تمحورت عناوين معظم صحف اليوم حول احتمال حدوث أزمة سياسية بعد الحديث عن “انتهاك اتفاق صخرة الروشة”، فيما في خطوة غير مسبوقة واحتجاجاً على ما حصل الغى رئيس الحكومة نواف سلام جميع مواعيده في السراي الحكومي اليوم، معتبرا أن إضاءة الصخرة بصور الشهيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين تمثل مخالفة واضحة.

لكن، كيف يمكن أن يثار هذا الجدل حول ما وُصف بالمخالفات والانتهاكات، في وقت يتعرض فيه لبنان يوميا، من شماله إلى جنوبه، لانتهاكات فاضحة لسيادته، ولمجازر تُرتكب بحق شعبه، ولأبشع أنواع الدمار المتعمد على يد عدو لا يعرف سوى الإجرام والشر؟

هل أصبحت إضاءة صخرة الروشة بصور شهداء تعتبر “جريمة” تستدعي كل هذا التحريض وردود الفعل وإلغاء المواعيد؟
أين الحديث عن لبنان السيد، الحر، المستقل؟.
أين الموقف من الاعتداءات اليومية والاغتصاب المستمر لاراضينا؟.
أين رفع الصوت من أجل الأطفال الشهداء والرعب الذي زرعه العدو في نفوسهم؟.
أين وأين وأين العديد من الوعود والالتزامات والعمل الدؤوب من اجل النهوض بالبلد؟.
هل اضاءة صخرة الروشة يشكل انتهاكاً ويستدعي اعتكافاً لرئيس الحكومة فيما الانتهاكات الاسرائيلية اليومية واحتلال النقاط الخمس والمسيرات التي تقتل الاطفال الابرياء لا تستأهل موقفاً حازماً او اعتكافاً ولو رمزياً؟.

إن خلاص لبنان لا يكون إلا بالوحدة، فالخلافات والانقسامات الداخلية لن تؤدي سوى إلى إضعاف البلد، وجعله أكثر عرضة لظلم وعدوان من عدو غاصب ومجرم يراهن على التفرقة وتحريض ابناء الوطن على بعضهم البعض.