Beirut weather 17.99 ° C
تاريخ النشر November 23, 2018
A A A
بريطانيا تستعدّ للأحد الكبير.. رزق الله لـ”المرده”: بريكست سيفقدها “جواز السفر”
الكاتب: سعدى نعمه - موقع المرده

بعد مشاورات حثيثة ومفاوضات طويلة ذلّلت بريطانيا والاتحاد الأوروبي العقبات التي كانت تعترض اتفاق بريكست في ظل تحفظ الكثير من الدول الاوروبية على تقديم تسهيلات اضافية لبريطانيا بعد الانسحاب من الاتحاد الأوروبي وباتت لندن أمام لحظة حاسمة وتتحضر ليوم “الأحد الكبير” الذي سينقل البلاد الى المرحلة التاريخية المتمثلة في الانسحاب من الاتحاد الأوروبي قبل قمة يعقدها قادة الاتحاد الأوروبي، بعد غد (الأحد)، في بروكسل، للمصادقة على اتفاق الانفصال، و«الإعلان السياسي» المرفق الذي ينظم العلاقة المستقبلية بعد الخروج، بين لندن والتكتل الأوروبي.
وللغوص أكثر في أسباب خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي والتداعيات التي قد تترتب عن ذلك وما هي بنود اتفاق بريكست وعلام ينص، كان لموقع المرده هذا الحديث مع المحلل السياسي والأستاذ الجامعي الدكتور شارل رزق الله الذي أشار الى أن “أكثر من نصف الشعب البريطاني فضل بقاء بلاده في الإتحاد الأوروبي واتفاق بريكست أثار انتقادات لاذعة حتى داخل الغالبية المحافظة الحاكمة أما
الأسباب التي آلت إلى الانسحاب فهي: “التخلص من عبء المهاجرين واللاجئين لأن الانسحاب من الإتحاد سيتيح للدولة البريطانية إتباع نظام جديد ينظم حركة الدخول إلى البلاد، علماً أن المهاجرين هم من خارج بلدان الإتحاد الأوروبي، وعددهم الكبير يشكل عبئاً مادياً كبيراً على الدولة كذلك الخوف من هجمات إرهابية محتملة، وهذه الهجمات قد ازدادت في بعض الدول الأوروبية، فالانفصال سيوقف اتفاقية الحدود المفتوحة بين دول الإتحاد الأوروبي ويحول دون مجيء الإرهابيين إلى بريطانيا”.

وأضاف رزق الله: “بريكست سيوفر لبريطانيا فرصة التخلص من أعباء استقبال المهاجرين عبر الحدود، ويوفر الأموال اللازمة للقطاعين الصحي والتعليمي فضلاً عن السيطرة الفردية اقتصادياً مما سيؤدي إلى الازدهار وإقامة علاقات اقتصادية مع دول الإتحاد الأوروبي من دون الخضوع لقوانينه لذلك فان الانفصال عن الإتحاد الأوروبي يمكن بريطانيا من التصرف بحرية، لذلك سيكون لها القرار الكامل في ما يختص بسياستها التجارية ونظامها التشريعي”.

وأشار رزق الله الى أن “بريكست سيمكّن لندن من التخلص من سيطرة القوانين الأوروبية الاتحادية، وستصبح الكلمة الفصل للقوانين البريطانية خاصة وأن الإتحاد الأوروبي يفرض رسومات على الدول الاعضاء استناداً إلى القوة الاقتصادية لكل دولة. وهذه الرسوم تثقل كاهل الخزينة البريطانية بسبب العجز في ميزان المدفوعات”.
وعن التداعيات المترتبة عن بريكست قال رزق الله: “مع بريكست ستفقد بريطانيا “جواز السفر ” الذي يسمح لها بتحريك خدماتها المالية في دول الإتحاد الأوروبي كما أن خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي سيعفيها من أداء مساهمتها المالية فيه والتي تفوق خمسة عشرة مليون يورو اضافة الى انخفاض متوقع لليورو، مما سينعكس سلباً على القدرة الشرائية للمواطن البريطاني كما انه في استطاعة بريطانيا تقديم الدعم لقطاعاتها الاقتصادية من دون موافقة بروكسيل”، مشيراً الى “فقدان شركات الطيران البريطانية حرية العمل وفقدان الاتفاقيات التجارية الحرة وربما خسارة لندن مركزها المالي المهم الذي حافظت عليه من خلال عضويتها في الإتحاد الأوروبي وتفكيك المملكة المتحدة، لأن اسكتلندا تفضل أن تكون جزءاً من الإتحاد الأوروبي وايرلندا تحاول أن تتوحد”.

وعن بنود الإتفاق بريكست وأهدافه فنّد رزق الله قائلاً: ”
يهدف الإتفاق إلى ضمان انسحاب بريطانيا من الإتحاد الأوروبي بشكل مدروس ومنظم في آذار من العام 2019 كما يهدف الإتفاق إلى تجنب الانفصال بين إيرلندا العضوة في الإتحاد الأوروبي ومقاطعة إيرلندا الشمالية، وحماية حقوق المواطن وإنشاء منطقة جمركية موحدة بين الإتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة لتبديد مخاوف بريطانيا إزاء انسحاب إيرلندا، مما يسهل وصول البضائع البريطانية من دون رسوم إلى باقي دول الإتحاد الأوروبي والمحافظة على اقتصاد إيرلندا الشمالية والمحافظة على جميع حقوق مواطني دول الإتحاد الأوروبي، وكذلك حقوق البريطانيين المقيمين في دول الإتحاد الأوروبي كما والتعاون على مكافحة التهريب والتزوير وتبييض الأموال”.