يتواصل في سوق الانتقالات الشتوية الحالية مسلسل بذخ الأندية الكبرى في ضم النجوم، كما حصل مع فيليبي كوتينيو وفيرجيل فان دايك، ويبدو أنه سيستمر مع صفقات أخرى متوقّعة باتت تفسد مفهوم الكرة.

“لماذا يريد 220 مليون يورو لا 600 مليون؟ لا أفهم أسعار اللاعبين. كل شيء في أيدي الذين يملكون المال الأكثر”. هذه الجملة، أو الصرخة، أطلقها الحارس “الأسطوري” لإيطاليا ويوفنتوس جيانلويجي بوفون تعليقاً على انتقال البرازيلي نيمار إلى باريس سان جيرمان الفرنسي في الصيف الماضي.

ما قاله بوفون يبدو معبّراً من لاعب مخضرم يبلغ 40 عاماً وعاصر جيلين من اللاعبين، اختلفت فيهما المعايير بين الأول والثاني الآن حيث بات كل شيء يُقاس بالمال ومن يدفع أكثر.

ما يحصل حالياً أو بالأصح منذ انتقال الويلزي غاريث بايل إلى ريال مدريد قبل ثلاثة أعوام مقابل 100 مليون يورو بات جنونياً وغير مفهوم إطلاقاً، إذ إن 5 صفقات تخطت مبلغ 100 مليون يورو حيث إن الفرنسي بول بوغبا انتقل إلى مانشستر يونايتد الإنكليزي مقابل 120 مليون يورو، ومواطنه عثمان ديمبيلي إلى برشلونة الإسباني مقابل 145 مليون يورو، وكيليان مبابي إلى باريس سان جيرمان الفرنسي مقابل 180 مليون يورو، بالإضافة إلى نيمار، ثم جاء الدور على البرازيلي الآخر فيليبي كوتينيو الآن لينتقل إلى “البرسا” بمبلغ 160 مليون يورو، إذ لم يتوانَ حتى زميله الجديد الكرواتي إيفان راكيتيتش عن القول لصحيفة “ماركا” إن “سعره مرتفع قليلاً”.

وهنا فقد اختارت صحيفة “ذا صن” الإنكليزية أول من أمس التشكيلة المثالية لأغلى اللاعبين في العالم، واللافت أن سعر لاعبيها مجتمعين يبلغ أكثر من مليار يورو!

هكذا، فإن مسلسل الإنفاق الجنوني تواصل في الانتقالات الشتوية الحالية مع كوتينيو، بالاضافة إلى الهولندي فيرجيل فان دايك الذي انضم إلى ليفربول من ساوثمبتون مقابل 85 مليون يورو، ويبدو أن المقبل يعد بالمزيد، إذ لم يتوانَ توتنهام الإنكليزي أول من أمس عن تحديد سعر نجمه المتألق هاري كاين بـ 340 مليون يورو، بحسب صحيفة “ذا صنداي ميرور” الإنكليزية.

* مسلسل الإنفاق الجنوني تواصل في الانتقالات الشتوية الحالية

نعم هذا هو المبلغ الذي يطلبه “السبرز” من أجل أن يوافق على انتقال هدافه إلى ريال مدريد. هكذا أمام جنون الأسعار والتوقّع بأن لا يقف الريال مكتوف الأيدي ويدلي بدلوه في الصيف المقبل، فإن توتنهام لم يجد مانعاً في طلب هذا المبلغ الفلكي وهو ربما قد يحصل على مبتغاه، إذ لا شيء بات مستحيلاً في هذه الأيام، وكيف إذا تعلّق الأمر بالريال الذي يقف متفرجاً أمام غريمه وباقي الفرق الأوروبية الكبرى التي تنفق من دون هوادة.

أضف إلى كاين، فإن الأنظار تتّجه إلى الفرنسي أنطوان غريزمان لاعب أتلتيكو مدريد الذي من المتوقّع أن يكون من الصفقات الضخمة في الصيف المقبل، سواء كان سيتّجه إلى مانشستر يونايتد أو برشلونة، إذ خلال تقديم كوتينيو في ملعب “كامب نو”، كانت صحيفة “ذا صن” تورد أن غريزمان طلب راتباً أسبوعياً يبلغ 451 ألف يورو ليوافق على الانتقال إلى ملعب “أولد ترافورد”. أما أمس، فإن إذاعة “كادينا سير” الإسبانية ذكرت أن “البرسا” يريد أن يكون اللاعب الفرنسي صفقته الجديدة في الصيف المقبل، حيث لن يتأخر عن دفع قيمة فسخ عقده مع “الروخيبلانكوس” والبالغة 100 مليون يورو مع راتب سنوي يبلغ 15 مليون يورو.

الجانب السيئ الآخر في هذا البذخ هو أن الأندية باتت مستعدة لوضع أرقام فلكية في البند الجزائي لفسخ عقود لاعبيها، كما حصل مع برشلونة وكوتينيو بمبلغ 400 مليون يورو، وذلك إما لإبعاد الراغبين في ضمهم أو لزيادة قيمة انتقالهم إذا كانت موافِقة على بيعهم.

مؤسف بالفعل أن يصبح عنصر المال هو الطاغي في انتقالات اللاعبين وفي عالم الكرة ككل، هذه اللعبة التي ترسّخت في الذاكرة بأنها لعبة الفقراء وحفاة الأقدام في الأزقة والحارات.
*

من المتوقّع أن يكون غريزمان الصفقة الضخمة المقبلة ليونايتد أو برشلونة