Beirut weather 21.41 ° C
تاريخ النشر August 5, 2018
A A A
بالصور: تحية لشربل النعيمي على مسرح الوادي المقدس
الكاتب: موقع المرده
CHS_6143_984285 thumbnail_CHS_6038 thumbnail_CHS_6052 thumbnail_CHS_6091 thumbnail_CHS_6103
<
>

المحطة الثانية من أنشطة السنوية الخامسة عشرة لحديقة البطاركة على مسرح الوادي المقدس كانت أمس تحية وفاء ومحبة لشربل النعيمي نظمتها رابطة قنوبين للرسالة والتراث بالتعاون مع نادي الاتحاد الديماني بحضور المعاون البطريركي المطران يوحنا رفيق الورشا، رئيس الديوان خليل عرب، الوكيل البطريركي الخوري طوني الآغا، حنا طوق ممثلاً النائب السابق جبران طوق،رئيس إتحاد بلديات قضاء زغرتا السيد زعني خير، عبد الرحمن الشامي رئيس نقابة فناني الشمال، الى رئيس الرابطة نوفل الشدراوي، وأمينها العام المحامي جوزف فرح، ورئيس نادي الديمان الزميل انطوان فرنسيس وعائلة الفنان النعيمي.
افتتحت اللقاء وادارته الزميلة ماريا يمين. وقالت:
في هذا الوادي المقدّس، موقع حديقة البطاركة، الديمان، حيث ينبت البخّور بين العشب، تلتقي رابطة قنّوبين للرسالة والتراث مع نادي الإتّحاد الديماني وتتعاون في توجيه تحّيةِ وفاءٍ لناثر “بنفسج قنّوبين” الفنان شربل النعيمي، ابن بلدة راسكيفا الذي رحل في الشهر المريمي وبقيت انسانيتُه تفوحُ في حواراته المسرحيّة كما في القصيدة والأغنيّة واللوحة.شربل النعيمي كتب، لحّن، مثّل، رسم، صمّم وأحبَّ منطقتَه وأهلَها وتبنّى لهجاتِهم وأطباعَهم وأحلامَهم، وبلورها في شخصيات حملَها معه في الحياة كما على المسرح.
ثم كانت كلمة أنطوان فرنسيس ضمنها خلاصة العلاقة الاخوية التي ربطته بالنعيمي، فكلمة الشدراوي واشار فيها الى ان اللقاء يندرج في اطار برنامج اعلام الوادي المقدس الذي تحققه رابطة قنوبين، والنعيمي واحد من هؤلاء، ثم كلمة رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا الزعني خير في العلاقة التي ربطت الاتحاد بالنعيمي، الذي كان يخطط لمجموعة مبادرات ثقافية فنية وقال:تحيةً طيبة من ربوعِ قضاء زغرتا، مسقط رأس الفنان الراحل شربل النعيمي، الذي نجتمعُ اليوم في لقاءِ الوفاء له بدعوة مشكورة من رابطة قنوبين للرسالة والتراث، بالتعاون مع نادي الاتحاد الديماني ضمنَ السنوية الخامسةَ عشرةَ لحديقةِ البطاركة.
ان نجتمع َ، وفاءً لذكرى فنان كبيرِ من شمالنا كانت له البصمات الواسعة في ارساءِ المسرح الشمالي بصورة خاصة واللبناني بصورة عامة، ليس بامرٍ غريب على رابطة قنوبين، التي تعودت ان تتمايزَ في تكريماتِها لشخصيات عظيمة ورائدة، اما ان تكون لي كلمة في هذا التكريم فهذا شرفٌ ان اتحدثَ عن مبدعٍ من شمالِنا ترجلَ عن صهوةِ فنهِ في عز عطائه، فتيتمَ مسرحُنا وخسرنا فناناً عظيمَ الموهبة والامكانات، مرهف الاحساس وكامل الانسانية، فناناً شاملاً بكل ما للكلمة من معنى، فهو كان يكتب ، ويلحن ، ويعزف ، ويغني ، كان رساماً بارعاً يرسم بالفرشاة بنفس روعة رسمِه بالكلمات، وهو مدرسةٌ قائمةٌ بذاتها تلقي الضوء على شخصيات تاريخية ووطنية من عندنا، فمن بو كرم راجع يا فخر الدين الى يوسف بك كرم الى عرندس ابن الضيعة البسيط الى غيرها من الشخصيات التي انطبعت في اذهاننا ودخلت الى قلوبنا باسلوب النعيمي الرائع والسهل الممتنع، فكنا ننتظر مسرحياتِه بكل شغف لنكتشفَ من هي الشخصية المحببة التي سيتقمصُها والتي ستُدخل البهجة الى نفوسنا وتضع الاصبع على جرح يومياتنا النازف حيث كان يعرف جيدا كيف يدق على هذا الوتر وغيره من الاوتار التي تهم المواطن.
شربل النعيمي صديق وقريب لطالما تردد الى اتحاد بلديات قضاء زغرتا للتنسيق معي حول القيام بمشاريع فنية تبرز وجه المنطقة قبل ان يرحلَ بصمتٍ مغلقاً عُلبةَ الوانِه ودفاترَ كتاباتِه، تاركاً بصماتٍ خالدة لا تمحى، هو الذي كان يحترمُ جدا أعمالَه ويعيشُها بصدق، ما يجعلُ الكلمات لا تفيه حقَهُ ولا تصف قدرتَه، فيما سيرتُه باقية لان العظماء الذين يمضون تبقي سيرتَهم بين الناس .
بين زغرتا وبشري وطرابلس تنقل شربل نعيمي ونقلَ فنَه وابداعَه فهو ابن راسكيفا بالولادة وابن زغرتا بالعاطفة والزواج وابن حدث الجبة من ناحية الام، فيما كل طرابلس تعتبر انه ابنُها وخير من مثلها فنياً وثقافياُ.
حمل همَ الفن والفنان اللبناني لاسيما الشمالي، فكان نقيباً للفنانين الشمالين وكان اميناً لصندوق تعاضد الفنانين اللبنانيين، كيف لا، وهو الذي يعتبرُ المسرح دنياه الواسعة ويتحدثُ عنه كما يتحدث عن ابنتِه ميرانا وابنِه جوزاف اللذين اورثَهما شغفَه وابداعَه.
شربل النعيمي كبيرٌ من بلادي رحل وقلبُه على المسرح هو الذي اختار العمل على النق رغم قلة الامكانات، هو الذي دربَ وصقلَ مواهب سواء على الخشبة او في المدارس، هو الذي كان واكبَ كل جديد في عالم المسرح لنقلِه الى الاجيال الطالعة وليطور ذاته وفنِه الراقي الذي لم يتصنع يوماً النكتة بل كانت تصل راقية بمحتواها، تسرق البسمة لا بل الضحكة من القلب، وقلوبُنا اليوم تتوجه الى عائلته باحر التعازي مع التأكيد بان فناناً من وزن النعيمي لا يمكن الا ان تُخلّد ذكراه.
ثم قدمت دروع تذكارية لعائلة النعيمي من نادي الديمان ونقابة فناني الشمال.

وكانت كلمة لمؤسس النادي سمعان صالح عرضت للعلاقة التي جمعت نادي الديمان والنعيمي، والاسهام الذي قدمه الاخير في أعمال النادي الفنية السنوية. فكلمة فرقة النعيمي من رئيسها الاب آنج العلم تناولت تاريخ الفرقة الفني والدور الرائد الذي اضطلع به شربل، ودفع بأعمال الفرقة الى الامام، واصفاً اياه بفنان التفاؤل.

وشكرت ابنة الفنان الراحل شربل النعيمي المخرجة ميرانا النعيمي منصور باسم العائلة كل من سعى لاقامة تحية الوفاء هذه وقالت: شربل النعيمي قلب ابيض نقا اصعب طريق، لانه طريق حلم اللي ما خاف يعيشه، علمنا ما نخاف من احلامنا ونسعى لنحققها وعاش متل ما هوي بيحب ، كان يحب النجاح ولكن ما يخاف من الفشل، يحب الناس وما يخاف من المجتمع، وبيحب الحياة بس ولا مرة خاف من الموت وكان يقول انو الانسان اللي بيخاف من الحياة متل الرسام اللي بيخاف من الالوان.
ولفتت الى ان البنفسج زهرة زغيرة وعطرها رائع ولكن لانها زغيرة وبتطلع بين الحفافي قلال اللي بينتبهولها، ومن اروع الاشيا بشربل النعيمي هي انو كان يعرف يشوف بقلبو الابيض زهرة البنفسج يلي بقلب كل انسان، وكان يعرف يقطف هالبنفسجة وينثرها بقصايدو ومسرحياتو ولوحاتو واخبارو ونكتو وعلى مسرحه.
واكدت ان قنوبين كانت روحو وهويتو وشغفو وشكرت باسم العائلة المكرمين وكل مرة كرموا فيها شربل الانسان.
كما كانت كلمة لشقيق الراحل أنطوان النعيمي حيث عاهد على متابعة رسالته الفنية والثقافية ذات الصلة بأرض الديمان وقنوبين التي أحبها.
ثم كان عرض وثائقي أعدته نقابة الفنانين تضمن مقاطع للنعيمي في مجموعة من أعماله الفنية.
وختاماً كانت كلمة المطران الورشا، الذي تناول نظرة الكنيسة ومفهومها للعمل الثقافي الفني الكفيل بترقي الانسان الى الله بقدر ما يحمل من القيم الروحية والاخلاقية الضاربة الجذور في قنوبين. وأعلن الورشا منح البطريرك الراعي الفنان النعيمي وسام ملاك قنوبين، فتلت الزميلة يمين براءة الوسام. وسلّم الورشا والشدراوي اشارات الوسام الى عائلة الراحل. وبعد الاحتفال وزعت رابطة قنوبين على الحاضرين كتابي “رحلة دنديني الى لبنان سنة 1596″، والثالث من أوراق البطريرك عريضة المتعلق بتاريخ الوادي المقدس والجوار.