Beirut weather 14.1 ° C
تاريخ النشر November 24, 2023
A A A
باتريك مارديني لموقع “المرده”: البلد اليوم أمام خيارات صعبة جداً
الكاتب: سعدى نعمه - موقع المرده

 

وكأن اللبنانيين لا تكفيهم مصائبهم التي حلّت عليهم من كل حدب وصوب في وطن بات في قعر أزمة طالت كل تفاصيل الحياة، حتى اطلّت عليه اسرائيل بغاراتها على الحدود الجنوبية لتزيد الطين بلّة.
ومما لا شك فيه ان الأحداث الجارية على الجبهة الجنوبية ستؤثر بشكل او بآخر على الاوضاع الاقتصادية والمعيشية، وهنا يشير الخبير الاقتصادي الدكتور باتريك مارديني في حديث خاص لموقع “المرده” الى أن “الأحداث الدائرة في الجنوب اللبناني كان لها الأثر السلبي على الاقتصاد اللبناني بطرق عدة أبرزها الموسم السياحي الذي كان واعداً وجيداً وشهد لبنان حركة اغترابية ناشطة خلال موسم الصيف وأُدخلت الدولارات الى لبنان وهؤلاء السياح كانوا ينوون زيارة لبنان في عيدي الميلاد ورأس السنة والذين لم يأتوا الى لبنان خلال الصيف كانوا يخططون للمجيء الى بيروت في موسم الاعياد المقبل الا ان ما يجري سيمنعهم من زيارة لبنان”.
ورأى ان الحرب الدائرة والخوف من توسعها سيمنع السياح من تمضية الاعياد في لبنان وبالتالي سيتراجع تدفق الدولارات الى لبنان وبالتالي هذه خسارة السياحة الشتوية.
وأضاف مارديني: “منذ بداية الحرب انخفض عدد الرحلات الى لبنان بنسبة 33 في المئة وعدد الرحلات المغادرة من لبنان ازداد 28 في المئة وان نسبة الإشغال في قطاع الفنادق لا تصل الى نسبة 10 في المئة وهناك انخفاض بنسبة 80 الى 90 بالمئة في الفنادق والمقاهي وقطاع ايجار السيارات شهد انخفاضاً بنسبة 90 في المئة”.
ورأى انه حتى لو لم تتمدد رقعة الحرب فان الأثر سيكون كبيراً جداً.
وفنّد مارديني تقديرات لبعض المؤسسات الدولية التي تشير الى انه اذا انخفضت السياحة في لبنان بين 10 و30 بالمئة بسبب الحرب فان الناتج المحلي سينخفض 10% لأن هذا القطاع الحيوي يشكل 26% من مداخيل الحساب الجاري ولو أردنا ان نتخيل السيناريو الأسوأ ألا وهو تراجع السياحة بنسبة 70% هذا الامر سيؤدي الى انخفاض الناتج المحلي بنسبة 23% وهنا نتحدث عن أرقام خيالية لركود قاسٍ وضخم.
بالانتقال الى قطاعات أخرى، لفت مارديني الى أن جزءاً كبيراً من الشركات، وخشيةً من تفاقم الاوضاع، بدأ بالانتقال الى خارج لبنان واننا نشهد اغلاقاً للشركات، واذا كانت هناك شركات تخطط للاستثمار في لبنان فقد تراجعت عن قرارها بسبب الأوضاع.
وأكد أن ذلك يؤثر بشكل كبير على ميزان المدفوعات في لبنان واحتياطي المصرف المركزي وقدرته على تأمين استقرار لسعر الصرف من دون المسّ بالاحتياطي الالزامي واحتياطي العملات الأجنبية لديه والبلد اليوم أمام خيارات صعبة جداً.
وحول التعاميم الاخيرة الصادرة عن مصرف لبنان، اعتبر مارديني ان المصرف المركزي أمام معضلة كبرى وأمّن استقراراً لسعر صرف الليرة في المرحلة الحالية بسبب تجميد حجم الكتلة النقدية ولكن اليوم ومع خروج الرساميل اثر الحرب الدائرة في الجنوب وجب على المصرف المركزي تخفيض الكتلة النقدية بالليرة وهذا الامر ليس سهلاً بل هو خطوة صعبة فهل سينجح بذلك؟
وهذا ما سيحدد توجه المصرف المركزي في الايام المقبلة وقدرته على تأمين سعر الصرف من دون هدر الاحتياطي او فشله.
وختم مارديني: “اذا توسعت الحرب فسيسقط شهداء وهناك عذاب كبير وتدمير للبنى التحتية ولسنا متأكدين انه يمكننا اعادة الاعمار لأن لبنان يمر بأزمة ولا نعرف اذا كان هناك نيّة لتقديم المساعدة في اعادة الاعمار ففي الحرب الماضية في عام 2006 المواطنون مكثوا في بيوتهم والشركات استمرت بالدفع لهم أما اليوم أموال الشركات عالقة في المصارف لذا لا يمكنها ان تدفع لموظفيها في حال وقعت الحرب وهذا الامر سيكون له الأثر السيء على لبنان”.