Beirut weather 14.1 ° C
تاريخ النشر June 21, 2023
A A A
بعد أن هتفت «هيلا هو» المعارضة تهتف باسم مرشّح جبران باسيل..
الكاتب: سارة تابت - السهم

منذ تخلي داعمي النائب ميشال معوض عن ترشيحه واحداً تلو الآخر وجلسة انتخاب تلو الأخرى، توقفت الدعوة إلى المزيد من جلسات الإنتخاب، حتى ظهر جدياً دعم رسمي للمرشح رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه للمنصب الأول في البلاد، وبات لزاماً على «الآخرين» أن ينتقوا مرشحاً يقف في وجه فرنجيه لتكون لعبة ديمقراطية «حقيقية» في التصويت وليفز من يفوز..

قد تبدو هذه قصة بريئة تروى للأطفال قبل النوم، إلا أن المعادلة في لبنان أبعد من ذلك بكثير.. بدقة رُشح فرنجيه وبدقّة تم اختيار جهاد أزعور في وجهه برعاية «باسيلية» نجح من خلالها جبران باسيل أن يجرّ المعارضة وراءه لتهتف باسم مرشحه بعد أن هتفت «هيلا هو» منذ العام ٢٠١٩.. وربما هنا تكمن قوة رئيس التيار الوطني الحر في التخطيط والتنفيذ رغم أن العارفين يبصمون أن هدفه الحقيقي ليس إلا دعم مفاوضاته مع حزب الله.

تتقاطع عدة مصادر على أن الهدف من ترشيح جهاد أزعور هو إسقاط سليمان فرنجيه، فإسقاطه مطلوب بأي ثمن ولو كان الثمن إعطاء براءة ذمة لكل السياسات المالية السابقة، وللتذكير فأزعور شغل منصب وزير المال من عام 2005 إلى 2008، في حكومة فؤاد السنيورة، الذي ارتبط اسمه بملف صرف الـ11 مليار دولار، وبسياسات مالية ضريبية تعدّ من أبرز الأسباب التي أوصلت لبنان إلى الانهيار الاقتصادي المستمر منذ أعوام.

وفرضت في عهد أزعور الضرائب غير المباشرة التي استهدفت الفئات الفقيرة وذوي الدخل المحدود، وهو ما أثار أصواتا معارضة له ولسياساته في الشارع اللبناني.. وربما لهذا وأكثر كانت القوات اللبنانية ترفض ترشيح أزعور لحين «خضعت»، لأن «عدو عدوي صديقي» و «كلو إلا سليمان فرنجيه» وهكذا بات جهاد أزعور مرشحاً باسم المعارضة والمنظومة معاً، معادلة لا يمكن أن تسمع بها او تراها تتحقق الا في «لبنانهم».

لم يكن جهاد أزعور مطروحاً على أجندة المعارضة، كان هناك اسماء أخرى منها زياد بارود وصلاح حنين، لكن المعارضة لم تجد في النهاية إلا مرشح المنظومة، نقولها دون «كفوف» لأن تبني المعارضة لمرشح السنيورة أعطى وزير المال السابق صك براءة، قد لا يكون مداناً لكنه مرشح السنيورة، الذي حمل اسمه إلى معراب، حين رد رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع «ما بدنا رئيس يفرفك بإيديه».

لكن.. لماذا اختار باسيل جهاد أزعور؟ لكي ينتقم من المعارضة ومما فعلته به خلال سنوات وإسقاط القناع عنها لتظهر على حقيقتها؟ الإجابة لم تعد رهن الأيام المقبلة لان اللبنانيين يجزمون ان المعارضة خذلتهم سلفاً بمجرد دعم ترشيح جهاد أزعور.