Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر July 31, 2017
A A A
بلدة زغرتاوية تستحق لقب “هولييود العرب” ما هي؟
الكاتب: ربيع دمج ـ الاناضول

في العام 2014، عندما تزايدت أعمال التصوير الدرامية، في “عرجس”، البلدة الجبلية، شمالي لبنان، لم يكن أحد من أهلها يتوقع أن يزدهر هذا القطاع فيها، لدرجة قد تستحق معها لقب “هوليوود العرب”.

واليوم، باتت هذه البلدة، الواقعة على بعد 100 كيلومتر من العاصمة بيروت، مقرا حيويا لتصوير الأعمال الدرامية، من لبنان ومصر وسوريا.

وخلال الأعوام القليلة المنصرمة، شهدت “عرجس” تصوير 80 % من مشاهد ما يزيد عن 20 عملا دراميا عربيا، بجانب عدد من الأفلام اللبنانية.

وما جعل البلدة، التي ترتفع 350 مترا عن سطح البحر، قبلة مفضلة للمنتجين والمخرجين العرب، موقعها السياحي، بجانب قصورها وبيوتها التراثية، وأزقتها العتيقة.

في وسط قضاء “زغرتا”، أحد أهم الأقضية في لبنان، ببلداته الـ 31، التي يغلب على سكانها المسيحيون، تقع البلدة، المحاطة بأشجار الزيتون، التي تشتهر بزراعتها، وبحيرة “بنشعي”، المقصد السياحي الحيوي في لبنان.

ويخيم الهدؤ على شوارع “عرجس”، إذ يسكنها نحو 500 نسمة، مقابل ألف و500 من أبنائها المغتربين خارج البلاد، لا سيما كندا والولايات المتحدة وأستراليا.

وبالنسبة إلى زغني الخير، رئيس اتحاد بلديات “زغرتا” فإن “عرجس” “تحولت، منذ 2014، إلى بلدة نموذجية، بسبب خطة إستراتيجية وضعتها البلدية، حيث تم تبليط (رصف) شوارعها، وزراعة الأشجار والأزهار”.

وشملت الخطة أيضا، طبقا لما قاله الخير للأناضول، توزيع مشغلات موسيقى، في مختلف أنحاء البلدة، تبث، منذ الفجر وحتى منتصف الليل، أغاني ومعزوفات، من مختلف أنحاء العالم .

وما يضفي قدرا من الجاذبية على “عرجس”، وهي كلمة يونانية تعني البلدة الصغيرة، أضواء القناديل ليلا، وحتى أشعة شمسها، المتكسرة على الجبال، نهارا.

وفي مزاوجة لما هو تقلدي بما هو عصري، تضم البلدة أيضا، نحو 20 قصرا على الطراز الحديث، شيدها المغتربون من أبنائها، الذين لهم الفضل في “إنعاشها”، يضيف الخير.

ويشير المسؤول المحلي إلى أن معمار البلدة بجانب هدوئها، يحفزان المنتجين والمخرجين لتصوير أعمالهم فيها، إذ تسهل التنقلات السريعة، المطلوبة لفرق العمل.

ومن ميزات “عرجس” أيضا، قربها من بلدة “إهدن”، ذلك المصيف الشهير، الذي ترتاده العائلات الثرية، الأمر الذي يساعد على توفير كل المستلزمات اللوجستية، من معاملات إدارية ومصرفية وفندقية.

وتعود إلى القرية أصول أعلام من المجتمع اللبناني، في مختلف المجالات، من الطب والإدارة إلى الإعلام والمال.

وعندما بدأت أعمال التصوير تنتعش، قبل ثلاث سنوات، كان ملاك القصور يستضيفون أسر المسلسلات والأفلام مجانا، لكن مع كثرة الطلب، باتت الاستضافة مدفوعة القيمة.

ومن أشهر الأعمال التي صورت في “عرجس”، المسلسل البناني السوري “علاقات خاصة”، في وقت سابق من هذا العام، ومسلسل “24 قراط”، في 2016، وفيلم “السيدة الثانية”، في 2015.

ويُعد “الحب الحرام” أول فيلم يصور بالبلدة في 1976، إذ لم تكن، وقتها وبعدها، قبلة للدراميين، كما بقي عليه الحال، منذ 2014. –