Beirut weather 15.77 ° C
تاريخ النشر May 6, 2024
A A A
باستشهادهم كتبوا تاريخ وطن
الكاتب: موقع المرده

قبل الاستقلال وفيه وبعده يرتفع الشهداء على مذابح الوطن ومنهم شهداء الصحافة اللبنانية الذين نكرم ذكراهم في السادس من ايار من كل سنة كون السادس من أيار من العام 1916 كان محطة لا تنسى اذ علق جمال باشا السفاح المشانق لعدد من اللبنانيين، بينهم حسب نقابة محرري الصحافة اللبنانية ١١ صحافياً هم: الشيخ أحمد حسن طبارة (صاحب جريدتي “الاصلاح” و”الاتحاد العثماني”)، سعيد فاضل عقل (صاحب جريدة “البيرق” في بعبدا، ورئيس تحرير عدد من الصحف أهمها “النصير” و”الاصلاح” ولسان الحال”)، عمر حمد (شاعر شعبي ومحرر صحافي جريء كتب في جريدتي “المفيد” و”الاصلاح”)، عبد الغني العريسي (صاحب “المفيد” و”فتى العرب” و”لسان العرب”)، الامير عارف الشهاب (المحرر السياسي البارز في جريدة “المفيد”البيروتية)، باترو باولي (مدير جريدة “الوطن” ورئيس تحرير جريدة “المراقب” البيروتية”)، الصحافي الشهير جورجي حداد (كتب في جريدة “المقتبس” في دمشق، وجريدتي “لبنان” و”الرقيب” في بيروت)، وبعدها نفذ جمال باشا السفاح احكام اعدام بحق الصحافيين الشهيدين فيليب وفريد الخازن صاحبي جريدة “الأرز”.
لم تتوقف عملية اغتيال اهل الصحافة مع رحيل السفاح بل استمرت ولا تزال مستمرة حتى الساعة وان بأوجه مختلفة.
ومن ابرز الصحافيين الذين استهدفتهم عمليات الاغتيال نسيب المتني الذي اخترق الرصاص جسده ليل السابع من ايار 1958، وفي 18 ايلول من العام 1958 اختطف ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻲ ﻓﺅﺍﺩ حدﺍﺩ ﺍﻟﻤﻠﻘﺏ بـ”ﺍبو ﺍﻟﺤﻥ” وقتل على ايدي مجهولين، وفي 16 أيار 1966 وجد الصحافي كامل مروة مضرجاً بدمائه على مكتبه في جريدته “الحياة”.
واستمر مسلسل الاغتيالات مع اغتيال ادوار صعب في 16 ايار 1976، الى اغتيال الصحافي سليم اللوزي في الرابع من آذار 1980، الى اغتيال نقيب الصحافة رياض طه في 23 تموز 1980، وهو الذي كان كرس السادس من ايار عيداً لشهداء الصحافة، لتمتد يد الاغتيالات الى الصحافي سهيل طويلة في 24 شباط 1986، وفي 24 شباط 1987 اغتيل حسين مروة، وفي 2 حزيران من عام 2005 اغتيل سمير قصير، وفي 12 كانون الاول من العام نفسه اغتيل جبران التويني.
انتهى الاحتلال والانتداب وانتهت الحرب ولم يتوقف مسلسل اغتيال الصحافيين بعضهم كتبت له النجاة والبعض الاخر ارتفع شهيداً من دون ان ننسى ما اقترفه العدو الاسرائيلي بحق الاعلاميين الذين استشهد بنيرانه عدد كبير منهم.

هذا قدر الصحافة اللبنانية ان تقدم الشهداء في سبيل الكلمة ما يجعلها ذخيرة الحرية واقلامها لا تنكسر او تتهاون لان الاعلاميين باستشهادهم كتبوا تاريخ الوطن.