Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر March 22, 2017
A A A
بالفيديو: …اسباب أخرى جوهرية لمنع الالكترونيات على الطائرات؟
الكاتب: العربية

بسبب كمبيوتر “مفخخ” انفجرت عبوته داخل طائرة صومالية قبل عام، حظرت بريطانيا والولايات المتحدة حمل أجهزة كمبيوتر محمولة ولوحية على متن طائرات قادمة إلى مطاراتها من لبنان والأردن ومصر وتونس والسعودية وتركيا، فيما شمل الحظر الأميركي المماثل 8 شركات طيران عربية وواحدة تركية من أن تصل طائراتها إلى أراضيها إذا كان أحد ركابها يحمل كمبيوتر أو أي جهاز إلكتروني يزيد طوله عن 16 وعرضه عن 9.3 سنتيمتر، أو سمكه عن 1.5 سنتيمتر، فما الذي حدث للطائرة الصومالية قبل عامين؟
كانت Airbus 321 تابعة للخطوط التركية وستقلع صباح 2 شباط 2016 في رحلة عادية من العاصمة الصومالية مقديشو إلى جيبوتي، لكنها أجلت رحلتها بسبب الأحوال الجوية السيئة، إلا أن 70 من أصل 74 من ركابها، انتقلوا بتذاكرهم نفسها إلى طائرة تابعة لشركة Daallo الصومالية وأقلعت باليوم نفسه إلى جيبوتي، وأثناء تحليقها وقع فيها انفجار، اتضح من التحقيقات أن انتحارياً نفذه بعبوة كانت في كمبيوتر محمول معه، وأحدث فجوة قطرها متر واحد تقريباً في كابينة الركاب، واضطرها للعودة إلى مطار “عدى” الدولي بمقديشو.
قذف خارجاً في الجو، قتيلاً وحده بين الركاب
الانفجار الذي كان يستهدف الطائرة التركية وركابها بالأساس، أحدث ضغطاً في الصومالية، اقتلع الانتحاري من مقعده و”شفطه” من مكانه في الطائرة وقذفه في الجو خارجها عبر الفجوة التي أحدثها، على حد ما ورد في أرشيف التفجير الذي انتهى بمصير دموي نادر لحق بالانتحاري الخمسيني العمر، فقد احترق بفعله وقُذف خارجاً في الجو، قتيلاً وحده بين الركاب.
بعد 5 أيام من التفجير، أفرجت “الوكالة الصومالية للاستخبارات والأمن” عن فيديو، صورت لقطاته كاميرات مراقبة في مطار مقديشو، وفيه ظهر الانتحاري يدس في الكمبيوتر المحمول عبوة تسلمها من موظفين بالمطار، تم اعتقالهما مع 13 آخرين فيما بعد نقلاً عن محطة Sntv التلفزيونية بالصومال، وقد ارتدى أحدهما سترة واقية حمراء.
اعتباره أول تفجير كمبيوتر “مفخخ” في طائرة
كما هناك فيديو آخر، ليس من ضمن ما أفرجت عنه الاستخبارات الصومالية، بل هو مشهد من داخل الطائرة قام بتصوير لقطاته Awale Kullane نائب سفير الصومال بالأمم المتحدة، وكان من بين الركاب، وفيه نرى المقعد الذي كان جالساً عليه الانتحاري، والفجوة التي قذف منها بعدما “شفطه” إليها انهيار الضغط داخل الطائرة.
تقارير أميركية ذكرت في ذلك الوقت، أن السلطات الصومالية اعتقلت 15 حقق معهم جهاز مكافحة الإرهاب المحلي، بالتعاون مع فريق من FBI الأميركي، وصل بعد 5 أيام من التفجير، ووجد أن لبعضهم صلة بالحادث، وتولى عدد منهم التخطيط له وتنفيذه “وهم شبكة من “حركة الشباب المجاهدين” بالصومال”، وفقاً لما نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عما يمكن اعتباره أول تفجير كمبيوتر “مفخخ” في طائرة وهي محلقة بالجو، وهو ما نرى تفاصيل الإعداد له في الفيديو داخل المطار الصومالي.
وعلى بعد 30 كيلومتراً وجدوه جثة ممزقة
أما في الفيديو الرئيسي، فنرى إلى اليمين اثنين من العاملين بالمطار، أحدهما قام بإدخال “اللابتوب” المفخخ وتوصيله إلى زميله الآخر، وبدوره سلمه الزميل للانتحاري البادي في الفيديو أيضاً. وبسبب خطأ ما في الإعداد أو طريقة الدس في “اللابتوب” انفجرت القنبلة حين كانت الطائرة بعد 15 دقيقة من الإقلاع على ارتفاع بين 12 و14 ألف قدم، ولو وقع الانفجار وهي على ارتفاع 30 أو 33 ألف قدم، لكان مصيرها الانفجار بكاملها في الجو، وتساقط جثث ركابها من ذلك الارتفاع قتلى إلى الأرض.
وكشفت التحقيقات أن الصومالي الانتحاري هو عبدالهادي عبدالسلام، القتيل بعمر 55 سنة، بعدما امتصه انهيار الضغط داخل الطائرة وسحبه قاذفاً به إلى خارجها في الجو وهو مشتعل بنار التفجير، وفي منطقة يسمونها “بلد” البعيدة 30 كيلومتراً عن المطار، وجدوا جثته ممزقة الأشلاء. أما الطيار، وهو صربي عمره 64 واسمه فلاديمير فودوبيفك، فشرح بعد الحادث بيوم، لصحيفة Blic، الصادرة في بلغراد، وقال إن الانفجار كان بفعلة قنبلة “فقدنا معها الضغط في قمرة القيادة أيضاً، لكني عدت ومساعدي بالطائرة والحمد لله”، وفق تعبيره للصحيفة التي انفردت بنشر صورته.