اللوائح، خاصة في مناطق الاحتدام الانتخابي، كالمتن الشمالي التي شهدت عمليات استقطاب مرشحين وسحب مرشحين، وكذلك في دائرة كسروان ـ جبيل، حيث عقدة مرشح حزب الله الشيخ حسين زعيتر غير المقبول من حليف الحزب التيار الوطني الحر، ناهيك عن دائرة بعلبك ـ الهرمل حيث اصر تيار المستقبل على القوات اللبنانية وجوب اشراك التيار الحر في لائحتهما المشتركة بوجه لائحة حزب الله ـ امل.

جنبلاط: أخاف أن تسمح الظروف بإعادة تأهيل نفوذ النظام السوري
امام هذا المشهد الانتخابي الصاخب، يتوقف البعض امام تسخير الحكومة لمواقع الخدمة العامة لمصلحة بعض اللوائح والاحزاب، لكن الاخطر ما تخوف منه النائب وليد جنبلاط من ان تسمح الظروف الحالية باعادة تأهيل نفوذ النظام السوري بشكل غير مباشر بالوكالة. وقال جنبلاط لصحيفة «اوربان ـ لوجور» الناطقة بالفرنسية ان ظروف الانتخابات اليوم اصعب بكثير مما كانت عليه في العام 2000، مشيرا الى انه تم تحقيق الفوز آنذاك على الرغم من الوجود السوري ومن تهديدات غازي كنعان واعوانه اللبنانيين. وكشف جنبلاط انه سيتم الاعلان عن القوائم «الثلاثية الرؤوس» من تيار المستقبل والقوات والتقدمي الاشتراكي مع المستقلين السبت المقبل في دوائر الشوف ـ عاليه، المتن الجنوبي، بيروت الثانية، والبقاع الغربي ـ راشيا.

النقاش بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية فتح الباب للنقاش حول دائرة الجنوب الثالثة (بنت جبيل ـ النبطية ـ مرجعيون ـ حاصبيا) وكذلك في جزين ـ صيدا.

في هذا الوقت، يبدو ان حلفاء ثنائي حزب الله ـ امل ما زالوا في دوامة الضياع، وتحديدا في دوائر عكار وطرابلس والشوف وعاليه والبقاع الغربي والاوسط وبيروت الثانية، فقد اعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري عدم موافقته على انضمام التيار الوطني الحر الى لائحة التحالف في دائرة البقاع الغربي ـ راشيا، مشيرا الى عدم ممانعته بانضمام التيار في دائرتي بيروت الثانية وبعبدا.

وذكرت صحيفة «الاخبار» ان مسؤولين في حزب الله انضموا الى اجتماع الوزير جبران باسيل والوزير طلال ارسلان امس بهدف الضغط على ارسلان لتشكيل لائحة في الشوف ـ عاليه مع التيار الوطني الحر والوزير السابق وئام وهاب، لكن ارسلان بقي على رفضه اشراك وهاب باللائحة لا بل المح الى استعداده الابتعاد عن لائحة حزب الله ـ امل ـ التيار الحر في دائرة بعبدا.

في المقابل، تكرّس التفاهم بين القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي في دائرة الشوف ـ بعبدا في اللقاء الذي عقد في معراب بين وفد من الاشتراكي ورئيس حزب القوات د.سمير جعجع.

وفي دائرة كسروان ـ جبيل، افيد عن استقالة اعضاء في التيار الوطني الحر احتجاجا على ضم النائب السابق منصور غانم البون الى لائحة التيار الذي لطالما ناصبه العداء.

وفي طرابلس، يتابع الوزير السابق اشرف ريفي اتصالاته لاستكمال لائحته الانتخابية بعد مستجدات عائلية طرأت على صعيد اعضاء لائحته كتوفيق زريقة من المنية ما افضى الى انسحابه، ما حتم على ريفي البحث عن بديل، المشكلة نفسها واجهها فيصل كرامي في استكمال لائحته وهو ما يشترط حصوله قبل 26 الجاري.

الى ذلك، تصاعدت الشكوى والاتهامات بخرق قانون الانتخاب عبر استخدام بعض المقرات الرسمية كأفرع للماكينات الانتخابية لاهل السلطة والنفوذ، وكان اللافت موقف حاد لعضو قيادة تيار المردة الوزير السابق يوسف سعادة الذي غرد قائلا: بكل وقاحة يعلنون «لوائح العهد».
واضاف: من حق رئيس الجمهورية التدخل في الانتخابات، لكن ذلك يوجب شروطا عدة ابرزها التخلي عن شعار «بيّ الكل»، والالتزام الكامل بالحياد، مع رحابة الصدر، لأن من يدخل حلبة الملاكمة يلكم ويتلقى اللكمات.

بدوره، شن النائب سيرج طورسركيسيان هجوما على هيئة الاشراف على الانتخابات، وقال: هناك حديث كبير عن اموال انتخابية توزع في البلد، ونرى ان هيئة الاشراف لا ترى ولا تسمع، واصدر تعميما بمنع استعمال الاماكن العامة للنشاد الانتخابي، واذا بلائحة «الوفاء والامل» تُعلن لائحتها من داخل قلعة بعلبك، ومن دون استئذان وزارة الثقافة، فأين هيئة الاشراف مما حصل؟ يبدو انها ترى ما يحصل في الاشرفية ولا ترى ما جرى في بعلبك.