Beirut weather 12.41 ° C
تاريخ النشر April 24, 2017
A A A
بركات جبور… ضرير يمثل دور الضرير فيسرق قلوب المشاهدين واعجابهم
الكاتب: حسنا سعادة - موقع المرده

بركات جبور ابن بلدة كفرصغاب في قضاء زغرتا اسم لمع في عالم الفن من بابه الواسع فهو اليوم بطل فيلم سينمائي سرق الاضواء في كان ودبي وبلجيكا وقريباً في لبنان.

قد تكون الصدفة هي التي دفعت المخرج الارمني “فاتشي بولغورجيان” الى اختيار جبور لبطولة فيلمه “ربيع” او ” Tramontane” بالارمني الى جانب الممثلة البارعة جوليا قصار والممثل توفيق بركات)، الا ان الاكيد ان المثابرة والعزيمة القوية والقدرة على تخطي الصعاب هم من اوصل ابن ال 25 سنة الى النجومية.

ضرير من الولادة الا ان تصنيفه بين ذوي الاحتياجات الخاصة لم يشكل ابداً عائقاً في طريق رسم مخطط حياته الذي انطلق من المدرسة اللبنانية للضرير والاصم حيث درس لغة بريل ومنها الى ثانوية الاشرفية في في دمج مع رفاقه الاصحاء متفوقاً ومتخطياً كل الحواجز وصولاً الى جامعة الانطونية حيث درس “الميزيكولوجي “، ومن هناك الى العودة الى المدرسة حيث يعلّم الموسيقى بالاضافة الى كونه العازف الاشهر في امسيات الكثيرين من محبي الموسيقى في العديد من البلدان التي يقصدها عازفا منفردا او مع فرقة موسيقية ليطل علينا مؤخراً بفيلم ” ربيع” حيث سيكون المحور والحدث خلال الايام المقبلة اذ سينطلق عرض الفيلم في الرابع من ايار المقبل في الصالات اللبنانية بعد ان حاز جوائز عدة منها جائزة افضل فيلم للجمهور السكة الذهبية في اسبوع النقاد في كان، وجائزة افضل ممثلة لجوليا قصار لدورها في الفيلم الى جائزة افضل فيلم طويل في مهرجان مصر لذوي الاحتياجات الخاصة وافضل جائزة لفنان موسيقي.

يقول بركات في حديث الى موقع “المرده” انه فور تلقيه عرض التمثيل وافق بحماسة واندفاع “لانني اردت ايصال رسالة للمجتمع والناس وكل من يعتبر ان في الاعاقة عاقة، ان من لديه احتياجات خاصة مثله مثل الاصحاء بامكانه تقديم افضل ما لديه وبامكانه النجاح وتحقيق احلامه بمعزل عن النظرة التي لا يزال البعض يرمقه بها، وان الانسان الذي يملك الطموح سواء كان صحيحاً صحياً او من ذوي الاحتياجات الخاصة لن يقف احد في طريقه، وهو لا يحتاج الى الشفقة ابداً بل الى المعاملة من الند للند”، مضيفا ان الصدفة لعبت دورها في اختياره حيث كان مع جوقة المدرسة في قداس في دير الصليب حيث تعرف اليه المخرج ” فاتشي بولغورجيان” عبر الراهبة في الدير ومديرة المدرسة اللبنانية للضرير والاصم وكان قرار بالتعاون معه لايصال رسالة من خلال الفيلم الى المجتمع بشكل عام.

يقول بركات ان التشجيع الاكبر للتميز في حياته كان من اهله الذين زادوا من ثقته بنفسه ، ومن الاقارب والمدرسة التي من على مقاعدها تشبث بطموحه وآماله متخطياً كل الصعوبات ومتمسكاً بايمانه بربه وبالسيدة العذراء التي ما تركته يوماً على ما يقول لان العمى عمى القلوب وليس عمى النظر، معتبراً انه بالارادة والمثابرة يمكن صنع الكثير من الامور.

“الفن احساس وشعور، وان خرجت الامور من القلب تجد صداها بين القلوب” يؤكد جبور مشيرا الى انه لم يتهيب فكرة التمثيل لانه بالاساس يتكل على مشاعره واحاسيسه ، كاشفاً انه احب كثيراً الرسالة التي يتوخى الفيلم ايصالها الى المشاهدين، معتبراً ان الفيلم تمكن من تصوير الضرير بانه انسان متكامل بامكانه العيش والبحث والتفتيش والتنقل من مكان الى اخر دون عقد او تعقيدات، موضحاً ان النص يتناول موضوع البحث عن الجذور لمغن شاب علم بصورة مفاجئة انه لا يملك اوراقاً ثبوتية وان امه ليست امه البيولوجية بل انه طفل بالتبني ما دفعه الى التفتيش عن اصله واهله وهويته الضائعة حيث يدرك العديد من الامور في رحلة البحث هذه انطلاقاً من معارف خاله (توفيق بركات الذي هو خاله في الحياة ايضاً) الذي حمله الى والدته (جوليا قصار) حيث يلتقي في نهاية المطاف رجلاً وامرأة فقدا ولدهما لينتهي الفيلم تاركاً الحرية للمشاهد كي يستنتج اهما اهله ام لا؟

يبقى انه من خلال احساسه المرهف تمكن بركات جبور من سرقة قلوب كل من عرفه وسيسرق ايضاً اعجاب وتصفيق كل من سيشاهد فيلم ” ربيع ” خلال الايام القليلة المقبلة.

<
>