Beirut weather ° C
تاريخ النشر August 21, 2017
A A A
برشلونة نجت من «11 ايلول إسباني»
الكاتب: وكالات

كشفت التحقيقات في الهجومين اللذين وقعا في برشلونة الخميس الماضي، أن الخلية المنفذة التي تم تفكيكها خططت لهجمات أوسع وأكبر، ربما تكون شبيهة بحجمها وتداعياتها ومفاعيلها هجمات 11 ايلول 2001 في الولايات المتحدة.

وأظهرت التحقيقات، التي نشرتها وسائل إعلام إسبانية أمس، أن الشاحنة الصغيرة «الفان» التي دهس سائقها مارة وجالسين في جادة لاس رامبلاس في قلب برشلونة ما أدى إلى سقوط 14 قتيلاً ونحو 130 جريحاً، لم يتم استئجارها للدهس، بل لملئها بمتفجرات معروفة بـ«أم الشيطان» وتدمير كاتدرائية ساغرادا فاميليا (العائلة المقدسة) في برشلونة، التي تعد من الأضخم في أوروبا وإحدى أهم وأشهر كنائس العالم، ومصنّفة من بين أهم 12 كنزاً تاريخياً وتراثياً في إسبانيا، إلا أن طارئا لم يكن على بال الإرهابيين غيّر خطتهم، فاستخدموا «الفان» للدهس بدل تدمير الكنيسة.

هذا ما اكتشفه محققون إسبان بحثوا في أنقاض منزل، استأجره عناصر «خلية برشلونة» منذ عام، وكان قبل أن يدمره انفجار طارئ، مقر الإرهابيين في بلدة ألكانار في إقليم كاتالونيا البعيدة نحو 158 كيلومتراً عن برشلونة، وهناك جمعوا 106 أسطوانات غاز ووقوداً وعبوات تفجيرية.

انفجار بسبب خطأ بربط العبوات حال دون وقوع مجزرة
وحسب الصحف الإسبانية، استناداً إلى معلومات مقربين من التحقيق، فإن انفجاراً هائلاً، ربما سببه خطأ بربط العبوات، وقع ليل الأربعاء الماضي ودمر معظم البيت، وقتل شخصاً وجرح 16 آخرين، ثم اكتشفوا قتيلاً آخر، أجروا فحصاً سريعا لحمضه النووي.

الإرهابيون غيّروا خطتهم من التفجير إلى الدهس
بسرعة، غيّرت الخلية خطتها في اجتماع طارئ لعناصرها، قبل اكتشاف أمرها، فكان الدهس في اليوم التالي بجادة لاس رامبلاس السياحية والتجارية وسط برشلونة، بديلاً عن تفجير سيارة مفخخة بالشارع، وعن تفخيخ ثانية تنفجر في ميناء المدينة، وثالثة تدمر كاتدرائية «العائلة المقدسة» في حي يحمل اسمها بالمدينة، فنجت عاصمة كاتالونيا وسكانها من 3 كوارث وجدانية الطراز الرمزي الروحي، ودموية بامتياز إرهابي تقتل أكبر عدد من الأبرياء، وأخرى تنال من هدف اقتصادي، في عملية ثلاثية تشبه هجمات 11 ايلول 2001 بواشنطن ونيويورك.

الخلية خططت لـ 3 تفجيرات ضخمة أخطرها كان يستهدف كاتدرائية تاريخية
لو نجحت الخطة وتم تدمير الكاتدرائية، كما حدث لبرج التجارة الدولي بنيويورك، لتلته تداعيات متنوعة الإساءة على كل صعيد، لأنها رمز ديني كبير وأهم معلم ومزار في إسبانيا، ودائما هي مكتظة بالسياح، إذ زارها منهم في العام الماضي نحو 4 ملايين و500 ألف.

وتركز التحقيقات الآن على القتيل الثاني الذي وجدت جثته بين أنقاض منزل ألكانار، ويرجح أنه إمام مغربي سابق لمسجد مدينة ريبول الصغيرة على سفح جبال البيرينيه في شمال كاتالونيا حيث أقام بعض عناصر الخلية، وهو عبد الباقي السعدي، المختفي عن الأنظار منذ 3 أشهر، والموصوف بـ«الدماغ المتسبب بتطرف الباقين» ممن قتل منهم 7 حتى الآن (مع القتيلين بانفجار البيت) واعتقال 4 آخرين. أما إذا لم يكن هو، فتكون الخلية من 13 بدل 12 عنصراً، أحدهم فار مثله ويطاردونه بكل أوروبا، اسمه يونس أبو يعقوب، وهو مغربي عمره 22 سنة، ويعتقدون أنه عبر الحدود واختفى في فرنسا.

وتأكيداً لهذه المعلومات، أعلنت شرطة كاتالونيا، أمس، أن الخلية خططت «لتفجير أو اكثر» في برشلونة عبر 120 جرة غاز عثر عليها في منزل ألكانار، مشيرة إلى أنها غير متأكدة ما إذا كان المشتبه به الفار لا يزال في اسبانيا، بيد أنها شددت على أن الخلية تم تفكيكها (وهو ما أكدته أول من أمس أيضاً) ولم تعد قادرة على إلحاق الأذى.

ومع استمرار الحداد، شارك أهالي برشلونة، أمس، في قداس بكاتدرائية «العائلة المقدسة» تكريماً للضحايا، بحضور العاهل الاسباني الملك فيليبي السادس ورئيس الحكومة ماريانو راخوي والرئيس الاستقلالي لكاتالونيا كارل بينغديمونت.

طفل بريطاني – أسترالي من بين القتلى الـ 14
وتأكد أمس أن من بين القتلى الـ14 في حادث الدهس بجادة لاس رمبلاس في برشلونة، طفل بريطاني – أسترالي يدعى جوليان كادمان عمره سبعة أعوام، كان جده أبلغ عن فقدانه.
وكان الطفل يقضي إجازة بصحبة والدته لحضور حفل زفاف، إلا أنه انفصل عن والدته التي عثر عليها في المستشفى في حالة خطرة ولكن مستقرة.
****

كاتدرائية العائلة المقدسة في برشلونة التي خططت الخلية الإرهابية لتفجيرها (ا ف ب)