Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر November 30, 2018
A A A
بعد «بريكست».. بروكسل مستعدة لشراكة «غير مسبوقة» مع لندن
الكاتب: الشرق الأوسط

أعلن كبير المفاوضين الأوروبيين ميشال بارنييه أن الاتفاق المطروح والمثير للجدل بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي «هو الوحيد وأفضل الممكن»، في إشارة إلى «معاهدة خروج» بريطانيا وإطار علاقتها المقبلة مع الاتحاد الأوروبي، اللذين وافق عليهما، الأحد، القادة الأوروبيون خلال قمة استثنائية. لكن أضاف بارنييه قائلا إن الاتحاد الأوروبي مستعد لـ«شراكة غير مسبوقة» مع بريطانيا بعد «بريكست»، إذا التزم الطرفان بالتعهدات التي قطعت خلال مفاوضات الخروج. وعلى هذه الاتفاقات أن تنال موافقة البرلمان البريطاني. وقال بارنييه: «سأحترم فترة النقاشات البرلمانية الديمقراطية»، مع أن الاتحاد الأوروبي حذر من أنه لن تكون هناك مفاوضات جديدة في حال رفضها البرلمان البريطاني. وأعلن بارنييه أمام النواب الأوروبيين في بروكسل أن «مصلحتنا المتبادلة هي التوصل إلى شراكة طموح» في العلاقة المقبلة إذا خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بشكل «منظم» أي في إطار اتفاق تم التفاوض بشأنه. وأشار بالذكر إلى «السلع والخدمات الرقمية والنقل والتنقل والأسواق العامة والطاقة والأمن الداخلي وبالطبع السياسة الخارجية لضمان استقرار قارتنا». وقال بارنييه: «الشراكة مع بريطانيا ستكون غير مسبوقة بسبب حجم مواضيع التعاون» إذا ما احترمت بنود «الإعلان السياسي» حول العلاقات بعد بريكست. وأضاف: «نظرا إلى الإرادة البريطانية بالخروج من الاتحاد الأوروبي والسوق الواحدة لا يمكن أن يسود الجمود مستقبلا، وواجبنا أن نقول ذلك خصوصا للمؤسسات التي يجب أن تستعد». من جهته، رأى النائب الأوروبي البريطاني نايجل فراج الزعيم السابق لحزب استقلال المملكة المتحدة أن اتفاق بريكست «جيد للاتحاد الأوروبي». وتابع: «لبريطانيا أعتقد أنه أسوأ اتفاق في التاريخ كما قال ترمب»، متوقعا ألا يصادق عليه البرلمان البريطاني. ورغم مفاوضات بريكست أكد بارنييه الخميس مجددا «احترامه» لبريطانيا. وقال: «بريطانيا بلد عظيم بفضل ثقافتها وتاريخها وتضامنها خصوصا في المراحل المأساوية التي مرت بها أوروبا في القرن العشرين وتضامنها التام واقتصادها ونوعية دبلوماسيتها».
وفي سياق متصل، أظهرت بيانات رسمية أن صافي هجرة مواطني الاتحاد الأوروبي إلى بريطانيا تراجع إلى أدنى مستوى له منذ قرابة ست سنوات خلال عام حتى يونيو (حزيران) ليستمر نهج التراجع منذ صوتت بريطانيا لصالح الانسحاب من التكتل في 2016.
وقال مكتب الإحصاءات الوطنية إن عدد مواطني الاتحاد الذين انتقلوا إلى بريطانيا تراجع إلى 74 ألفا خلال تلك الفترة وهو الأدنى منذ أواخر 2012 ويمثل انخفاضا نسبته 28 في المائة مقارنة بالعام السابق. وتراجع صافي هجرة مواطني الاتحاد الأوروبي إلى بريطانيا بشكل ملحوظ منذ اختار الناخبون الانسحاب من التكتل في استفتاء أجري في يونيو 2016، وكان كثير منهم مدفوعين بالرغبة في خفض الهجرة. وقال ماثيو فيل مدير السياسات في اتحاد الصناعات البريطانية: «تسلط هذه الإحصاءات الأخيرة الضوء على استمرار نهج تراجع صافي الهجرة من الاتحاد الأوروبي وسط تزايد نقص المهارات على كل المستويات في المملكة المتحدة». وأظهر تحليل لسيناريوهات مختلفة للانسحاب من الاتحاد الأوروبي، نشرته الحكومة أمس الأربعاء، أن خسائر النمو الاقتصادي ستتفاقم بشكل كبير إذا وصل صافي هجرة مواطني الاتحاد إلى صفر. وأظهرت البيانات تراجعا صافيا في الهجرة من الدول الثماني في شرق أوروبا التي انضمت للتكتل في 2004، والتي انتقل مئات الآلاف من مواطنيها إلى بريطانيا خلال العقد الأخير. لكن عشرات الآلاف من المهاجرين لا يزالون يفدون من أفقر بلدين بالاتحاد الأوروبي، وهما رومانيا وبلغاريا، اللتان لم يستطع مواطنوهما العمل في بريطانيا بشكل مشروع وبلا قيود إلا منذ عام 2014.