Beirut weather 25.41 ° C
تاريخ النشر September 9, 2024
A A A
بالونات بيضاء في إهدن.. وشهادات تُدمي القلوب!
الكاتب: حسناء سعادة
1048951 1048951 1048951 1048951 1048951 1048951 1048951 1048951 1048951 1048951 1048951 1048951
<
>

كتبت حسناء سعادة في “سفير الشمال”

مع ساعات الفجر الاولى، وتحديدا عند الخامسة، وعلى ضوء الشموع سار عشرات المواطنين على طريق نبع مار سركيس لمناسبة اليوم العالمي للانتحار بدعوة من جمعية “Embrace” التي تعنى بالتوعية عن الصحة النفسية في لبنان وبالتعاون مع جمعية “من قلب إيف” والأخصائية النفسية وردة بوضاهر.

تم اختيار بلدة اهدن لتنظيم المسيرة السنوية لذكرى الأشخاص الذين فقدوا حياتهم بالانتحار تحت عنوان “مع طلوع الفجر” (Into the Dawn) كون المنطقة شهدت نسبة انتحار عالية ومن اجل التعاون من أجل توفير بيئة حاضنة لأهالي الأشخاص الذين فقدوا حياتهم بفعل الإنتحار، أو الأشخاص الذين قد أقدموا على محاولة الإنتحار ونجوا منها.

لم يعد الحديث عن الانتحار “تابو” فالاهتمام بالصحة النفسية اصبح وعياً وطلب المساعدة لتخطي الامراض النفسية بات في متناول الجميع عبر الخط الساخن ١٥٦٤ او عبر الاخصائيين النفسيين.

نشاط اهدن كان مؤثراً وكانت الدموع تذرف من العيون مع كل كلمة قيلت سواء من قبل ميا عطوي من جمعية “امبرس” او من قبل ديانا فرنجيه دويهي من جمعية من “قلب ايف” او ممن حاولوا الانتحار ونجوا او ممن فقدوا احبة في لحظة ضعف.

صحيح ان الجمرة لا تحرق الا محلها كما قالت ديانا الام الثكلى، ولكن بالوقوف الى جانب المحتاجين الى دعم نفسي قد نحدث فرقاً.

اما مايا فكشفت انه كل يومين هناك حالة انتحار في لبنان والتطرق الى هذا الموضوع صعب جداً لكنه لم يعد محرم، متمنية الوصول الى صفر انتحار في لبنان، فيما وردة سبقت كلماتها الدموع متأثرة بالعدد الكبير للمشاركين متمنية الا يعيش احد حالة الوجع الكبير بفقدان احبة.

ملكة جمال لبنان ندى كوسا كانت من المشاركين والمشاركات في هذا النشاط الهادف والقت كلمة لفتت فيها الى اهمية التوعية والوقوف الى جانب الاشخاص الذين يعانون من اليأس والعزلة والتغيير المفاجىء بتصرفاتهم.

ايمن بعد ان كاد يخسر حياته، اعطى شهادة عما عاناه وكيف تعالج وخرج من النفق المظلم.

باميلا التي خسرت خطيبها ربيع ابكت الجميع وعكست حقيقة الوجع على احبة رحلوا من دون ان يعوا ماذا فعلوا باحبائهم واهلهم وناسهم.

رنا الام التي عانت تحدثت ايضا عن تجربة شخصية لم تصل الى الانتحار ولكن تركت اثرا كبيرا على اولادها الذين احتاجوا لعلاج نفسي.

هناك ايضا من خسر شقيقه او شقيقته، رفيقه او احد اقربائه كلهم جاءوا من اماكن مختلفة للمشاركة ومنهم من يشارك سنوياً على امل ان يعم الوعي باهمية العلاج النفسي الذي يوازي العلاج الجسدي لانه كما الجسد يتألم العقل ايضاً يتعرض لامراض تحتاج لمعالجة.

النشاط اختتم باطلاق البالونات البيضاء في سماء اهدن وعلى كل منها عبارة او كلمة كتبها معظم المشاركين وفيها امل وتمنيات والكثير من الحب والاحتضان.

بالصوت العالي كان الحديث عند نبع اهدن عن الانتحار مرض العصر المعدي جداً حسب ما توصل اليه الاخصائيون النفسيون والذي حصد خلال الاشهر القليلة الماضية عشر ضحايا في المنطقة ما استدعى إحياء النشاط فيها لكسر الصمت والتأكيد ان هناك من هو مستعد للوقوف الى جانبك اذا شعرت ان حياتك لا قيمة لها لان الحقيقة ان الحياة تستحق ان نعيشها بافراحها واتراحها وما من شدة الا وتزول.