<

►

>

لا تُعدّ ولا تُحصى الألقاب التي أُطلقت على قامة زغرتاوية أصيلة من بينها “أبو الأرشيف الزغرتاوي”، “حارس الذاكرة”، “رفيق المراحل الصعبة”، “الذاكرة التي لا تشيخ”…
فايماناً منها بأن الكبار يستحقون كل تقدير، كرمت أسرة منتدى ريشة عطر السيد أنطوان بو عبود في منزله في زغرتا علّها تردّ بعضاً من الوفاء له، وذلك بحضور عدد من قدامى اذاعة لبنان الحر الموحد “اذاعة اهدن”، البيت الزغرتاوي، عائلة المحتفى به الى باقة من أهل الاعلام والقلم والثقافة والأدب.
بداية ألقى الاعلامي روبير فرنجيه كلمة شدد فيها على أننا “نكرم اليوم علماً من اعلام اذاعة اهدن وكما نعلم أن الوفاء اليوم بات عملة نادرة وكثير من الناس تتمرد على ذاكرتها وصفحة “صوت اهدن والقضاء” تنثر الورد في طريق أناس تعبوا”.
ولفت الى أن “بو عبود عاصر ورافق كل الاجيال وكان من أوائل مؤسسي اذاعة اهدن، مشيراً الى أن الأخير يمثل مسيرة طويلة ومضيئة والحمد لله ان هناك اشخاصاً لا زالوا يشهدون للحق ومنهم منتدى ريشة عطر”.
وكانت كلمة لرئيس منتدى ريشة عطر الشاعر أسعد المكاري قال فيها: “لمستُ في هذا اللقاء كمّاً من المحبة في زمن ندُر فيه اجتماع الاخوة في البيت الواحد وبو عبود لم يفرّق أحداً عن الآخر في زغرتا ونحن بحاجة ان نحفظ الذاكرة الزغرتاوية كما سعى هو الى حفظها كي نعود الى قديمنا ونتطلع الى مستقبلنا، وأخبرني صديق لي ان بو عبود حينما كان يريد ان “ينام فانه يفعل ذلك وهو واقف” دلالة على مدى حرصه كي نرتاح نحن في أيام حرب السنتين”.
واضاف المكاري: “لقد صاغ بو عبود ذاكرتنا الجماعية في أرشيف ثمين لا ننتبه اليه في كثير من الأحيان وأقولها انه “أرشيف ذاتنا”، موضحاً ان بو عبود حمل قضية زغرتا بفكره وانتمائه وريشة عطر مكرَّمة اليوم بوجوده”.
وقدم رفاق الدرب شهادات عن علاقتهم بالمكرَّم من بينهم الاعلامية منتورة اسكندر حيث اعتبرت ان تكريم بو عبود هو تكريم كل شخص في الاذاعة وتكريم مسيرة سياسية زغرتاوية ووطنية مسيرة دفاع عن كل واحد منا ولو أردنا اختصار مسيرته فهو يتمتع بمواهب جمّة اذ انه رجل المهمات الصعبة وهو الجندي الحاضر دوماً وحافظ الذاكرة وهو الرجل “النخي والوفي” نرى في شخصه الصديق والأب وانه لمستحقّ هذا التكريم”.
وقال الأديب محسن يمين في شهادته: “كلما تكرّم رفيق من رفاقنا نقول ان وردة الوفاء لم يصِبها اليباس بعد، فاليوم جاء دور صديق بعد عمر من التعب والكدّ في مجالات الطباعة والنشر والارشيف وحامل الوردة منتدى ريشة عطر، لافتاً الى أن تكريم أنطوان هو تكريم النخوة في زغرتا والكل أجمعوا على عطائه كي تبقى الذاكرة الورقية والمسموعة والمرئية مُصانة لدينا وخطواتنا محفوظة وعندما اغلقت الاذاعة والتلفزيون جعلت من الارشيف بيتك الثاني هذا البيت المؤتمن على شطر عزيز من اعمارنا وعلى محطة اساسية من محطات كرامة هذه المنطقة التي ما زالت تؤدي دورها على المستوى الوطني، عديدة كانت المهمات الموكلة اليك لكن هناك مهمة أودّ أن أذكرها ألا وهي توقيعك لاعمال كاريكاتورية التي كان الفنان الراحل شربل النعيمي يزيّن فيها صفحات الوكالة ويخاف ان يوقعها”.
وأثنت عضو البيت الزغرتاوي المحامية ماري تيريز القوال فنيانوس على همّة بو عبود المستمرة في حفظ أرشيف زغرتا ونأمل ان نزورك يوماً كي تطلعنا على عملك المميز وشكرت منتدى ريشة عطر على هذه اللفتة التي تدخل القلب وتؤثر فينا آملة ان نستمر في تكريم كبارنا ونقدر اعمالهم.
كما لفت عضو منتدى ريشة عطر الاديب طوني سابا في كلمته الى ان “بو عبود حافظ ذاكرة زغرتا اهدن وهو الذاكرة التي لا تنطفئ وسليمان بك يقول جملة عن المكرم وهي “وعيت وابو عبود ببيتنا وبعدني على قيد الحياة وابو عبود ببيتنا”.
واضاف سابا: “بو عبود يمتلك مخطوطات لبطل لبنان يوسف بك كرم طبعها عام 1983 على أوراق مكدسة”.
بدوره قال الشاعر قبلان المصري: “دائماً كان يقول لنا بو عبود لا شيء يُفقد واذا أردت شيئاً تجده عندي لذا نحن دائماً بين يديه”.
ولأن للعائلة مكانة خاصة في قلب بو عبود ألقت حفيدته سالي زخيا الدويهي كلمة رأت فيها انه “مهما تأخر يوم عرفان الجميل فانه سيأتي، اليوم يوم تكريمك الذي تستحقه ولطالما انتظرته، الى صاحب التميز الى المنظم والدقيق الى الشغوف في عالم الاعلام والارشيف والقراءة الى محب اهدن وتاريخها الى جدي حافظ الذاكرة الزغرتاوية انك تستحق كل كلمة شكر قيلت لك وان امثالك يصنعون ذاكرة الوطن”.
وشدد الباحث روي العريجي على أن “المحتفى به يستأهل الوفاء وعملت معه عندما بدأت بأول كتاب لي عن الرئيس سليمان فرنجيه في العام 2010 وكل ما يحكى عنه فهو قليل وينظّم ارشيفه بطريقة دقيقة”.
ختامها مسك مع المكرم الذي قال انه “لو كانت الجدران قادرة ان تتكلم لشكرت كل شخص حاضر في هذه المناسبة ومنتدى ريشة عطر بشخص رئيسها الشاعر اسعد المكاري والاعلامي روبير فرنجيه والاديب محسن يمين، لافتاً الى أن كل خطوة قام بها كانت نابعة من قناعته لتأدية الواجب تجاه زغرتا ودورها على مستوى الوطن وتجاه القيادة الحكيمة والشجاعة التي أدين لها بالاخلاص على مدى حياتي والمتمثلة برئيس تيار المرده سليمان فرنجيه والنائب طوني فرنجيه “، وكما جرت العادة في مناسبات التكريم قدمت سيدات منتدى ريشة عطر درعاً تقديرياً لبو عبود مع باقة من الزهور والتُقطت الصور التذكارية هذا وبدت علامات التأثر على وجوه عائلته ورفاقه الذين استذكروا في دردشاتهم أجمل لحظات الزمن الجميل كما جرى توزيع كتيّب عن المكرم اعدّه الزميل روبير فرنجيه يحوي صوراً قديمة له مع زملاء قالوا عنه اجمل الكلمات.

الصور بعدسة بدوي كرم