Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر May 30, 2018
A A A
بعد تهديدها بإعادة بلاد الأرز إلى العصور الحجريّة..
الكاتب: زهير أندراوس - رأي اليوم

بعد تهديدها بإعادة بلاد الأرز إلى العصور الحجريّة..
تل أبيب: لبنان على استعدادٍ لحلّ النزاع حول الحدود البحريّة وتحديدًا (بلوك9)
*

زعم مصدر إسرائيليّ، وُصف بأنّه رفيع المُستوى، زعم في حديث للإذاعة العبريّة شبه الرسميّة (كان)، أنّ هناك استعداد من جانب لبنان للوصول إلى حلٍّ وسط في النزاع حول الحدود البحريّة بين لبنان والدولة العبريّة، على حدّ تعبيره.

وتابعت الإذاعة العبريّة قائلةً ، نقلاً عن المصدر عينه، إنّه في أعقاب الانتخابات البرلمانية في الدولة الجارة، أيْ لبنان، لاحظوا في إسرائيل حصول تغير في الفترة الأخيرة في الجانب اللبناني، الأمر الذي قد يؤدي إلى تقدّمٍ هامٍ في المسألة. وفي المقابل، أكّد المصدر على أنّ القضية لم يتم البت فيها بعد، حسب قوله.

وكان مسؤولون كبار في تل أبيب ادّعوا أنّ هناك رغبة لحلّ المسألة من جانب الطرفين، لأنّ الخشية تكمن في تأثير مواصلة النزاع حول هذه المسألة ليس فقط على الحفر في المنطقة المتنازع عليها، بل أيضًا على عمليات حفر محاذية”.

ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الاتصالات بين لبنان وكيان الاحتلال، بوساطة الولايات المتحدّة الأميركيّة، في محاولة لما تسميها الخلاف فيما يتعلق بالحدود البحرية كانت بدأت في شباط من العام الجاري، وعمل يومها الوسيط الأمريكيّ ديفيد ساترفيلد في جولاتٍ مكوكيّةٍ للحوار بين الدولة العبريّة ولبنان، للدفع نحو حلٍّ، إلّا أنّ موقف الدولة اللبنانية كان حاسمًا لعدم قبول أيّ تنازلٍ في هذا الإطار، خصوصًا وأنّ الموضوع لا يتعلق بخلافٍ، بل باعتداء على السيادة البحرية للبنان من قبل إسرائيل.

في سياق ذي صلةٍ، أكّد ضابط كبير في سلاح البحريّة الإسرائيليّ، كما أفادت صحيفة (معاريف)، أنّ الجيش الإسرائيليّ لا يلاحظ أنّ هناك حربًا وشيكة في الجبهة الشماليّة.

وجاء تأكيد الضابط هذا في تصريحات أدلى بها إلى مراسلي الشؤون العسكرية في وسائل الإعلام العبريّة، في مناسبة البدء بأعمال إنتاج أول سفينة من أصل أربع سفن حربية معدّة للدفاع عن منشآت الغاز في عرض البحر الأبيض المتوسط في ألمانيا، وأشار فيها في الوقت عينه إلى أنّ الجيش يستعد لمواجهة الوسائل القتاليّة الموجودة بحيازة حزب الله، ومنها صواريخ دقيقة إيرانية الصنع قادرة على استهداف منشآت الغاز في المياه الإقليمية الإسرائيليّة، بحسب قوله.

في سياق ذي صلةٍ، كانت المراسلة السياسيّة للقناة 13 في التلفزيون العبريّ كشفت، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ وسياسيّةٍ رفيعة جدًا في تل أبيب، كشفت النقاب عن أنّ حزب الله وجّه رسالة حادّة كالموس إلى صنّاع القرار في تل أبيب، عبر قوات اليونيفيل المنتشرة في الجنوب اللبنانيّ، مفادها أنّه إذا واصلت إسرائيل بناء العائق على الحدود المتنازع عليها، فإنّ حزب الله لن يتورّع عن قصف المنطقة لمنع الإسرائيليين من الاستمرار في عملية التشييد.

وبحسب المصادر عينها، فإنّ اليونيفيل، وبعد تلقيه الرسالة ذُهل من حدّة الرسالة، وقام على الفور بإبلاغ سفيري واشنطن ولندن بهذا التطوّر الدراماتيكيّ، وقام الاثنان بدورهما بالتوجّه رسميًا إلى ديوان رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو.

وشدّدّت المصادر بحسب التلفزيون العبريّ، على أنّ الردّ الإسرائيليّ كان حازمًا وجازمًا على تهديد حزب الله، حيث وجّهت حكومة الدولة العبريّة رسالة ردٍّ لحزب الله جاء فيها أنّه إذا تجرّأ حزب الله على إطلاق النار، كما هدّدّ، فإنّ جيش الاحتلال سيقوم بالردّ بشكلٍ عنيفٍ جدًا، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ أعمال بناء الجدار العائق ستستمّر، على حدّ تعبيرها.

وكان الإعلام الحربيّ التابع للمقاومة الإسلاميّة قد نشر في شباط فيديو دعائيّ يحتوي على رسالةٍ تهديد لإسرائيل، ويتوعد بقصف منشآته النفطية والغاز في حال تعرض الجيش الإسرائيليّ للمنشآت النفطية اللبنانيّة.

ويعرض الفيديو القصير الحدود البحرية اللبنانيّة الجنوبيّة، وتقسيم المنطقة الاقتصاديّة البحريّة اللبنانيّة إلى بلوكات نفطية للاستثمار، يتبعها صورة لوزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان مع اقتباس من تصريحه “بلوك الغاز رقم 9 في البحر هو لنا”، على الرغم من أنّه يقع ضمن المياه الإقليميّة اللبنانيّة.

ويطل الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله في الفيديو ليؤكّد أنّ لبنان قادر على الرد على أيّ تعدٍّ على المنشآت النفطيّة والغازيّة اللبنانيّة، وأنّ كيان الاحتلال الإسرائيليّ يعلم ذلك. وقد هدّدّ مسؤولون في تل أبيب بإعادة لبنان إلى العصر الحجريّ إذا تم استثمار بلوك رقم 9.