Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر January 21, 2020
A A A
بري: الحكومة اليوم… اذا لم تطرأ مفاجآت
الكاتب: رضوان عقيل - النهار

أدركت القوى المعنية بتأليف الحكومة خطورة المرحلة التي تمر بها جراء تأخيرها في حصول تشكيل حكومة حسان دياب بعد طول انتظار. واذا كانت مناخات التشاؤم تطبع عين التينة في الايام الاخيرة، فإن رئيس مجلس النواب نبيه بري في موقع مطمئن حيث أظهر مسحة من التفاؤل وان كان صاحب مقولة: “لا تقول فول حتى يصير في المكيول”. ويستبق بري هذه الولادة بقوله امام زواره “الحكومة غدا (اليوم) اذا لم تطرأ مفاجآت” من دون ان يفصح عن تفاصيل ما تم التوصل اليه في الغداء الذي اقامه دياب في حضور الوزير علي حسن خليل والحاج حسين الخليل والوزير السابق سليمان فرنجيه الذي لن يغادر مركب الحكومة. وهذا ما يحرص عليه بري و”حزب الله ” وبأنهما لن يدخلا الحكومة من دون “تيار المرده”. ولم تتضح ايضا مسألة أين سيرسو المقعد الدرزي الثاني.
واذ لم تكشف معالم الاتفاقات الاخيرة والسريعة فيبدو ان دياب اقتنع بعد طول مخاض من المراجعات معه برفع عدد الحكومة من 18 الى 20 ويذهب المقعدان الاضافيان من نصيب الكاثوليك والدروز. ولا يزال الحزب السوري القومي الاجتماعي مصمماً على تسمية النقيبة السابقة أمل حداد لمنح نوابه الثلاثة الثقة للحكومة ودعم دياب. ولم يتبين بعد اذا كان المقعد الدرزي الثاني من نصيب القوميين وعندها يصبحون في حل من تسمية حداد. ويقول النائب ميشال ضاهر لـ”النهار” هنا ” اذا تمت اضافة كاثوليكي ثان تكون الطائفة قد حصلت على حقها”.
ولم يعرف بعد موقف الوزير جبران باسيل من رفع الرقم الى 20. ويبقى لسان حال تياره ان الحكومة ستبصر النور. وان العقبات التي ظهرت في اليومين الاخيرين “وضعت لها الحلول المناسبة”. وان الوقائع ستبين ان “التيار الوطني الحر” لم يدخل في بازار الحصص الوزارية بل تمسك باحترام التوازنات الوطنية ووحدة المعايير. وان المعيار عنده هو ان “من يتسلمون الحقائب يجب ان يتمتعوا بالجدارة والخبرة والاختصاص وان لا يكونوا منتسبين الى أي حزب. وان التيار يقدم كل التسهيلات لمختلف الصيغ الحكومية ولا يوجد مبرر بعد الان لعدم ولادة الحكومة”.
واذا شكلت الحكومة التي يطلق عليها بري تسمية “الانقاذية” سيترتب عليها مواجهة جملة من المهمات المالية والاقتصادية الملقاة على عاتقها وسط جملة من التحديات التي تنتظرها على اكثر من مستوى. واذا تصاعدت وتيرة الشارع بعد تشكيل الحكومة ستتوضح كل النيات والاهداف.
“وعندها علينا ان نراقب” بحسب بري الذي يعتقد ان دعم الخارج للحكومة رهن ببرنامجها. ويرى ان اقلاع الحكومة في الاطر الصحيحة يساعد في طمأنة اللبنانيين الحائرين على مستقبلهم. وأدت التطورات الاخيرة في محيط البرلمان الى الاسراع في بلورة اقتراب ولادة الحكومة ولا سيما ان بري وجهات عدة توقفت بعناية عند المجموعات التي هاجمت ساحة النجمة. وان وجوهاً من الحراك ثبت كيف كانت تخطط للدخول الى البرلمان على اساس انه يشكل قلب النظام السياسي في البلد واذا تمت السيطرة عليه في الامكان تعطيل كل المؤسسات في البلد وممارسة الضغوط على رئاسة الجمهورية. وعندما وصلت معلومات الى بري ان مجموعات من الشباب كانت تنوي التوجه من الضاحية الجنوبية للاصطدام مع التي جاءت من الشمال والبقاع كان جوابه ان “القوى الامنية تقوم بواجباتها. ولا حاجة للمساندة من اي جهة وليسقط المجلس ولا تسقط نقطة دم واحدة”. على اساس ان هذا ما يريده ويخطط له اعداء البلد. “وما يهمني هو السلم الاهلي بين اللبنانيين”.
ويتوقف بري امام مشاهد الهجوم على العسكريين بالالات الحادة والقاتلة حيث تحول الامنيون في نظر المهاجمين الى “اسرائيليين”. وسط مشاهد لا تقول ان لبنانيين يقدمون على مثل هذه الافعال العدائية ضد عسكريين من ابناء وطنهم. وان كل الحديث عن مظاهر الفقر الموجودة في مختلف المناطق لا تستدعي القيام بمثل هذه الممارسات. تحت رفع شعارات”السلمية” واذا تشكلت الحكومة وصدرت مراسيمها اليوم ستتوجه غدا الاربعاء الى البرلمان ليحتل اعضاؤها مقاعد حكومة الرئيس سعد الحريري ويشاركون في جلسة مناقشة الموازنة العامة.
ورداً على سؤال ان الحريري يستعجل ولادة الحكومة على وجه السرعة؟ يرد بري “ان شاء الله”.