Beirut weather 21.41 ° C
تاريخ النشر April 21, 2021
A A A
بعد البلبلة العالمية حول “أسترازينيكا”.. ماذا كشف جاك مخباط لموقع “المرده” عنه؟
الكاتب: سعدى نعمه - موقع المرده
7067a637-7880-463c-9be7-48c7e801bf66
<
>

كان لافتاً ما أعلنه رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي عن مؤشرات إيجابية بشأن كورونا في لبنان، كما استرعى الانتباه حديث الدكتور فيليب سالم الذي بثّ الأمل معلناً ان لبنان قد ينتصر على الفيروس في أواخر شهر آب وقد نشهد انفراجاً.
قليل من فسحة الأمل “ما بتشكي من شي” في هذه الأيام العصيبة على المستويات كافة.
وفي هذا السياق، أكد رئيس دائرة الطب الداخلي في كلية “جيلبير وروز ماري شاغوري للطب في الجامعة اللبنانية – الأميركية” ورئيس مختبر “علم الجراثيم وعلوم الجزئيات في المركز الطبي للجامعة اللبنانية – الأميركية – مستشفى رزق” الاختصاصي في الأمراض الجرثومية البروفيسور جاك مخباط في حديث خاص لموقع “المرده” أن “أرقام الكورونا في لبنان تنخفض ولكن يجب التنبه الى أن عدد الفحوصات تنخفض أيضاً ولذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار نسب الفحوصات وليس الارقام، وهناك عدد كبير من الناس يمكثون في منازلهم حيث يتلقون الرعاية الطبية لذلك تضاءل حماسهم لاجراء الفحوصات، والمواطنون بدأوا يعتادون على الكورونا وباتوا يعرفون ان العائلة تأخذ العلاج نفسه في حال اصيبت بالفيروس وبالتالي لا يمكن الجزم بأن الارقام تنخفض واذا أردنا الاجابة الصحيحة على هذا السؤال وُجب اجراء دراسة “ايبيديمولوجية” اي وبائية جدية لايجاد الاجابات الكافية”.
وحول البلبلة العالمية التي أثيرت حول لقاح أسترازينيكا وهل ينصح كأخصائي في الأمراض الجرثومية بتلقيه، استطرد مخباط قائلاً: “مما لا شك فيه أن كل اللقاحات تؤدي الى تفاعلات ثانوية فلقاح أسترازينيكا مثله مثل لقاحات فايزر، سبوتنيك، سينوفارم وجونسون آند جونسون يمكن أن يحدث هذه التفاعلات، داعياً الجميع الى التحلي بالوعي للوقاية من التفاعلات الثانوية وان اختصاصيي الطب والمتابعين الطبيين يلاحقون الاشخاص الذين تلقوا اللقاح ويتابعون حالتهم لذلك لا يجب تلقي اللقاح في اي مكان بل فقط ضمن المراكز المعتمدة من قبل وزارة الصحة ولقاح أسترازينيكا لا يشكل خطراً كما يشاع”.
هل نصل قريباً في لبنان الى مناعة القطيع؟ حول هذا السؤال أجاب مخباط قائلاً: “هناك أمر ايجابي وهو ان الاصابات التي سُجلت وتقدر بـ500000 تم احصاؤها ولكن الأكيد ان العدد أكبر بكثير اي ما يقارب المليون والمليون ونصف شخص اصيبوا بفيروس كورونا وهذا يعني أن عدداً كبيراً من الناس يتمتعون بمناعة من دون “جميل” اللقاح واذا ضاعفنا عملية التلقيح فحتماً ستزيد أعداد الذين اكتسبوا المناعة ويجوز عند ذلك ان نصل بسرعة الى مناعة القطيع ولكن هذا يتطلب وقتاً”.
هل تكفي جرعة واحدة من أي لقاح لمن أصيبوا سابقاً بالوباء وتماثلوا للشفاء؟ حول ذلك قال مخباط: “نعمل بجدية في الوقت الحاضر كي نكشف ما اذا كان المصابون بكورونا سابقاً تكفيهم جرعة واحدة من اللقاح علماً أن عدداً من الدول الأوروبية بخاصة الفرنسيين أقروا الموافقة وبدأ تطبيقها في بريطانيا وهي ان الأشخاص الذين أصيبوا بكورونا خاصة خلال الأشهر الثلاثة المنصرمة تكفيهم جرعة واحدة وبعدها يتم اجراء اللقاح التذكيري بشكل متواصل عبر الأشهر والسنين ولا يمكن معرفة حالياً المدة التي يجري فيها اللقاح، والفيروسات المتغيرة التي تظهر بين الحين والآخر في بعض البلدان في العالم فاننا نشهد ظهور طفرات جينية جديدة وسلالات جديدة لذلك يجب الانتباه، ونتوقع ان تحوي اللقاحات الجديدة التي ستُطرح في الاسواق حتى الشتاء المقبل أجزاءاً من فيروسات عدة وخاصة من الطفرات الجينية الجديدة”.
في الوقت الذي اعلنت فيه شركة فايزر ان الملقحين ربما سيحتاجون الى جرعة ثالثة هناك توجه في لبنان لاطالة الفترة بين الجرعة الاولى والثانية كما هناك توجه لاعطاء جرعة واحدة فهل هذا صحي وصحيح؟ يختم مخباط بالقول: “كي نكون واقعيين هذا لم يؤثر على التوجه باطالة الفترة بين الجرعة الأولى والثانية بل ان هذا التوجه هو عالمي وبدأت تظهر الدراسات التي تشير الى أن الجرعة الأولى تستطيع ان تُكسب مناعة ما لا يقلّ عن 80% لذلك بدأ الحديث عن ضرورة اطالة الفترة بين الجرعة الأولى والثانية، مشيراً الى أن اللقاحات قيد التجارب وهي لم تحصل بعد على موافقة الوكالة الأميركية للأدوية ولم تحصل الا على موافقة طارئة وكذلك الأمر بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية التي أعطت موافقة طارئة بالتسويق، اذاً العالم لا يزال في مراحل التجارب ويتعلم عن اللقاح وكأنه دواء جديد قيد الدراسة لذا كل مدة سنشهد على تغييرات وهذا لا يعني اننا نقترف الأخطاء بل اننا نحاول تحسين الأداء واذا تبيّن ان هناك مناعة جيدة من بعد الجرعة الأولى يجري استبعاد الجرعة الثانية واقترحنا هذا الامر على وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن وقرر ارجاء الجرعة الثانية وقد لا يحتاج الاشخاص المصابون بكورونا لجرعة ثانية من اللقاح”.
وختم مخباط حديثه بالاشارة الى انه “أول من قام بالتجارب على اللقاحات هم الأميركيون ومضى على هذه التجارب ستة أشهر وتبيّن لهم أن الاشخاص الذي تم تلقيحهم منذ ستة أشهر بدأت مناعتهم تنتقص وربما يحتاجون الى جرعة ثالثة أما نحن في لبنان فبدأنا منذ شهرين تقريباً باعطاء اللقاحات ومن المبكر الحديث عن ضرورة تلقي الجرعة الثالثة”.
وأخيراً، عسى أن ينتهي هذا الكابوس الذي أصاب العالم بالشلل وقطّع أوصاله!