Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر March 4, 2023
A A A
بعد “المساجلات”… الاستحقاق الرئاسي لن يكون كما قبلها
الكاتب: هيام عيد - الديار

تركت المساجلات والتراشق وحرب البيانات السياسية والحزبية التي حصلت أخيراً بصماتٍ واضحة في المشهد السياسي ودفعت نحو إعادة خلط الأوراق على الخطّ الرئاسي، فيما يكشف بعض المطلعين على بواطن الأمور، أن معركة رئاسة الجمهورية قد وُضعت على نار حامية وبشكل جدي بمعنى أن ما حصل أخيراً، من شأنه تحريك المياه الراكدة وخروج الأمور عن رتابتها، كون الرسائل السياسية والرئاسية التي حملتها جولة التصعيد السياسي، هي مؤشر واضح، حول ما لدى رئيس المجلس نبيه بري، من معطيات وأجواء جعلته يقدم على تبنّي ترشيح رئيس تيار “المرده” سليمان فرنجيه.
في هذا الإطار تشير مصادر سياسية متابعة لما جرى بأن ما بعد جولة التراشق الكلامي، لن يكون كما قبله، خصوصاً على الساحة المسيحية، كما على صعيد الإصطفافات النيابية، وبالتالي انعكاس ذلك على الإستحقاق الرئاسي. وتكشف هذه المصادر، بأن الرئيس بري، التقط إشارات دولية وإقليمية، قد تكون دفعت نحو قطع الطريق على المرشّحين الآخرين وإلزام الجميع بالتحاور والجلوس إلى طاولة واحدة واختيار مرشّح مقبول من كافة الأطراف، وإلاّ ترك اللعبة تأخذ مداها، بمعنى أنه وضع كل الأطراف دون استثناء، أمام استحقاق الحوار والتفاهم في الملف الرئاسي، ولو تحت ضغط الحملات السياسية ورفع السقوف، وهذا ما ظهر جلياً من خلال اشتعال الساحة الداخلية بموجة ردود وردود مضادة.
وبناءً عليه، وتجنباً لأي منزلقات أمنية قد تنتج عن هذا الخطاب التصعيدي والطائفي والذي خرج عن مساره في الساعات الماضية، تتحدث المصادر عن أن المجتمع الدولي، وتحديداً الدول الخمس المعنية بالشأن اللبناني قد يبادرون إلى التدخل من أجل طرح مرشّح توافقي، يجري التداول بإسمه في الكواليس السياسية والديبلوماسية، مع العلم أن ما من مؤشرات جدية حول إمكان الوصول إلى حوار وتفاهم حول هذا المرشّح الثالث، وهو ما قد يسمح بانقلاب المشهد لجهة التحول في طبيعة التحالفات، وبالتالي ترجيح خيار لملمة الوضع اللبناني من قبل القوى المحلية والخارجية، التي تقوم بجهود ومساعي للوصول إلى تسوية، وذلك قبل أن تخرج الأمور عن مسارها سياسياً.