Beirut weather 13.54 ° C
تاريخ النشر June 24, 2017
A A A
بعد العيد: ملف النفط أولاً…
الكاتب: الجمهورية

المشهد الداخلي على موعد مع صورة جديدة يفترض أن تطبع الوقائع الداخلية في مرحلة ما بعد عيد الفطر، ربطاً بالزخم الذي ولّدته “وثيقة بعبدا” وخريطة الطريق التي رسمتها في اتجاه إعادة بعثِ الحيوية في مؤسسات الدولة. وإذا كان الطاقم السياسي قد حَكم نفسه بأولوية ترسيخ الاستقرار الداخلي، والنأي بلبنان عن النار المشتعلة من حوله، فإنّ المهمّة الأساس ملقاة بالدرجة الأولى على الحكومة كما على المجلس النيابي للشروع مباشرةً في ورشة العمل الموعودة، بما يجعل فترة التمديد الجديدة للمجلس فترةَ إنتاج حقيقي ومقاربةً جدّية للملفات المتراكمة، سواء السياسية أو تلك المتصلة مباشرةً بحياة المواطنين ومصالحهم، واقتصادِهم الذي بات يتطلّب حالة طوارئ حقيقية واستثنائية توفّر له ولو الحدَّ الأدنى من أسباب الانتعاش. وكذلك أمنِهم المهدّد بالفوضى والفلتان المتنقّل من منطقة إلى أخرى، وبالإرهاب الذي يضعه في دائرة استهدافاته، ويخِلّ بأمن المنطقة ككلّ، كما فعلَ بالأمس في السعودية حيث أعلِنَ في المملكة أنّ الأمن السعودي تمكّنَ من إحباط عملية إرهابية كبيرة تستهدف الحرم المكّي.

دخلت “وثيقة بعبدا” دائرة التقييم الإيجابي، وتُعوّل الأطراف المشارِكة في إعدادها عليها كفرصة للانتقال بالبلد خارج إطار المراوحة السلبية التي حكمته طيلة الفترة الماضية، وتبقى العبرة في جدّية ترجمتها.

يأتي ذلك في وقت يتواصل فيه تَهاوي المجموعات الإرهابية وسقوطها في قبضة الأجهزة الأمنية. والبارز في هذا السياق تمكُّن مخابرات الجيش اللبناني من إلقاء القبض على إرهابي خطير في عرسال تولّى في فترة معينة تأمينَ الانتحاريين وإعداد العديد من السيارات المفخّخة.

فقد أوقفَت مديرية المخابرات قبل يومين، اللبناني محمد بدرالدين الكرنبي الملقّب بـ”أبو بدر” في عرسال، الذي كشَف خلال التحقيقات أنّه بدأ العمل مع شخص يدعى “أبو عبدالله العراقي”، وهو ضابط عراقي سابق، انتقل إلى جرود عرسال في بدايات الأزمة السورية ومكث في لبنان بعدما أنشأ مجموعة كانت تنفّذ عمليات إرهابية، وكان يؤمّن الإنتحاريين كما يؤمن لهم الطريق إلى الداخل اللبناني لتفجير أنفسهم عبر الكرنبي الذي كان سائق “فان” أجرة يعمل على الخط بين بيروت والبقاع، حيث كان يذهب إلى مطار بيروت وينقل الانتحاريين إلى عرسال، ومنها إلى سوريا مقابل بدل مادي، وقد تحوّل الكرنبي بعدما اكتشفَ حقيقة عمله، ووطّد علاقته بالإرهابيين، الى معِدٍّ للسيارات المفخخة في غالبية العمليات الإرهابية التي حصلت في الفترة الأخيرة.

ويُعتبَر الكرنبي صيداً ثميناً كونه يملك تفاصيل الفترة الأخيرة التي كانت محجوبة عن الأجهزة الأمنية، وسيكون مخزنَ معلومات مهم للقبض على باقي الإرهابيين.

الراعي
سياسياً، نوَّه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي “بالوثيقة وبكل حوار وطني من شأنه الدفع الى الافضل في حياة الوطن والمواطنين”. وأجرى الراعي، عشية سفرِه الى البرتغال والفاتيكان، اتصالاً هاتفياً برئيس الجمهورية العماد ميشال عون متمنياً انطلاقة جديدة لعجَلة الدولة ومؤسساتها.

بري
من جهته، عبّر رئيس مجلس النواب نبيه بري عن ارتياحه الى مسار لقاء بعبدا والابحاث التي تناولها. وقال امام زوّاره: “كان لقاءً جيّداً، ونأمل أن يكون مثمراً، والمهم أن يعمل الجميع في خدمة هذا البلد”. وأكّد بري مجدداً على أنّ مرحلة ما بعد عيد الفطر هي مرحلة عمل وإنتاج، إنْ على المستوى السياسي في سبيل ترسيخ الاستقرار الداخلي على كلّ المستويات، وإنْ على المستوى التشريعي، مشيراً في هذا السياق الى أنّه في صددِ الدعوة الى جلسة تشريعية قريباً (ربّما في منتصف تموز) لدرسِ وإقرار مجموعة من البنود الأساسية وفي مقدّمها سلسلة الرتب والرواتب التي هي حقّ للموظفين ولمستحقّيها.

ملفّ النفط
إلى ذلك، علمت “الجمهورية” انّ ملف النفط البحري سيكون بنداً أساسياً في مرحلة ما بعد العيد. وفي هذا السياق، علِم انّ بري سيعيد فتح هذا الموضوع خصوصاً من الجانب المتعلق بالثروة النفطية وتحقيق حق لبنان بها.
وينتظر بري ردوداً واضحة من الاميركيين حول بعض الاستفسارات التي طرِحت في السابق، وهو سيلتقي ممثلة الأمين العام للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ حول هذا الموضوع. وقد تسلّمَ رئيس المجلس أخيراً مجموعة من الوثائق والخرائط الدقيقة التي تحدّد المساحة الفعلية للبنان برّاً وكذلك المساحة البحرية وصولاً حتى المنطقة الاقتصادية الخالصة.