Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر December 25, 2021
A A A
بالصور: المغتربون يملأون باحات المطار في العيد… أعدادهم مدعاة تفاؤل وتنشيط اقتصادي فوري
الكاتب: فرح نصور - النهار
WhatsApp Image 2021-12-25 at 11.56.49 AM (1) WhatsApp Image 2021-12-25 at 11.56.49 AM (2) WhatsApp Image 2021-12-25 at 11.56.49 AM (3) WhatsApp Image 2021-12-25 at 11.56.49 AM WhatsApp Image 2021-12-25 at 11.14.14 AM (1) WhatsApp Image 2021-12-25 at 11.39.06 AM (1) WhatsApp Image 2021-12-25 at 11.39.06 AM (2) WhatsApp Image 2021-12-25 at 11.39.06 AM (3) WhatsApp Image 2021-12-25 at 11.47.01 AM (2) WhatsApp Image 2021-12-25 at 11.47.01 AM WhatsApp Image 2021-12-25 at 11.51.35 AM (1) WhatsApp Image 2021-12-25 at 11.51.35 AM (2)
<
>

“أتيت لأزور أهلي”، جملة هي القاسم المشترك بين جميع الوافدين إلى مطار بيروت. الوطن ليس أرضاً فقط، هو روابط أسريّة وأحبّاء وعائلة وذكريات وحنين. اصطحبوا أولادهم، وجمعوا أمتعتهم، وأقبلوا إلى لبنان، بالرغم من اشتداد الأزمة الراهنة. منهم مَن حمل الهدايا والأدوية، ومنهم مَن حمل أولاده هدايا لوالديه بعد غياب طويل. “حَمَلة الفريش”، كما يراهم البعض، اكتظّوا متوافدين، وتقاطروا من جميع أقطار العالم عشيّة العيد.
سيّدة ستينيّة تقود حمّالة أمتعتها، لم تزر لبنان منذ سنتين، تتكلّم وهي تغصّ “اشتقت لأهلي، وجئت لأعيّد معهم، ولبنان غصّة في قلوبنا نحن كمغتربين، ونزعل عليه كثيراً، ونصلي لأجله ليلاً نهاراً، فكلّ لبناني في الخارج قلبه وعقله في لبنان”، وتترك الحديث كيلا تبكي أكثر.
أحد اللبنانيّين القادمين من الولايات المتحدة يصرّح بلهجة لبنانية “مكسّرة” بأنّه لم يزر لبنان منذ ما قبل انتشار جائحة كورونا بقليل، “لكننا الآن جئنا لنعيّد ولنكون مع العائلة، فهي رابط أساسيّ لنا بهذا الوطن”.
امرأةٌ أخرى تجرّ أمتعتها، والبسمة بادية على وجهها حتى من خلف الكمامة، تعبّر عن التزامها الوطنيّ بالقول “من واجبنا أن نزور لبنان دائماً، والواحد ما بيترك أرضو وأهلو لو شو ما صار، وفي أيّ فرصة تسنح لنا سنأتي، ونحن آتين لنساعد مَن هم بحاجة، فأمتعتنا ممتلئة بالأدوية”.
في طريقه إلى لبنان من ألمانيا، أحد الوافدين اللبنانيين كان يستمع إلى أغنية الراحل ملحم بركات “مهما تغرّبنا”، “إلى هذا المدى أنا مشتاق إلى المجيء إلى لبنان، فهو يُبكينا. لكن مهما كان سنعود إليه، ونُدخل المال قدر المستطاع لمساعدة مَن حولنا”.
لا يخلُ المطار من الوافدين الأجانب، إذ كان هناك حركة لافتة للأجانب الأوروبيّين والعرب في باحة المطار. أحد الوافدين الألمان أتى إلى لبنان ليعيّد مع الأصحاب “لأنّ لبنان بلد جميل بالرغم من الأزمة الراهنة. أنا حزين لذلك”.
أرقام الوافدين مدعاة تفاؤل
في الوقت الذي يتوافد المغتربون إلى لبنان منذ أوائل موسم الأعياد، أعلن وزير الأشغال العامة والنقل علي حميّة، منذ يومين، أنّه “ستصل اليوم إلى مطار رفيق الحريري الدولي 91 طائرة تقلّ مغتربين من دول العالم إلى ربوع لبنان لتجديد ثقتهم بلبنان الأمل”، مشيراً إلى أنّ “عدد الطائرات التي وصلت إلى لبنان قد بلغت 66 طائرة”، ومضيفاً أنّ عدد الوافدين إلى لبنان في الربع الأخير من العام 2021 سيُقارب الـ600 ألف وافد وما فوق.
“الأرقام التي أعلنّا عنها دقيقة، ولا تحمل الشكّ بتاتاً ولا بوافدٍ واحد”، وفق تأكيد وزير الأشغال العامة والنقل، علي حميّة، في حديثه لـ”النهار”. هذه الأرقام تبعث على التفاؤل، و”تدلّ على أنّ الأمل لم ينقطع، وعلينا المثابرة على تقوية مرافقنا، وإعادة رفد الخزينة العامة من خلال هذه المرافق”.
الهدف من نشر هذه الأرقام هو “إيصال رسالة إيجابية إلى الناس انطلاقاً من العمل على تفعيل المطار على مستويات عديدة، ونسعى لإعادة رقم الوافدين الذي كان عليه في العام 2019 وإعادة الإيرادات كما كانت”. ففي العام 2019، دخل إلى لبنان 700 ألف وافد أجنبي تقريباً، في الربع الأخير من السنة. ووفق حمية، الوزارة تسعى إلى إعادة تفعيل المطار ليعمل بطاقته الاستيعابية الفعلية السابقة في ظلّ الأزمة الاقتصادية الراهنة، و”نحن نعمل على إعادة الثقة”.
ويوم 23 من الشهر الجاري وصل إلى لبنان 12879 وافداً، وهو بحسب حمية، “من أعلى الأرقام، وهو رقم ممتاز جداً”، وهو رقم أعلى من عدد الوافدين في اليوم نفسه في العام 2019، حين بلغ 12442 وافداً.
ولناحية إجراءات الوقاية من كورونا على المطار، خصوصاً بعد انتشار المتحوّر أوميكرون، لوحظ التزام تام لوضع الكمامات بين الوافدين. وسيبدأ إجراء فحوص الـ PCR للقادمين لدى وصولهم إلى المطار، ابتداء من اليوم.
في العام الجاري، وحتى يوم 22 من الشهر الجاري، دخل إلى لبنان 500 ألف وافد تقريباً، أي ما معدّله 10 آلاف راكب يوميّاً. وإذا ما احتسبنا بناءً على هذا العدد حتى نهاية العام، سيتجاوز عدد الوافدين الـ600 ألف شخص.
أمّا في العام 2020 – وهو عام استثنائي من ناحية انتشار جائحة كورونا – فتراجع عدد الوافدين إلى 300 ألف وافد تقريباً، بحكم إغلاق مطارات عديدة في العالم. وبالتالي، لا يمكن مقارنة أرقام العام الجاري بأرقام العام الماضي 2020.
“لبنان ليس مفلساً”، يشدّد حمية باندفاع وثقة، “فبالإردة والنوايا الحسنة، يمكن تفعيل المرافق العامة لتصبح قادرة على أن تستقبل الوافدين ولو بأعداد كبيرة، وعلينا أن نتحلّى ببعض الإيجابية”.
هل إنفاق المغتربين يعود بفائدة اقتصادية؟
إنفاق المغتربين بالعملة الصعبة في لبنان في فترة الأعياد يعكس فائدة اقتصادية فوريّة ومباشرة، ويحرّك القطاعات، لكن لفترة مؤقتة، على ما يقول عضو المجلس الاقتصادي الاجتماعي، عدنان رمال، لـ”النهار”.
خلال فترة الأعياد، شهد القطاع التجاريّ حركة لافتة، إلّا أنّها جاءت متأخّرة (بدءاً من 20 الشهر الجاري)، في حين كانت تبدأ منذ أوّل الشهر الجاري، “إلّا أنّها أفضل من العدم، فالمغتربون هم الأساس في تحريك العجلة الاقتصادية في فترة الأعياد الآن”.
وعن انعكاس إنفاقهم على سعر الصرف، يوضح رمال بأنّ “قدومهم ساهم في استقرار سعر الصّرف على ما هو عليه اليوم نتيجة ضخّ دولارات جديدة في السوق من خارج السوق المحليّة”.
في ما يتعلّق بحركة القطاع التجاري وعائداته في ظلّ الأعياد وإنفاق المغتربين، فالأرقام التقديرية، وفق رمال، تعكس تراجعاً في القطاعات الاقتصادية بنسبة 80% في هذه الفترة من العام، بينما في السنوات ما قبل الأزمة، كان رقم الأعمال في هذه الفترة يبلغ 25 إلى 30% في بعض القطاعات، “فمبيعات 20 يوماً خلال شهر كانون الأول كانت تساوي ثلث عمل بعض القطاعات التجارية”.
وكان رقم المبيعات هذه، يقدَّر بحدود 300 مليون دولار في هذا الموسم. أمّا الرقم المقدَّر اليوم، فلا يتجاوز الـ50 مليون دولار. فحالياً، حجم الأعمال في القطاع التجاري هو 20% من حجم الأعمال الطبيعية، وهذه الحركة بفضل المغتربين.
وقد تراجعت هذه الأعمال عن العام الماضي بما بين 40 إلى 50 % تقريباً، بحسب أنواع القطاعات.