Beirut weather 22.99 ° C
تاريخ النشر December 20, 2017
A A A
بالصور: عهد “ايقونة الانتفاضة الثالثة”…
الكاتب: ريتا الدويهي - موقع المرده

DRd8RvPXUAAYJAn DReMzX0W0AAI0WR DRZ40vIX0AAT564 DRZwFXsXkAAjskv image (1) Untitled
<
>

عهد التميمي “ايقونة الانتفاضة الثالثة”… شقراء فلسطينية شبت على مقاومة الظلم منذ نعومة اظافرها، وقفت بشجاعتها امام جنود الاحتلال في سن الـ12 وانتزعت شقيقها من ايدي جندي إسرائيلي لم يستطع الصمود في وجهها فاضطر الى الانسحاب تاركا الطفل في حال سبيله بعد ان اقدم على اعتقاله زاعماً أنه يلقي الحجارة على الجنود، وقام الجندي آنذاك بوضع الطفل فوق الصخور ليضغط عليه بشدة، وبعد لحظات جاءت المناضلة وقاومته بشدة غير آبهة لسلاحه.
ورغم أنوثتها وصغر سنها إلا أن جائزة “حنظلة للشجاعة” كانت من نصيبهاوقد تسلمتها من بلدية باشاك شهير في مدينة إسطنبول، والتقت بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعقيلته، وملأت قصتها وسائل الإعلام، فهي طفلة ليست كسائر الأطفال لاسيما انها اشتهرت بعبارة: “لا السجن ولا الموت يرهبني .. أنا بنت فلسطين والكل يعرفني”، مكررةً في عدة مقابلات لها انها لن تخاف يوما ولن تيأس من المقاومة، لأنها تدرك ان فلسطين لن تتحرر الا من خلال دماء الشهداء وقد تكون هي منهم وليست خائفة من الاعتقال لان فلسطين تستحق، وباتت بذالك مثالا للشجاعة والمقاومة خصوصاً انها شاركت في تظاهرات عدة رفضاً للعدو الغاصب وسعياً لتحرير الارض.
عهد التي أكلمت الـ 16، نشأت في كنف عائلة رفضت أن تخضع لقوانين المحتل، مما أدى إلى تعرض والدها باسم التميمي إلى الاعتقال 9 مرات، ووالدتها اعتقلت 5 مرات وشقيقها مرتين، اضافة الى فقدان للعم والخال بسبب الاستشهاد، وقد تكون الظروف المأساوية التي عاشتها ساهمت في تكوين تلك الشخصية القوية التي تتمتع بها، فعهد شاهدت والدها وهو يتعرض للضرب والعنف أمام عينيها وأسرتها تتعرض لعمليات اعتقال وتفتيش واقتحامات مستمرة، كذلك الظروف التي مرت على قريتها النبي صالح في الضفة الغربية صقلت من شخصيات الأطفال وكسرت هاجس الخوف الذي طالما سعى الكيان الإسرائيلي إلى زرعه في الأهالي.
استمرار عهد بالمقاومة والتحدي، اغضب العدو الاسرائيلي الذي اعتقلها امس، بعد اقتحام بيتها وتفتيشه ومصادرة الأجهزة الإلكترونية ، وجاء ذلك بعد أن حاولت طرد الجنود من ساحة بيتها أثناء مواجهات في قريتها يوم الجمعة وقد وثقت ذلك بفيديو، أظهر كيف طردت عنصرين من جنود الاحتلال وصفعتهما على وجهيهما، لعدم اكتراثهما بطلبها بالذهاب بعيدا عن منزلها، وتصدر هذا المشهد بعض وسائل الإعلام العبري.
وفي مقابلة مع الوزير الإسرائيلي نفتالي بينيت قال إن عليها ان تقضي حياتها في السجن، أما ليبرمان وزير أمن إسرائيل فقال إن مهاجمي الجنود سوف يعتقلون.
قضية عهد شغلت الرأي العام العربي الذي تضامن معها ومع قصتها مطالبين بالتحرك للافراج عنها، كما اخذت القضية منحىً تصاعدياً خصوصا بعد ان تابع العدو الاسرائيلي الانتهاكات واقدم على اعتقال شقيقتها نور التميمي عقب اقتحام منزلها في قرية النبي صالح قضاء رام الله، لتصبح الأم وابنتيها في معتقلات الاحتلال.