Beirut weather 23.41 ° C
تاريخ النشر February 18, 2021
A A A
بإنتظار دقات ساعة التغيير..!
الكاتب: نون - اللواء

أحاديث اللبنانيين ونقاشاتهم في منطقة الخليج العربي تدور حول هواجس التغيير، وإمكانية إعادة بناء الدولة على أسس راسخة من الشفافية والقانون.
السؤال الذي يشغل الجميع هذه الأيام: كيف يمكن التخلص من هذه المنظومة السياسية والطبقة الحاكمة الفاشلة والفاسدة..، ومتى يمكن وضع البلد على سكة الإنقاذ والإصلاح، بما يساعد على إعادة لبنان إلى مركزه التاريخي، وإستعادة دوره الحضاري.
تختلط مشاعر القهر مع جذوة الحماس التي تُشعل النقاشات الدائمة بين أجيال الشباب، والمخضرمين على السواء، وتسمع من العبارات والمصطلحات، وحتى اللعنات على أهل السلطة، بما يُذكرك بالأجواء التي كانت سائدة في تظاهرات إنتفاضة ١٧ تشرين، قبل أن تمتد أيادي المندسين والمخربين إليها.
إنتحاريون.. عدميون.. كيديون..

فاقدو الإحساس بالمسؤولية والوطنية، إلى أقذع من هذا الكلام الذي تصف به مجموعة من الشباب من خريجي أهم الجامعات اللبنانية، أهل الحكم والساسة في لبنان.
يقول أحد المهندسين الشباب: الحكام في الإمارات العربية رفعوا علم بلادهم في الفضاء الأوسع وصولا إلى المريخ، والمسؤولون في لبنان أسقطوا البلاد والعباد في قعر جهنم! ونحروا جمهورهم وطوائفهم تحت شعار الدفاع عن حقوق الطائفة. وتحولت الإحتفالات بمناسبة مرور ماية عام على ولادة دولة لبنان الكبير، إلى سلسلة من المآتم والكوارث قضت على كل مميزات ومكاسب دولة لبنان الكبير، من النظام المصرفي، إلى التميز الصحي والإستشفائي، إلى ضرب النظام التربوي وتقويض البنية الإجتماعية، إلى الإنفجار الزلزالي الرهيب في مرفأ بيروت وتدمير الأحياء التراثية في العاصمة.
ويحتد مدير مؤسسة مالية عالمية في حلقة النقاش ويصرخ: ماذا ينتظر هؤلاء الفاسدين للذهاب إلى جهنم، ويتركوا هذا الشعب المعذب يلملم جراحه، ويُعيد بناء البلد.
وفجأة سادت لحظات من الوجوم والصمت بين الحاضرين، وكأنهم ينتظرون دقات ساعة التغيير بين دقيقة وأخرى!