Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر August 6, 2017
A A A
بعد 3 سنوات على هجوم داعش، عملية إبادة الإيزيديين ما زالت مستمرة
الكاتب: موقع D W

أشارت لجنة تحقيق أممية إلى أن الإبادة الجماعية ضد الإيزيديين مستمرة ولا يتم التعامل معها إلى حد بعيد رغم التزام الدول بمعاقبة المجرمين، فيما يخشى الكثير من اتباع هذه الأقلية الدينية إلى العودة إلى سنجار.

أحيا الإيزيديون في العراق في الثالث من آب 2017 ذكرى الهجوم الذي شنه ضدهم تنظيم “الدولة الإسلامية” قبل ثلاث سنوات والذي وصفته الأمم المتحدة بأنه إبادة جماعية لكن محنتهم ما زالت مستمرة رغم طرد المتشددين الإسلاميين من أراضيهم.
وطٌرد المتشددون من آخر معقل لهم في أراضي الإيزيديين في شمال العراق في أيار الماضي لكن أغلبهم لم يعد بعد إلى القرى التي فروا منها عندما اجتاح التنظيم المتشدد سنجار في صيف عام 2014 فقتل وأسر الآلاف بسبب عقيدتهم.
وما زال تنظيم داعش يحتجز نحو ثلاثة آلاف امرأة وطفل من الإيزيديين في حين تتنافس فصائل مسلحة متناحرة ورعاتها في المنطقة على السيطرة على سنجار. كما أن تحقيق العدالة في الجرائم التي تعرض لها الإيزيديون ومنها الاستعباد الجنسي ما زال بعيد المنال.
هذا وشهدت عدة مدن عبر العالم وقفات للتذكير بما اقترفه تنظيم داعش في هذا اليوم من عام 2014، ففي برلين نظم العديد من الشباب الايزيدي وقفة أما بوابة براندنبورغ .

“الإبادة مستمرة”
وقالت لجنة لتقصي الحقائق تابعة للأمم المتحدة إن تنظيم “الدولة الإسلامية” لا يزال يرتكب إبادة جماعية بحق الأقلية الأيزيدية في العراق وإن العالم مازال متقاعسا عن القيام بواجبه في معاقبة المجرمين. وأضافت اللجنة في بيان “الإبادة الجماعية مستمرة ولم يتم التصدي لها إلى حد بعيد رغم التزام الدول… بمنع الجريمة ومعاقبة المجرمين”.
وقتل مسلحو تنظيم “الدولة الإسلامية” آلاف الأسرى من الرجال أثناء هجومهم على الإيزيديين. وأكدت دراسة وثقت عدد الإيزيديين المتضررين، ويمكن اعتبارها دليلا في أي محاكمة بتهمة الإبادة الجماعية، أن 9900 إيزيدي عراقي على الأقل قتلوا أو أسروا خلال أيام من بدء هجوم تنظيم “الدولة الإسلامية” عام 2014. وأفادت الدراسة التي نشرت في دورية بي.ال.أو.اس الطبية أن 3100 إيزيدي قتلوا -أكثر من نصفهم بالرصاص أو بقطع الرأس أو الحرق أحياء- ونحو 6800 خطفوا لاستغلالهم في الاستعباد الجنسي أو استخدامهم كمقاتلين.
وقالت الأمم المتحدة إن هناك تقارير تفيد بأن مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية” الذين يحاولون الفرار من هجوم تقوده الولايات المتحدة على معقلهم في الرقة بسوريا يبيعون النساء والفتيات الخاضعات للاسترقاق.

النزاع على سنجار
وتتنافس القوات التي طردت تنظيم “الدولة الإسلامية” من سنجار حاليا على السيطرة علي المنطقة القريبة من الحدود العراقية مع سوريا وتركيا. وسيطرت قوات البشمركة الكردية على نحو نصف سنجار في عام 2015 وضمتها فعليا إلى المنطقة المتمتعة بالحكم الذاتي التي يأملون في تحويلها إلى دولة كردية مستقلة.
كما سيطرت قوات أمن أغلبها من الشيعة بعضها مدعوم من إيران على بقية أراضي الإيزيديين في أيار لتصبح على بعد بضعة أمتار من المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد. وحصل حزب العمال الكردستاني المحظور على موطئ قدم كذلك في سنجار واشتبك مع البشمركة في وقت سابق هذا العام. وتسبب وجوده في المنطقة في جعلها هدفا لتركيا التي تخوض حربا ضد مسلحي الحزب على أراضيها منذ ثلاثة عقود.
وقال الجنرال أشتي كوجير قائد الشرطة الكردية المحلية المعروفة باسم الأسايش “الناس خائفون من العودة” وأضاف “منطقة (سنجار) أصبحت منطقة حرب”.

تبادل الاتهامات
من جانبه، قال مهما خليل رئيس بلدية سنجار الإيزيدي في كلمته في الحفل إن رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي هو المسؤول عن المأساة لأن في عهده اجتاح المتشددون الموصل واستولوا على أسلحة بمليارات الدولارات استخدموها في الهجوم على الإيزيديين.
وألقى أيزيديون آخرون باللائمة على الأكراد الذين كانوا يدافعون عن المنطقة في ذلك الوقت لفشلهم في وقف المذبحة. وفي الحفل رفع البعض لافتات كتبوا عليها “أوقفوا إبادة الإيزيديين”. وتدفقت الأسر على المقابر لإحياء ذكرى قتلاها. ووضعت النساء عصّابات على الرأس تحمل عبارة “إبادة جماعية”. وفي مدينة سنجار وضعت لافتات وملصقات في الميادين تعرض مشاهد مروعة من الهجوم الذي وقع قبل ثلاث سنوات.
***

الصورة تعود إلى صيف 2014، نزوح أهالي سنجار بعد هجوم داعش