Beirut weather 19.1 ° C
تاريخ النشر November 25, 2017
A A A
بالتفاصيل… سيرة حياة فيديل كاسترو صديق “غيفارا”

22 تشرين الثاني 2016، رحل رجل كوبا الأول، لطالما ارتبط اسمه بالبلد الصغير وثورتها التي حكمها لأكثر من 50 عاماً منذ العام 1959 حتى العام 2008، قبل ان ينتقل الحكم لشقيه راؤول .
ولد فيدال أليخاندرو كاسترو روز يوم 13 آب 1926 لأسرة ثرية من ملاك الأراضي. تلقى تعليمه في المدارس الكاثوليكية في البداية وكان مجدا في دراسته ومنح لقب أفضل رياضي وهو شاب عام 1944، ثم تخرج في جامعة هافانا عام 1950 بعد حصوله على درجة الدكتوراه في القانون.
وفي عام 1953 حمل كاسترو السلاح ضد نظام باتيستا بعد رفض دعواه القضائية التي اتهمه فيها بانتهاك الدستور، وقاد هجوما فاشلا على ثكنات مونكادا العسكرية في سانتياغو دي كوبا وسجن ثم عفي عنه بعد عامين.
عاش في منفى اختياري بالولايات المتحدة والمكسيك لمدة عامين ثم عاد إلى كوبا عام 1956 على رأس مجموعة قليلة من المتمردين أطلقت على نفسها “حركة 26 تموز” وانضم إلى الزعيم الثوري أرنست تشي غيفارا وأطاح عام 1959 بحكم باتيستا الديكتاتوري.
التقى فيديل كاسترو بالمناضل والرفيق تشي جيفارا في المكسيك بعد الإفراج عنه ونفيه من كوبا، سافر كاسترو إلى المكسيك بحثاً عن أرض محايدة لتهيئة عدد من الرجال للنضال ضد باتيستا ونظامه. انتزع كاسترو السلطة في ثورة 1959 وحكم كوبا 49 عاماً بمزيج من الكاريزما والقبضة الحديد فأقام دولة الحزب الواحد وأصبح شخصية رئيسية في الحرب الباردة. وخلال عامين من سيطرته على السلطة، أعلن كاسترو اعتماد الأيديولوجية الماركسية – اللينينية خطا لثورته، وربط كوبا بصلات متينة مع الاتحاد السوفياتي.
وعلى الرغم من التهديد الأميركي المستمر بغزو كوبا والحصار الاقتصادي الذي فرضته على الجزيرة، فإن كاسترو تمكن من المحافظة على ثورته الشيوعية في بلد لا يبعد سوى 145 كيلومترا عن شواطئ فلوريدا الأميركية حيث تعيش جالية كوبية من معارضي نظامه.
تعرض لمحاولات كثيرة من الاغتيالات والقتل ومن التدخلات الاميركية وتحول الرجل إلى مثال امام بلدان وقيادات أخرى في أميركا اللاتينية وغيرها، حيث تعرض لأكثر من 637 محاولة اغتيال منذ عام 1959، كالسيجار المسموم، وبدلة الغطس الملوثة والقلم القاتل، وغيرها من المحاولات الفاشلة لاغتياله.
بدأ كاسترو خلافه مع الولايات المتحدة عندما أمّم بعض الشركات الأميركية العاملة في كوبا. وفي عام 1960 بدأ يشتري النفط من الاتحاد السوفياتي لسد احتياجات السوق المحلي، وعندما رفضت شركات تكرير النفط الأميركية العاملة في كوبا تحسين شروط تكريرها للنفط وتوفيره في الأسواق أمّمها كاسترو، ما أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة وبدأت كوبا حينها التوجه ناحية الاتحاد السوفياتي، ليتحول البدل الصغير الى شوكة بوجه الولايات المتحدة ومركزاً للنفوذ السوفياتي بوجه واشنطن.
وقد أصبح كاسترو أحد النجوم اللامعة في عصر الحرب الباردة. ففي عام 1975، أرسل كاسترو 15 ألف جندي إلى أنغولا لمساعدة القوات الأنغولية المدعومة من السوفييت. كما أرسل في عام 1977 قوات أخرى إلى إثيوبيا لدعم نظام الرئيس الماركسي مانغستو هيلا مريام.
وقد أثر انهيار المعسكر الاشتراكي عام 1991 كثيرا على الأوضاع في كوبا، وبخاصة الجانب الاقتصادي منها. إلا أن بعض المحللين يرون أن كوبا تمكنت من التقليل من آثار خسارة أهم حلفائها.
وقد ظل كاسترو يلقي باللوم على واشنطن ويحملها مسؤولية المصاعب الاقتصادية التي تواجهها بلاده، وذلك بسبب الحظر الاقتصادي الذي تفرضه واشنطن على كوبا.
في التاسع عشر من شهر شباط 2008 استقال فيديل كاسترو من منصبي رئاسة الدولة والقيادة العامة للقوات المسلحة الكوبية، وأعلن عن خطوته تلك ذلك في رسالة نشرتها صحيفة “غرانما” الرسمية في موقعها على الإنترنت.
وقال كاسترو في رسالته تلك: “سوف أخون ضميري إن أنا قبلت تحمل مسؤولية تتطلب الحركة والتفرغ والتفاني بشكل كامل، فأنا لست في حالة صحية تمكنني من بذل هذا العطاء”.
ورغم خلافة شقيقه راؤول له في رئاسة البلاد والقوات المسلحة وزعامة الحزب الشيوعي الحاكم، إلا أن فيديل كاسترو لم يغب عن الأخبار خلال السنوات الأخيرة، سواء بمقالاته التي دأب على نشرها أو بتعليقاته على التطورات المحلية والدولية. وفي شهر حزيران عام 2008، انتقد فيديل كاسترو ما وصفه بـ “النفاق الكبير” وراء قرار الاتحاد الأوروبي برفع العقوبات الدبلوماسية المفروضة على كوبا ومطالبة الحكومة الكوبية بتحسين سجلها في مجال حقوق الإنسان.
وبعد حياة مليئة بالأحداث والمحطات، رحل الزعيم الكوبي فيديل كاسترو عن 90 عاما، طالباً باحراق جثته حيث جابت جثته البلاد لمدة اربعة ايام.