Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر April 28, 2017
A A A
اين صواريخ حزب الله؟

 

 

 

هل حزب الله من الغباء كي يعيد تخزين صواريخه الكاسرة للتوازن في المخازن نفسها في محيط مطار دمشق الدولي؟ وهل تحتاج تلك الصواريخ الى تخزين في منطقة غير آمنة، مع العلم ان بضعة كيلومترات تفصلها عن الحدود اللبنانية حيث يدا اسرائيل مغلولة؟ سؤلان طرحتهما اوساط مطلعة على الميدان السوري لتشير الى ان اسرائيل تكذب حين تقول انها استهدفت صواريخ حزب الله في سوريا..
وفي حديثها الى «الديار» تشير الى ان ما حصل هو جزء من الحرب النفسية التي تخوضها اسرائيل على الساحة السورية، فهذه الضربات جاءت خلال وجود وزير الامن الاسرائيلي افغدور ليبرمان في موسكو، ومن الواضح انها محاولة اسرائيلية لارسال «رسالة» الى حلفاء موسكو في سوريا وايران، وحزب الله، بان «الخطوط الحمراء» الروسية المفترضة امام التدخل العسكري الاميركي في سوريا، لا تشمل اسرائيل التي لا تزال تتمتع بهامش واسع للتحرك، وان كان تحت «سقف» عدم الاضرار بمصالح موسكو الاستراتيجية في المنطقة…
وتلفت تلك الاوساط الى ان مطار دمشق لم يشهد قبل الغارة اي حركة جوية لطائرات عسكرية اقلاعا او هبوطا، الا اذا كان حزب الله ينقل صواريخه عبر طائرات مدنية، وهذا امر يدرك الاسرائيليون استحالته، كما يأتي عدم تاأكيد كافة الجهات المعادية للنظام في سوريا من وسائل اعلام ومجموعات مسلحة وحتى اجهزة استخباراتية، عدم سقوط قتلى في هذه الغارات، عدم وجود حركة نقل شاحنات في المنطقة، وهذا يعني عدم وجود صواريخ «كاسرة للتوازن» في المستودعات، وكذلك يؤكد الامر عدم استهداف شحنة اسلحة لحظة وصولها الى المطار…
والسؤال المطروح بجدية هل ثمة من في اسرائيل ما يزال يعتقد ان حزب الله لم يملأ مخازنه من كافة انواع الاسلحة منذ حرب تموز2006 اي قبل نحو11عاما؟ ولزيادة الدقة في هذا السياق، تشير تلك الاوساط الى ان «الخطوط الحمراء» التي كانت مرسومة قبل الحرب في سوريا، وكانت دمشق ملتزمة بها، سقطت في العام 2012 بعد عام من اندلاع الاحداث…
اسرائيل تريد استعادة المبادرة في مواجهة حزب الله، وايران،  تقدم نفسها رأس حربة في نظام اقليمي يعمل على ترتيبه الاميركيون بمشاركة دول اقليمية في مقدمتها السعودية والاردن والامارات، وهي تحتاج الى استعراض القوة هذا للتذكير بأنها ما تزال قادرة على التحرك والمناورة فوق «رقعة الشطرنج» حيث يقوم اللاعبون بتحريك «الاحجار» لحجز مكان على «طاولة» التسوية السياسية وما يتبعها من ترتيبات امنية، وما يدل على وصول التوتر الى ذروته، عدم «هضم» اسرائيل للجولة الاعلامية التي نظمها حزب الله قبل ايام على المنطقة الحدودية في الجنوب، وترجم ذلك «بهجمة» دبلوماسية غربية دفعت رئيس الحكومة الى «ارتجال» جولة مماثلة لامتصاص الضغوط الهائلة التي مورست عليه… اسرائيل غير قادرة على الرد العسكري على حزب الله داخل الاراضي اللبنانية لانها تدرك ان لذلك اثماناً باهظة، تستخدم الاراضي السورية «صندوقة بريد» لايصال الرسائل، وهي تعلم جيدا ان الصواريخ «الكاسرة للتوازن» موجودة في مخازن المقاومة في لبنان وليست في سـوريا…