Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر February 9, 2017
A A A
بلبلة في صفوف التكفيريين في رأس بعلبك والجرود
الكاتب: خالد عرار - الديار

تشهد جرود عرسال ورأس بعلبك تطورات أمنية وحالة من البلبلة في صفوف التكفيريين ومخيمات النازحين، وخلافات قوية وعميقة ضمن البيت العرسالي على خلفية اختفاء حليمة الحجيري وولديها.
وسجِل في الأيام القليلة الماضية تسلل مجموعة مسلحة من جرود رأس بعلبك – وادي ميرا مركز قيادة «داعش» وعلى رأسها اللبناني بلال الحجيري الملقب بـ «العنَاز» متوجهة إلى مدينة الرقة السورية للقاء قيادة تنظيم «داعش»، فوقعت المجموعة بكمين للجيش السوري وحلفائه في منطقة البريج السورية عندما قطعوا الأتوستراد الفاصل بين القلمون الشرقي والقلمون الغربي، فقتل جميع عناصر المجموعة، وذلك قبل صد الجيش السوري هجوماً للتكفيريين في الريف الغربي الشمالي لدمشق، والذي تحدثت عنه وزارة الدفاع الروسية ببيان رسمي جاء فيه: «صد الجيش السوري وحلفائه هجوماً لداعش في القلمون الشرقي ريف دمشق الشمالي الغربي في عملية مشتركة مع فصائل المعارضة السورية، و أشار البيان إلى فتح تسعة ممرات إنسانية لخروج المدنيين من كافة الغوطة الشرقية كمقدمة لإجراء مصالحة مع المسلحين».
مشاركة المعارضة السورية في صد هذا الهجوم جاء ترجمةً لاتفاق الاستانة الذي قد يتوقف العمل به بسبب التدخل الأميركي وشعور بعض دول الخليج بقليلٍ من المعنويات جراء الموقف الأميركي الذي ينتظر له أن يتوضح في المستقبل القريب حيال بعض دول المنطقة».
وتشير المعلومات الى أن هناك بداية حديث عن إمكانية إيجاد حلٍ ما لمسلحي جرود عرسال لا تظهر ملامحه حتى الآن، إلا أن ذلك يصطدم بشروط يستحيل تلبيتها، والجهة المسلحة التي يجري التفاوض معها هي «سرايا الشام» التي تواجه عرقلة واضحة من أبو مالك التلة الذي يتحكم بكل شيء لأنه هو الذي يحتكر الأموال. من جهة أخرى، يستعجل أهالي عرسال إلى حل يجنب المنطقة موجة جديدة من القتال العنيف التي يرونها قريبة كما يجنبهم فتنة الإقتتال العائلي التي ستتحول إلى مواجهة مسلحة لأن الوضع المأزوم بات على شفير الإنزلاق نحو ذلك، فاختفاء حليمة الحجيري وولديها سيكون الشرارة التي تنطلق منها المواجهة العسكرية بين عائلتي الحجيري والأطرش.
ومنذ يومين، أقدم زوج وأقارب حليمة التي مضى على اختفائها أسبوعين على قطع الكابلات التي تغذي مركز أوجيروا في عرسال للضغط على النازحين السوريين للإعتراف عن مكان اختباء أبو علي الصيداوي وزوجته الضالعين بتسهيل هروب حليمة، وتعبئتها دينياً للقيام بأعمال إرهابية. فقطع الكابلات تمنع النازحين والمسلحين تلقي رسائل نصية اعتادوا أن تصلهم من الأمم المتحدة لتسلم المساعدات العينية والمادية. وفي اللحظات التي سبقت انفلات الأمور بين العائلات، جرى حل الموضوع على الطريقة العائلية، ولكن بشكلٍ مؤقت ريثما يتوضح مصير حليمة.
لكن اللافت في الأمر أنه بالرغم من كل هذه التطورات والمراحل الخطيرة التي تهدد العائلات العرسالية، الدولة اللبنانية غائبة ولم يسجل لها أي حضور أو تدخل لوضع حد لكل ما يجري على أرضٍ لبنانيةٍ محتلةٍ منذ سنوات، تاركين أهلها يخضعون للمافيات وتجار الأزمات من أبناء البلدة الذين يفرضون الخوات عليهم.